سامحني يا أخي المسلم

يخاف العديد من المسيحيين في الشرق الأوسط من التطرف الإسلامي وانتشار افكار الأصولية الإسلامية والإسلام السياسي. فبعد الأمور الصعبة التي حصلت في العراق وغزة ومصر ومواقع أخرى في العالم، يشعر العديد من المسيحيين بالتهديد والخوف.
31 مايو 2011 - 18:13 بتوقيت القدس

يخاف العديد من المسيحيين في الشرق الأوسط من التطرف الإسلامي وانتشار افكار الأصولية الإسلامية والإسلام السياسي. فبعد الأمور الصعبة التي حصلت في العراق وغزة ومصر ومواقع أخرى في العالم، يشعر العديد من المسيحيين بالتهديد والخوف. وتنادي الكثير من الأصوات الإنجيلية بالإنعزال وبناء سور حديدي يفصلنا عن الآخر الذي يختلف عنا. وعندما أتفاعل مع بعض اخوتي واخواتي في المسيح، يتحدثون عن مستقبل يخلو من المسلمين وينظرون إلى الإنسان المسلم من منظار عقائدي فقط. وتتكاثر التعليقات في موقع لينجا أو مواقع أخرى حول تقزيم وتهميش المسلم وكأنه داء ولعنة على بلادنا. في ضوء ما سبق، اشعر بأهمية التأكيد على بعض الأمور.

أولا، يجب أن نحذر من خطية التعميم ووضع كل المسلمين في علبة فكرية واحدة. فهناك تعددية كبيرة داخل الأمة الإسلامية. وليست الأصولية أو السلفية الإسلامية هي التعبير الوحيد أو حتى السائد داخل تيارات الفكر الإسلامي. إيران تختلف عن تركيا وتختلف الإثنتان عن مصر والسعودية والأردن. وتختلف غزة عن رام الله وبيت لحم، وتختلف أم الفحم وكفركنا عن الناصرة ويافا. ويختلف المسلمون في فرنسا عن ابناء وبنات دينهم في السعودية. فكما أن المسيحية متنوعة بكنائسها وتقاليدها المختلفة كذلك يتنوع الفكر الإسلامي بتعبيراته وتعدد جماعاته ومدارسه الفكرية. وكما يختلف المسيحيون في تفسير نصوصهم الكتابية، يختلف المسلمون في تفسير وتأويل نصوصهم القرآنية إذ توجد عدة تفاسير وتوجهات فكرية.

ثانيا، يجب أن نحذر من خطية التشويه. بالرغم من إيماني بالكتاب المقدس واعترافي أن يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص، إلا أنني يجب أن اكون حذرا في التعامل مع الأديان الأخرى فلا اشوه صورتها الحقيقية. يتسارع العديد من الناس إلى إظهار كل الجوانب السلبية في القرآن وفي الحديث وفي حياة محمد رسول الإسلام. بالرغم من وجود قضايا تتعارض مع الكتاب المقدس وبالرغم من تناقض الكتاب المقدس مع الكثير من الأمور التي نشرها رسول الإسلام، إلا أنه توجد قضايا أخرى تتوافق مع الكتاب المقدس. فمثلا، لا يرفض المسيحيون فكرة التوحيد أو أن الله خالق أو اننا يجب أن نحسن إلى أهلنا. فيجب ألا نرفض ما هو صحيح في القرآن أو في الحديث الإسلامي عالمين أن الله يُنعم على جميع البشر بنعمته العامة. ونتذكر أيضا أنه يوجد عباقرة وموسيقيون وأناسٌ موهوبون خارج الكنيسة وبين جماعات إسلامية أو أديان أخرى. ونحن نقدر ونثمّن كل مساهماتهم الإيجابية وكل مشاركاتهم التي لا تتعارض مع إيماننا. لهذا يجب علينا أن نظهر الحق بإظهار الصورة الكاملة وليس عن طريق ابراز سلبيات الآخر دون الحديث عن الإيجابيات. فإذا حاول أحد أن يفسر الكتاب المقدس من منظار حروب التحريم وقتل الأطفال في العهد القديم دون اظهار الصورة الكاملة للخلفية التاريخية وباقي النصوص الكتابية فقد يصل إلى استنتاجات مشوهة وخاطئة حول الكتاب المقدس. وهكذا تتشوه الصورة ويبتعد الإنسان عن الفكر العادل.

ثالثا، يجب أن نحذر من كراهية المسلم. بالرغم من ايماننا بوجود فروقات مهمة بين القرآن والإنجيل، إلا أننا يجب أن نتذكر أن المسلم والمسلمة هم خليقة الله. احبهم الخالق ومات المسيح من اجلهم. ودعا الله كنيسته أن تكون نورا وملحا وخادمة لكل الشعوب. لقد وضعنا الله في بلد واعطانا الكثير من الهدايا. أهدانا الله اخوتنا في الخليقة واحباءنا الشعب الإسلامي. دعانا الله أن نحبهم وأن نخدمهم لا أن نكرهم ونشوه صورتهم. فلنسلك طريق المحبة دون التنازل عن الحق الكتابي.

