اسألوا سلامة أورشليم

تُعتبر اورشليم من اهم مدن العالم ان لم تكن الاهم على الاطلاق، لانها تُذكرنا باحداث تاريخية عديدة اهمها موت وقيامة الرب يسوع.
14 أكتوبر 2021 - 09:35 بتوقيت القدس
اسألوا سلامة أورشليم

كانت اورشليم محط انظار العالم على مر السنين، بل وسبب نزاعات وحروب لامتلاكها والسيطرة عليها، منذ ايام ملوك اسرائيل ويهوذا حتى يومنا هذا.

نقرأ في المزمور 122:

فرحت بالقائلين لي: "الى بيت الرب نذهب". تَقِف أرجلنا في ابوابك يا اورشليم، اورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها.

نعلم كلنا كم احب الملك داود اورشليم وشعب اورشليم، وكم كان هذا الملك امينًا نحو الله ونحو شعبه.

ونحن اليوم، هل قلوبنا نحو بيت الرب ونحو اورشليم اي الكنيسة ؟ هل نفرح بالقائلين لنا:

"الى بيت الرب نذهب".

هل عندنا هذا الالتزام نحو كنيسة الرب وشعبه، ونفرح كلنا عندما نجتمع على اسم الرب الاله، الذي وعد انه متى اجتمعتم اثنين او ثلاثة باسمي اكون في وسطكم.

ام ان هموم هذا العالم واضطرابه ابعد قلوبنا وانظارنا عن اورشليم كنيسة الرب المحبوبة؟

هل لنا اليوم دور والتزام قلبي بان نحافظ على "اورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها"، ام قلوبنا بعيدة كل البعد عنها وعن وحدتها؟

انا لا اقصد وحدة الجسد بل وحدة الروح، لانه هذا ما سوف يبقى الى الابد، في اورشليم الارضية والسماوية، لان مشيئة الله ان نكون سبب بركة ووحدة الفكر والرأي في الكنيسة، وليس زرع الخلاف والخصام والنزاع بين ابناء اورشليم، بين اخوتي في الكنيسة الواحدة، لانه من ليس معنا فهو علينا، ومن لا يجمع فهو يفرق، ومن يفرق ويزرع الخصومات ليس له ميراث مع الصديقين بالحياة الابدية.

أخوتي، انه وقت ان نلتزم بكنيسة الرب بدافع واحد ووحيد، وهو المحبة للرب ولشعبه.

لذلك يحث الملك داود في المزمور بان نسأل سلامة اورشليم، ليسترح محبوك، ليكن سلام في ابراجك، راحة في قصورك. من اجل أحوتي واصحابي لاقولنَّ:

"سلامٌ بك". من اجل بيت الرب التمس لك خيرًا.

ونحن جميعًا علينا ان نسأل عن سلامة اورشليم، سلامة وحال الاخوة اجمعين، الخدام والعاملين في حقل الرب ومن يتعب في الخدمة، يستحقون كرامة افضل وليس الانتقاد اللاذع الهدام والذي ليس به اي فائدة بل بالعكس!! 

علينا ان نسأل عن سلامة اخوتنا اجمعين، من ابتعد وارتد  عن الايمان، علينا ان نذكره بالصلاة والتشفع امام عرش النعمة، لعله يرجع عن ضلاله قبل فوات الاوان، لان من يحتقر اورشليم الارضية، فلا يرجو ان يكون له نصيب في السماوية.

لنتعلم من قلب داود، الذي شهد الله عنه بان قلبه كان حسب قلب الله، اهتم دائمًا باحتياجات الشعب المادية وقبل كل شيء الروحية، وعندها سقط في الخطية تواضع ورجع الى الله من كل قلبه بتوبة حقيقية.

متى كانت آخر مرة ارسلت رسالة تشجيع لخادم او خادمة في الكنيسة؟ متى آخر مرة قمت بها بزيارة احد الاخوة المحتاجين او المرضى او حتى من ارتد عن الايمان؟

صلاتي ان يكون لسان حالنا كاعتراف الملك داود في المزمور 127:

"ان نسيتك يا اورشليم، تنسى يميني. ليلتصق لساني بحنكي ان لم اذكرك، ان لم أُفَضِّل اورشليم على اعظم فرحي".

لنذكر كل يوم الكنيسة امام عرش النعمة، لكي يتمجد الرب وسط شعبه، بخلاص وافتقاد عجيب، بشفاء وتحرير وتعزيات ليست بقليلة!

او ان هناك ما زال في هذا العالم الشرير، ما هو اعظم من فرحنا باورشليم كنيسة المسيح؟

حتى وان رأينا ان هناك من هم في شر عظيم وعار، هل نفرح ونشمت؟! وان كان سور اورشليم منهدم، وابوابها محروقة بالنار، هل نبكي وننوح ونصوم ونصلي امام اله السماء كما فعل نحميا؟ ونقول معه كيف لا يكمد وجهي والمدينة بيت مقابر آبائي خرابٌ، وابوابها قد اكلتها النار؟

كذلك ما زال صوت النبي ارميا يرن في قلوبنا بالروح القدس قائلًا:

“فمن يشفق عليكِ يا اورشليم، ومن يعزيكِ، ومن يميل ليسأل عن سلامتكِ؟” (ارميا 5:15).

أخوتي، انه وقت ان نسأل جميعنا عن سلامة اورشليم، لانه بسلامة المدينة يكون سلامنا، انه وقت ان نحب ملك اورشليم وشعبها، لانه ان كنا أمناء وصادقين نحو الرب ونحو شعبه، فسوف نرى نحن ايضًا عن قريب بنعمة الهنا كما رآى يوحنا بالروح، المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها.

تلك المدينة العظيمة اورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله، ولها مجد الله، (رؤيا يوحنا اصحاح 21)، التي لن يدخلها شيءٌ دنسٌ، ولا ما يصنع رجسًا وكذبًا، الا المكتوبين في سفر حياة الخروف، آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا