شن احد الكهنة في شمال البلاد حملة تحريضية على الحملات التبشيرية التي تقوم بها مؤسسات تبشيرية في البلاد، وقد كتب الكاهن بيناً عمم على وسائل الاعلام ووصلت موقع بانيت وصحيفة بانوراما نسخة عنه جاء فيه :
" كثيراً ما يجد الناس بطاقات ملصقة على سيّاراتهم ، او اعلانات كبيرة وضخمة في الشوارع العمومية، تكلفتها الاف الدولارات حتى انك يمكنك ان ترى هذه الدعايات ملصقة على باصات البلد تدعو الى لقاء يقام في مسرح أو قاعة اجتماعات، لقاء يتضمّن برنامجه صلوات او محاضرات يقوم بها فلان أو فلان. بعض هذه الدعوات "مثير"؟!، ففيها، كما هو منصوص في ، مقابلة "مع يسوع الشافي"، يتخلّلها "صلاة لأجل شفاء المرضى". وكلّها، كما تؤكد البطاقات ، دعوات مجانية حتى الاتصال بهم هو مجاني.
هذه طريقة من الطرائق - توزيع نشرات وكتب وديسكات على المارة، او زيارة في وقت مقبول او غير مقبول- تعتمدها بعض الجماعات ، على العموم من أهمل كنيسته ويحيا بعيداً عنها".
وقد نشر هذا البيان في عدة مواقع والغريب في هذا الأعلان التهجم الشديد اللهجة الذي يستشف منه وكأن الايمان والتبشير هما عمل مخل بالقانون أو هو احتكار وملك لبعض الكنائس ككنيسة هذا الكاهن دون سواها.
يضيف الكاهن في بيانه : "ما من شكّ في أنّ كلّ من يعمل على تشويه الإيمان وإبعاد الناس عن الحقّ هو أداة في يدي إبليس الذي يريد تقويض الكنيسة. السؤال الذي يطرح ذاته، في هذا السياق، هو هل من يعلّق بطاقات على سيّارات الناس ويستأجر البيوت او المسارح ليدعوهم إلى لقاء "مع يسوع الشافي" يعرف أنّ معظمهم مسيحيون، ولهم كنائسهم ومعتقداتهم وتراثهم وتاريخهم مليء بالمحبّة والصدق والأمانة. بالتأكيد هو يعرف. إذن ، ماذا تعني هذه الدعوة؟ تعني أنّ هؤلاء لا يعترفون بأحد غيرهم ويريدون تشويه المسيحيّة، ولو عملوا تحت ستارها؟!"
والأخطر من هذا هو ما يؤدي من أقواله لزرع بذور الفتنه اذ يقول:
" وحتى الاقتناص من الديانة الاسلامية, طبعًا نحن لا يخفى علينا أنّ ثمّة جماعات منحرفة تتستّر بزعمها أنّ جميع المسيحيين واحد، وهي، بالعمق لها مشروعها ، ولا ترغب في الوحدة الكنسيّة لأنّها لا تحترم الكنائس ولا معتقداتها ولا تحترم أي ديانة اخرى. وتدعو الجميع من دون تمييز حتّى تنمو هي على حساب غيرها. وهذا، من دون ريب، سبب كافٍ لنرفض كلّ لقاء معها وكلّ دعوة تعتمدها وكلّ إغراء يصدر عنها."
الغريب في كل هذا الأعلان هو رفض التبشير وان الأنسان هو خاطيء فبولس الرسول يقول : لانه ان كنت ابشر فليس لي فخر اذ الضرورة موضوعة عليّ.فويل لي ان كنت لا ابشر. 1كو 9: 16 . ويقول ان الجميع زاغوا وفسدوا معا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.... . اذ الجميع اخطأوا واعوزهم مجد الله. رومية 3. ونحن نعرف ان اساس الكنيسة وقيامها هو التبشير ودعوة الخطاة الى التوبة، فيدعي الكاهن في هذا الصدد ايضا: " والواقع أنّ هذه الجماعات ترتكز دعوتها، عموماً على تبيان أنّ جميع الناس خطأة وتنقصهم التوبة. هذه طريقة هؤلاء المبتدعين الذين يشوّهون الإيمان وقواعده. ويعتبرون أنّهم دعاة الحياة الأبدية! نقرأ في إحدى دعواتهم الجديدة: "هل تشعر أنّك خاطئ بعيدًا عن الله؟ من غيره يقدر أن يطهرك من كلّ خطيئة ويشفي نفسك ...؟ قم وارجع الى بيت الآب فهناك الفرح والشبع، الحب والسلام، لا، لا، لن يقسو عليك، لن يقسو عليك، لن يعاتبك. سوف يقبلك يحبّك يحضنك يلبسك أغلى ما عنده، يغفر كل خطاياك ويعطيك حياة أبدية". أساس هذه الدعوة كما هو واضح، مثل "الابن الشاطر"، وهي مصاغة بطريقة إعلانيّة تظهر ان جميع متلقّي الدعوة ابتعدوا عن الله ويحتاجون الى التوبة. ولكنّها، في الوقت عينه، تهوّن الخطيئة، فيكفي الانسان أن يقوم ويرجع الى الآب (أي إليهم) حتّى يغفر له ويحوز "حياة أبدية".
السؤال الذي يطرح نفسه هو: من اعطى هذا الكاهن اوغيره السلطة للتبشير باسم المسيح ولم يعطها للآخرين ؟ الم يعطي السيد المؤمورية العظمى بنفسة ان نذهب الى العالم اجمع (متى 28: 19-20 ). من سوف يتحمل المسؤولية عن هذا الكلام وزرع نار الفتنة ليس فقط بين ابناء نفس الدين، بل مع ابناء شعبنا الذين ينتمون الى ديانات اخرى؟ اليست هذه مسؤوليه كبرى ان ننتبه لما نتفوه به وان نكون حذرين في اطلاق التصريحات والأقوال التي يمكن ان تكون لها عواقب اليمة نحن بغنى عنها.
من اقوال الرب يسوع المسيح : ولكن اقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين. ....لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ( متى 12: 36-37 ).
كان حري بهذا الكاهن وكل من يحمل اسم المسيح ان يفرح لحملات تدعو الناس لمعرفة الخلاص بالمسيح دون فئوية وتعصب واطلاق الكلام جزافاً وأن يتحول الناس من مسيحيين بالاسم فقط لا يعرفون الرب الى الى اشخاص اختبروا الخلاص ولهم علاقة حيّه مع ربهم ومخلصهم يسوع ، له كل مجد.