رابعا، يجب أن نحذر من النظر إلى المسلمين من منظار عقائدي فقط. ويجب ألا نسلك طريق التعصب وننظر من العدسات الضيقة ونسمع ما يغذي الكراهية بدلا من التبصر والانفتاح وتجسير الفجوات مع الآخر. فنحن كمسيحيين في الشرق الأوسط نشكل أقلية دينية ولكننا لسنا اقلية قومية إذ لا نتخلى عن قواسمنا اللغوية والحضارية والتاريخية والاجتماعية المشتركة مع باقي ابناء وبنات شعبنا. فهم يعيشون معنا ويدرسون ويلعبون معنا. ونذهب إلى المدرسة والمتجر والسوق معا. ويتماسك مجتمعنا بوجودهم وتنمو مؤسساتنا بالتعاون والمودة. لهذا من الضروري بناء الجسور بين الكنائس والجوامع وبين القسس والشيوخ للتأكيد على المحبة والسلام دون التخلي عن فرادتنا وتميزنا.

خامسا واخيرا، لا أريد أن اطيل في هذا المقال ولكن لنكن نورا وملحا وخميرة محبة ولنخدم الشعب الإسلامي في هذه البلاد ولنتعاون مع كل المسلمين في مقاومة التطرف الإسلامي أو اي تطرف آخر. وأدعو في هذا المقال كل الكنائس إلى تخصيص وقت كل أحد من اجل الصلاة للمسلمين حتى يفيض الله ببركاته عليهم وعلينا، ولنظهر المسيح في حياتنا فيرون محبة الله وقداسته في كلماتنا وسلوكنا. ويتنافسون معنا في اظهار عدالة الله وحقه وقداسته. لنفتح كنائسنا وقلوبنا لهم ولنعتذر لهم عن كل إساءة بحقهم قائلين: سامحني يا أخي المسلم ويا اختي المسلمة. فبالرغم من عدم كونهم اخوتنا في الإيمان المسيحي إلا انهم اخوتنا في الخليقة. ولنحيا رسالة المسيح لا بالكلام وباللسان بل بالعمل والحق خادمين كل ابناء هذا البلد باسم سيدنا المسيح ومملحين كلامنا كل حين بنعمة الله وبركته.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. باسم أدرنلي 31 مايو 2011 - 17:23 بتوقيت القدس
نعم أعلن محبتي لأخي المسلم نعم أعلن محبتي لأخي المسلم
الرب يباركك يا أخي حنا، "وَالْكَلِمَةُ فِي وَقْتِهَا مَا أَحْسَنَهَا"(أمثال 15: 23). في وسط العواصف والدماء التي تصبغ معظم أقطار الوطن العربي، يحتاج المجتمع العربي المسيحي والمسلم هذه الرسالة.
2. Joseph Kh 31 مايو 2011 - 17:51 بتوقيت القدس
" أحب قريبك كنفسك " " أحب قريبك كنفسك "
د.حنا كتناشو مقالك كله محبة ونعمة، فعلاً نحن بحاجة أن نطبق وصية محبة القريب على الأخرين و المختلفين عنا فكرياً وعقائدياً، نحن بحاجة لمحبة المسيح الكاملة لكي تنير قلوبنا .. ربنا يباركك و يستخدمك أكثر لمجد إسمه
3. عنان نجار 31 مايو 2011 - 18:10 بتوقيت القدس
ولكن ولكن
ولكن يجب ان نكون حذرين من التعامل معهم ولا نطمئن ونسلم لهم كليا نعم اخوتنا وجميعنا خليقة اللة . ان الطف والمحبة التي في عقيدتنا جعلتنا بنظرهم ضعفاء واستغلالهم هذة الميزة فينا تعالوا وعظموا انفسهم ,ليس الجميع بل الاغلب .اذا المشكلة هي من المقابل (نحن )في كيفية التعامل معهم.لاننا محاربتنا ليس مع لحم ودم بل مع اجناد الشر روحية, مع شياطين لها خبرة طويلة في كيفية التلاعب مع البشر. ولكن نحن نعرف انة مغلوب وتحت الاقدام ابليس .
4. رامي مشرقي 31 مايو 2011 - 20:51 بتوقيت القدس
انا اؤيدك انا اؤيدك
نعم عزيزي أنا اتعهد أمام الرب كي أعطي وقت مخصص حتى اصلي من أجل احبائنا المسلمين كي يفيض الرب عليهم بخلاصه المجيد
5. elham 01 يونيو 2011 - 09:55 بتوقيت القدس
m7bh m7bh
n3m m7bt allh 3zemh wkd awsanz an n7b ala5ren lkn m3 m7btna lhm yjb an nkon 7zren w2n la ntnazl 3n klmt allh l2rda2hm yjb an nkon mftden alwkt nst2'l kl mwkf lnbshrhm wntklm 3n m7bt almse7 alte yjb an tzhr fena wyjb an nsle lhm lky yner allh azhanhm.wy3rfon trek al7k wl7k y7rrhm.
