الأراضي المقدسة والآثار

لو شهد الحجر وخبر، كم من الحضارات والأمم التي عاشت في هذه الأرض، ولكن في النهاية تشهد حقيقة الكتاب المقدس، كتابيا, تاريخيا وجغرافيا...
17 أكتوبر 2008 - 19:57 بتوقيت القدس

لو شهد الحجر وخبر، كم من الحضارات والأمم التي عاشت في هذه الأرض، ولكن في النهاية تشهد حقيقة الكتاب المقدس، كتابيا, تاريخيا وجغرافيا.

بدأت الحفريات الآثرية في الاراضي المقدسة في منتصف القرن ال19 , عندما قام علماء  العهود التوراتية بمسح المنطقة بحثًا عن أماكن ورد ذكرها في كتب العهد القديم والعهد الجديد. ولدى انتهاء القرن ال19 وخصوصًا لدى بداية القرن ال20 , تم حفر العديد من التلال الأثرية ووضعت أسس البحث العلمي في مجال الآثار.
واتسعت رقعة النشاطات الأثرية خلال عهد الانتداب البريطاني (1917-1948) وازدادت بعد تأسيس دولة إسرائيل. وأدت الخبرة التي تم اكتسابها خلال أعمال الحفريات إلى بلورة أساليب علم الطبقات الأثرية  إضافة إلى بحث مفصل في  تطوّر أشكال الأواني الفخارية وغيرها من المنتوجات الصناعية, مما يفسح المجال امام تحديد تأريخ الطبقة الأثرية. وخلال السنوات القليلة الماضية اتسع علم الآثار ليشمل مجالات غير معروفة نسبيًا للحضارات المادية القديمة مثل الغذاء والأمراض والاقتصاد والتجارة. وتم استخدام هذه الانجازات لعلم الآثار الجديد في عشرات مواقع أثرية يتم حفرها. 

ويشمل علم الآثار في البلاد البحث المنتظم لجميع الآثار في البلاد ابتداء من الفترة ما قبل التأريخ وحتّى نهاية الحكم العثماني.وتدل غزارة البقايا الأثرية على العدد الكبير للحضارات التي تركت بصماتها على الأرض.   وتأثرت الحضارات الأكثر تقدمًا  بالميزات الجغرافية  الفريدة من نوعها. فقد استخدمت أرض فلسطين قبل عشرات آلاف السنين جسرًا اجتازته جماعات صيادين في طريقها من إفريقيا إلى أوروبا. وتم اكتشاف مخيمات هذه الجماعات وأحياء سكناها  على امتداد غور الأردن وفي كهوف على منحدرات جبل الكرمل والجليل. وكانت الأرض خلال العهود التوراتية جسرًا بين الحضارات المزدهرة في الهلال الخصيب ومسبوتاميا (العراق اليوم) ومصر. ومنذ إقدام ألإسكندر المقدوني على احتلال أرض اسرائيل فاصبحت همزة وصل جغرافية وثقافية بين الشرق والغرب.

يبرز علم الآثار في إسرائيل أهمية كون البلاد مهد الديانة اليهودية والمسيحية. وقبل كل شيء يؤكد علم الآثار الصلة التأريخية بين الشعب اليهودي والتوراة وأرض اسرائيل.

وتشكل هذه البقايا الأثرية المدفونة في الأرض الصلة الطبيعية بين ماضي الشعب اليهودي وحاضره. ويمكن مشاهدة هذه السلسلة غير المقطوعة للتأريخ في جميع المواقع الأثرية في البلاد: في مدن عهد التواراة حاتصور, مجيدو, غيزر, شومرون,  بئر السبع ودان. في مدن تعود إلى عهد الهيكل الثاني- طبريا, تصيبوري, غاملا وقلعتا متسادا وهيروديون حيث ناضل اليهود من أجل الحرية. في صحراء يهودا قرب البحر الميت حيث تم اكتشاف بقايا المركز الروحاني لفئة الإسيين وهي فئة قديمة متطرفة. كما اكتشفت في هذه المنطقة لفائف البحر الميت والتي تشمل اقدم نسخ لأسفار العهد القديم. وتعود إلى الفترة نفسها مواقع اكتشفت  ولها علاقة بحياة  يسوع المسيح – في كفر ناحوم والطابغة واكتشفت فيها أيضًا بقايا أثرية لكنائس من العهد البيزنطي.

