مسيحيو سوريا بين المطرقة والسندان

وجد المسيحيون في سوريا أنفسهم أمام معضلة اخلاقية، من جهة، يشعر الكثيرون منهم بالمسئولية في دعم الثورة السورية والاطاحة بالحكم الدكتاتوري المستبد، ومن جهة اخرى قلقون من دعم الاحتجاجات التي يمكن ان تكون مدخلا لسيطرة التطرف الاسلامي على بلادهم
18 يناير 2012 - 17:17 بتوقيت القدس

وجد المسيحيون في سوريا أنفسهم أمام معضلة اخلاقية، من جهة، يشعر الكثيرون منهم بالمسئولية في دعم الثورة السورية والاطاحة بالحكم الدكتاتوري المستبد، ومن جهة اخرى قلقون من دعم الاحتجاجات التي يمكن ان تكون مدخلا لسيطرة التطرف الاسلامي على بلادهم. فبالرغم من وجود الرئيس الاسد بالحكم منذ سنة 2000، الا ان حُكمه يعتبر علمانيا بحسب الخبراء، وسوريا تعتبر ملاذا للاقليات الدينية في الشرق الاوسط.

وندد البطريرك يوسف اغناطيوس بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية بتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في دعم الثورة، واتهمهم بالتضحية بالمسيحيين من اجل تحقيق مكاسب سياسية.

وقال ان المسيحيين في سوريا امام موقف حرج، لانهم ملتزمون اخلاقيا بدعم الثورة السورية، ولكن اذا سقط الاسد، يمكن ان تتحول سوريا الى منطقة صراع طائفي، الامر الذي يمكن ان يدمر البلاد. وعندها ستستهدف الحركات الاسلامية المتطرفة الشعب المسيحي كما حصل في مصر والعراق.

وقال ريان ماورو وهو محلل ومستشار حول الاسلام الريديكالي في شبكة العمل المسيحية "اذا دعم المسيحيون الرئيس الاسد وسقط الاخير في هذه المعركة، فان المسيحيين سيكونون هدفا للانتقام، وهو الامر الذي جعل المسيحيين يصمتون طول هذه المدة لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون".

وقال جويندولين كاتس الذي اخرج فيلما وثائقيا حول الاقليات الدينية في العراق، ان سوريا هي آخر دوله علمانية متبقية في الشرق الاوسط، التي بقيت ابوابها مفتوحه من اجل حماية الاقليات الدينية في المنطقة بالرغم من نظامها القمعي. وقال انه استطاع الاجتماع مع العديد من المسيحيين في سوريا الهاربين من العراق، وبالرغم من العراقيل المعيشية امامهم الا انهم لا يخشون على حياتهم بسبب دينهم.

وقال كاتس، ان الناس في سوريا يعيشون في جو من التسامح بينهم والشعب فخور في هذا الحال، ففي البلاد يوجد مسلمون ويهود ومسيحيون ولا يوجد بينهم نزاعات، ويمكنك التجول في الشوارع بأمان وانت تسمع رنين الاجراس من الكنائس القريبة من المساجد.

وقال ديفيد وود المتخصص في الاسلام الريديكالي، ان الاسلام المتشدد نادرا ما هاجم المسيحيين في سوريا لارتعابهم من نظام الاسد الشديد. وكثيرون يُشبّهون سوريا بالعراق ونظام الاسد بنظام صدام. فعندما تم الاطاحة بنظام صدام سنة 2003 ارتفع العنف الطائفي في العراق، وكانت هجمات متعددة ضد الاقليات الدينية وخاصة المسيحية، وبحسب الدراسات الحديثة التي اجراها الفريق الدولي لحقوق الاقليات، فقد بقي اليوم في العراق بين 500 – 800 الف مسيحي فقط بينما كان عددهم 1.4 مليون مسيحي سنة 2003.

وقالت مصادر متعددة متوترة من التغييرات في الشرق الاوسط، ان الحكومة الامريكية دعمت الحركات المؤيدة للديموقراطية تحت شعار الربيع العربي، ولكن ادارة باراك اوباما لا تتخذ الاجراءات اللازمة في قضية العنف ضد المسيحيين بعد سقوط الانظمة.

