هل يمكن اصلاح الاسلام كما فعل مارتن لوثر في المسيحية؟

منذ أكثر من قرن والحديث عن الإصلاح الديني ـ يتكرر على ألسنة المعنيين بحركة النهوض الإسلامي؛ بعد أن استوعب معظم المسلمين حجم التخلف المروع الذي يغرق فيه العالم الإسلامي
06 أغسطس 2019 - 18:06 بتوقيت القدس
الاخ رشيد على CBN، تحرير لينغا

إنتهى مؤخرا المؤتمر السنوي العاشر للتضامن القبطي في واشنطن العاصمة، حيث ناقش مجموعة من الخبراء موضوع ما إذا كان ممكنًا إصلاح الإسلام.

هذا رأي المسلم السابق الأخ رشيد:
إنهم كمن يطالبون بإعادة الاسلام الى حالته الأصلية بحيث يكون صالحا للعمل به. ماهي الحالة الأصلية التي كانت صالحة للعمل بها؟ ماذا لو أن الاسلام مشوه منذ نشأته! فهو ولد مشوهًا، لا يمكن إصلاح شيء ولد مشوها.

لدى الذين يؤمنون بالاصلاح أربع مغالطات أساسية الأولى هي افتراضهم ان جميع الديانات متشابهة وأنها صالحة في جوهر عقيدتها وانها ولدت صالحة وانها لخير البشرية، ولكنها في المسار التاريخي تعرضت للتغيير والتبديل من قبل السياسيين ومختلف الأفراد مما جعلها شريرة وهم يضعون المسيحية والبوذية والاسلام في سلة واحدة، وهذا خطأ، لا يمكننا مقاربة كل الديانات بنفس العقلية فهي ليست متشابهة.

دعونا نقول أنه تمت ممارسة المسيحية من قبل الرسل والتلاميذ الأوائل وأنه تمت ممارسة الاسلام من قبل المجتمع الأول، ماذا لو أن المجتمع الاول كان عنفيًا؟ فإعادة الاسلام الى حالته الاصلية هو ما ندعوه الوهابية والسلفية ولن تؤدي بنا الى نتيجة أفضل بل ستجلب الكارثة علينا.
المشكلة الثانية هي مقارنة الاسلام بالمسيحية، فبما ان الاصلاح كان ناجحا في المسيحية، أكان الاصلاح البروتستانتي أم الكاثوليكي لأنه حصل إصلاح كاثوليكي ايضا، فيجب ان ينجح الاصلاح في الاسلام كذلك، وهذا يفترض ان المسيحية كالاسلام وان الغرب كالشرق وهذا ليس صحيحا.

المشكلة الثالثة هي التفكير القائم على التمني، انا اتمنى ان يكون الاسلام قابلا للاصلاح، أرجو وأصلي من اجل هذا، ولكن هل سيحصل هذا؟ إنها قصة اخرى. الناس في الغرب يتمنون لو ان الاسلام قابل للاصلاح وبسبب وجود التفكير القائم على التمني عندهم فهم يريدون للاصلاح ان يتحقق ويشجعون كل شخص يقول انه إصلاحي. أنا اريد اصلاح الاسلام، فكرة اصلاح شيء ما هي أسهل من كل شيء فبما انه سهل فنحن نفضل الاصلاح، المواجهة ليست مرحبا بها وخاصة في الغرب، أشخاص مثلي يتم نعتنا بأننا متعصبون وكارهون لماذا؟ لأننا نواجه المشكلة.
ان تقول لمليار ونصف المليار شخص إنه توجد مشاكل في جذور ديانتكم  لم تحصل عبر التاريخ بل هي منذ نشأتها وعليكم التعامل معها، فهذه رسالة قاسية ليس أحد على استعداد لقبولها.

المشكلة الرابعة هي أنه يوجد لدينا بعض الاصلاحيين ونعتقد أنهم سيقومون باصلاح الاسلام، فهل يوجد لديهم مسجد واحد على الاقل يمكن تسميته مسجد إصلاحي؟ وهل يوجد لديهم قرآن مصلح وسيرة مصلحة؟ الإجابة هي صفر. إنهم لا يغيرون العالم الاسلامي إنهم يغيرون العالم الغربي فكيف تتعامل معهم إذًا؟ توجد بعض الحلول أحدها يجري العمل به في الواقع. حتى 1961 العبودية كان مسموحًا بها في العالم الاسلامي، نحن لم نصلح الاسلام بتغيير العبودية، نحن  فقط أجبرنا العالم الاسلامي على تطبيق القوانين الدولية للتخلي عن العبودية، كيف توصلنا الى ما يجري في مصر على سبيل المثال حيث لا يتم رجم الزاني ولا يتم قطع يد السارق بل وضعه في السجن ما يحصل في المغرب مماثل، كيف توصلنا لهذا الأمر؟ عن طريق إجبارهم على تطبيق القوانين الدولية ومن خلال تعطيل هذه النصوص.

إذا كنت تريد الصلاة لإلهك من خلال هذه النصوص فافعل ذلك على الرحب والسعة، ولكن لا يمكنك تطبيقها على ارض الواقع لأنها مضادة للانسانية وغير مرحب بها دوليًا، فكيف يمكننا تحقيق هذا الأمر؟ عن طريق إجبار الدول الاسلامية على تطبيق حقوق الانسان الدولية وعن طريق فصل الدين عن الدولة واحترام الحريات الدينية وهذا لن ينجح تحقيقه من خلال الاصلاح بل بواسطة دول كالولايات المتحدة تجعل العالم الاسلامي يخضع للمجتمع الدولي. 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. درين ليماسول 06 أغسطس 2019 - 19:10 بتوقيت القدس
و هل أصلح لوثر المسيحية؟ و هل أصلح لوثر المسيحية؟
نحن نعلم بأن إرادة المسيح لأتباعه هي أن يكونوا واحداً. تماماً كما أنه هو و الآب واحد. ذلك هو مفهوم الكنيسة الجامعة (الكاثوليكية). لوثر جعل من الواحد أكثر من عشرين ألف (طائفة بروتستانتية). فأذا كان الأصلاح هكذا، فكيف يكون الأفساد؟ الواقع هو أنه و بحسب تعليم يسوع، لوثر لم يكن مسيحياً البتة. و إنما عدو للمسيح.
قد يهمك ايضا