وتم اكتشاف المواقع الأثرية للمدن البيزنطية والرومانية- قيصريا وبيسان وبنياس وكذلك بلدات النقب عوفدات وحالوتصا ومامشيت والتي ازدهرت في تلك الفترة. ومن عهد الحكم الإسلامي توجد آثار لمدينة الرملة  وقصر خربة المفجر (قصر هشام) في أريحا. وتشمل آثار عهد الصليبيين العديد من القلاع والبلدات – عكا وقيصريا وقلعة نمرود وكوكب الهوى .

وقد تركزت العديد من النشاطات في مجال الحفريات الأثرية في أورشليم القدس حيث تم اكتشاف بقايا أثرية ل 5000 سنة من التأريخ: في مدينة داود , أسوار المدينة الكنعانية وبقايا مبان تعود الى فترة مملكة إسرائيل الموحّدة , بما في ذلك شبكة المياه المطوّرة تحت الأرض. ومن عهد الهيكل الثاني هناك بقايا أثرية للمباني العامة, والأسوار الإستنادية المحيطة بجبل الهيكل الذي لا يزال قائمًا, والمساكن الرائعة في المدينة العليا حيث يقع اليوم الحي اليهودي من البلدة القديمة والتي بقيت آثارها في المكان بعد أن  قام الرومان بتدمير أورشليم القدس عام 70 (م), إلى جانب المئات من شواهد القبور المزخرفة  المصنوعة من الصخور التي تدل على الحياة الثرية في المدينة التي دمّرت. وهناك العديد من الكنائس والمباني الدينية من العهد البيزنطي وأشهرها كنيسة القبر المقدّس. ومن العهد الإسلامي مسجد الأقصى وقبة الصخرة, إضافة إلى مركز حكومي تم حفر آثاره جنوبي جبل الهيكل. ومن عهد الصليبيين تبقت أسوار المدينة وكنائس وأسواق مغطاة . والمنائر التي تزخرف سماء المدينة  تعود إلى العهدين المملوكي والعثماني فيما تعود أسوار البلدة القديمة والقلعة الواقعة إلى جانب باب الخليل الى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.

توجد في إسرائيل حوالي 20,000 موقع أثري معترف بها تقع تحت حماية القانون. وتتم أعمال الحفريات في عشرات المواقع  من مختلف العهود التأريخية وفي جميع أنحاء البلاد كل عام. وتقوم سلطة الآثار المكلفة  بصيانة الآثار بإصدار التصاريح للحفريات لبعثات من إسرائيل ومن الخارج. وبموجب قانون الآثار الإسرائيلي يجب فحص جميع المواقع المنوي إجراء أعمال البناء فيها بحثًا عن آثار, وحفر هذه المواقع إذا اقتضت الضرورة ذلك. ومن حق الدولة الاحتفاظ ببعض الآثار محل اهتمام الجمهور. ويتم عرض جزء من  أهم هذه الآثار في متحف إسرائيل في أوشليم القدس. كما يوجد في المتحف هيكل الكتاب حيث تحفظ لفائف البحر الميت ويعرض بعضها للجمهور.

وتبذل جهود جبارة وأموال لصيانة وإعادة بناء مواقع أثرية قديمة. وتم فتح العشرات منها وهي من جميع الفترات التاريخية أمام الجمهور.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. jesusfaith8989 18 أكتوبر 2008 - 09:12 بتوقيت القدس
كفرياسيف ذكرت في الكتاب المقدس وكان اسمها "حوصه". كفرياسيف ذكرت في الكتاب المقدس وكان اسمها "حوصه".
يشوع 19:29 " ثم رجع التخم الى حوصه " لمعلومتلكم فقط !