6. ام ايوب 01 يونيو 2011 - 21:16 بتوقيت القدس
محبة اخي المسلم محبة اخي المسلم
اهم من هذا ايضا لنتذكر ماحدث في عدة دول عربيه من التفرقات بين الاديان والطوائف والقوميات لتكن عبره لنا لنحب بعضنا بعض محبة صادقه
7. سوسن خوري 02 يونيو 2011 - 06:49 بتوقيت القدس
لماذا الاعتذار او طلب الغفران ؟ لماذا الاعتذار او طلب الغفران ؟
اوافقك الراي علي ان نحبهم ونصلي من اجلهم ، لكن ليس علينا ان نطلب منهم الغفران لأننا لا نكرههم بل لا نحب ونوافق علي ما يؤمنون به وبالتالي يعملوا ما يملي عليهم قرانهم ونبيهم من قتل واضطهاد غير المسلم وهذه حقيقة لا يقدر اي مسلم ان ينكرها اذا أراد ان يمارس دينه بالشكل الصحيح ، ليس لانه اصبح متطرف او متشدد لا بل لانه صار متدين ويتبع ما يطلبه منه دينه ونبيه ، انه لامر مؤسف جداً ولكنه الواقع ومهما حاولوا المسلمين المعتدلين كما يسمونهم الدفاع عن دينهم ، لا يمكنهم التغاضي عن ما ذكر في كتابهم . وهذا ما يدعنا للتعامل معهم بحذر او حتى نخشاهم، ولقد أعلمنا بذلك الرب يسوع في يوحنا ١٦ :٢" بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله " وهذا ما يعمله إخوتنا الأحباء بنا . من اذا يحتاج لان يعتذر ويطلب الغفران ؟ ما علينا الا ان نقول كما قال الرب يسوع في لوقا ٢٣ :٣٤ " يا أبتاه اغفر لهم ، لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون " امين  
8. جميل بربارة 02 يونيو 2011 - 15:12 بتوقيت القدس
يا أبتاه اغفر لهم ، لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون يا أبتاه اغفر لهم ، لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون
انا أوافق الأخت سوسن بأننا لسنا بحاجة لطلب السماح بل هم بحاجة لنا للصلاة من أجل أن يتعرفوا على طريق الخلاص الوحيد: ربنا ومخلصنا يسوع المسيح
9. سهام عطالله 09 يونيو 2011 - 22:53 بتوقيت القدس
محبة محبة
اولا يجب علينا ان نحب بعضنا نحن المسيحيين ونكون يدا واحدة ضد قوى الشر ونكون منفتحين على الكنائس التقليدية كما تسمونها وبعد ذلك احبب اخاك المسلم الذي يحبك كثيرا ولا يشتم صليبك..
10. نردين 09 يونيو 2011 - 22:54 بتوقيت القدس
فليسامحك الرب اخي العزيز.. فليسامحك الرب اخي العزيز..
11. الياس دكور 29 سبتمبر 2011 - 01:05 بتوقيت القدس
الاسلام ليسوا باعدائنا الاسلام ليسوا باعدائنا
لأن الله احب الناس كل الناس وشمسه تشرق على الابرار والاشرار . ربنا يسوع المسيح علمنا ان نحب ليس قريبنا وحسب بل اعدائنا ولأننا على نمط هذه المحبة نشأنا وترعرعنا فلا يمكننا ان نكره . علينا ان نصلي لكل من لم يعرف المسيح حتى يعرفه ويتبعه . الاخوة المسلمين ايضآ يحبوننا ولكن محبته صادقة ما داموا يعيشون العلمانية ولكن عندما يتدينوا وبدون قصد يعلنوا عن كرههم لنا وليس ذنبهم بل ذنب العقيدة . اولآ الامر الديني بواسطة رسول الاسلام ان لا مسيحي يكون في الجزيرة العربية . ان المسيحيين بنظر الاسلام مشركين وضالين وكفار وهذا المبدأ لن يتغير . تانيآ : ألأمر بقتلنا أمرت ان اقاتل الناس كل الناس حتى يقولوا الشهادتين . تالتآ الاسلام هو دين الحق وهم الاعلون اذآ دائمآ يعاملونا كأننا الدون علمآ ان ربنا يسوع المسيح رفعنا وكتيرة هي التناقضات وارجوا ان ترفعوا الاخوة المسلمين بالصلاة بل لنصوم ونبكي ونمزق تيابنا من أجل خلاصهم لأن هذه مشيئة الهنا الكل يخلصون ولمعرفة البر يقبلون