يعيش العديد من المسيحيين في الجزائر في قرى صغيرة، تضم أغلبيتهم قرية واضية في ولاية تيزي وزو شرقي البلاد، وهي تجسد رمزا للتعايش بين الأديان، حيث يحافظ سكان المنطقة، بين مسلمين ومسيحيين، على هويتهم التي توارثوها عن أجدادهم.
يجتمع المؤمنون للصلاة بلغة جزائرية أمازيغية في كنيسة قرية واضية كل أسبوع، إذ يلتقون على اختلاف أعمارهم في مكان واحد من أجل الاستماع إلى درس الكتاب المقدس.
طقوسهم مختلفة عن جيرانهم المسلمين، لكنهم جميعا جزائريون أمازيغيون يحملون نفس الهوية، يلبسون نفس الزي ويتحدثون ذات اللغة التي توارثوها عن الأجداد.
وفي هذا الإطار يقول القس جيلالي والذي يتردد على الكنيسة الانجيلية التي يشرف عليها في منطقة واضية أعالي جبال تيزي وزو في الجزائر، لممارسة شعائره الدينية "قبل الدين هناك إنسان وكوننا مسيحيين لا يلغي هويتنا الأمازيغية التي نحافظ عليها".
شارع صغير يفصل بين الكنيسة والسكان المجاورين لها من المسلمين يظهر مدى التسامح الذي نجح أهالي القرية في خلقه رغم كل الاختلافات.
تعايش رسخته القرية حيكت خيوطه بإحكام يصعب التفريق بينها على أساس عرقي أو ديني.
وتسعى السلطات في البلاد حديثا، من خلال قوانينها إلى تأطير ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، وطالبت بإيداع طلبات من أجل الحصول على تراخيص لأماكن العبادة التي تنشط سرا، مع الإصرار على منع التبشير.