كنيسة بولس الرسول
صورة من داخل كنيسة الرسول بولس في دمشق

يذكر ان دمشق كانت من المناطق الاولى التي انتشرت اليها الديانة المسيحية، ويذكر الكتاب المقدس زيارة بولس الرسول لها. وتعتبر المسيحية عنصرا مهما في تكوين تاريخ سوريا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. الياس دكور حيفا 18 يناير 2012 - 15:58 بتوقيت القدس
الحياد الحياد
الحياد اي عدم الانحياز فاخضعوا للقانون بدون علاقة للحاكم
2. K. Shamas 18 يناير 2012 - 23:20 بتوقيت القدس
ابن الملك ابن الملك
هل أخافك أحد يا ابن الملك؟ "لاَ تَقُولُوا: فِتْنَةً لِكُلِّ مَا يَقُولُ لَهُ هذَا الشَّعْبُ فِتْنَةً، وَلاَ تَخَافُوا خَوْفَهُ وَلاَ تَرْهَبُوا." (اشعياء 12:8 ) بدأ الرعب يدب في قلب شعب الرب, و صرخات مثل :"الأخوان قادمون" بدأت تملأ سماء مصر و بدأ البعض يتحسر على أوقات ليست ببعيدة و يصرخ باكيا "قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ." و بدا الخوف يزحف إلى قلوب الأشداء. إذاً ما الفرق بينك و بين ابن الجارية يا ابن الملك؟ عندما بدأت الدعوة للاقتراع على الدستور و تعديله في مصر خرج الكثيرون إلى الكنائس مصلين من أجل "لا" و بدأت الصلوات ترتفع بحرارة الى السماء من أجل هذه اللا ! عذرا ياابن الملك , من علمك أن تصلي حسب مشيئتك؟ من أخبرك أن نعم أو لا هي الأفضل؟ "مَنْ هذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟" هل هذا هو ما تعلمته من ربنا يسوع المسيح؟ لا أعتقد "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا". أم لعل كلمات مثل " لتكن مشيئتك" أصبحت موضة قديمة و غير صالحة لأحوالنا الآن؟ مابالك تصلي خائفاً لإيقاف الحروب, وتغيير الحكومات, وتنخرط في ممالك العالم ناسيا انك لست من هذا العالم. ألعله الخوف؟ أه يا أبن الملك.. هل أنت خائف لأنك لا تعرف من سيتسلط عليك؟ إذاً دعني أخبرك "أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَأَنَّهُ يُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ". ولكن العلك خائف من الملك التالي؟ لقد خدم دانيال تحت نبوخذ نصر الكلداني و نجح, و خدم تحت داريوس المادي و نجح, وخدم تحت كورش الفارسي و نجح ايضا. ثلاث ممالك تغيرت و دانيال لم يتغير و لم يهتم من هو الملك التالي لأنه كان عالما أن الله هو الذي "َ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكًا وَيُنَصِّبُ مُلُوكًا." لكن السؤال هل تعلم أنت يا ابن الملك هذا؟ "هُنَاكَ خَافُوا خَوْفًا، وَلَمْ يَكُنْ خَوْفٌ، لأَنَّ اللهَ قَدْ بَدَّدَ عِظَامَ مُحَاصِرِكَ". (مز 53) nabil yakoub
3. مسيحى سوري 05 فبراير 2012 - 10:33 بتوقيت القدس
تعليق تعليق
تعليق بسيط فقط من سمح للكاتب ان يصف الدكتور بشار الاسد بالدكتاتور و ما ادراه عن الوضع فى سوريا انا مسيحى سوري و و احب بلدى و رئيسي و ارفض كل هذه التدخلات السافرة فى سوريا وطنى و فى سوريا فقط المسيحية تتكلم بحرية فى سوريا فقط ترفع الصلوات بمكبرات الصوت هذا النسيج صعب ان تخترقوه لاننا فى سوريا دين واحد مذهب واحد و رئيس واحد انا لست منضما لاي حزب لان حزبي هو سوريا
قد يهمك ايضا