الحجاب والبرقع والنقاب.. أو حرب التقاليد الاسلامية المسيحية في أوروبا

الحجاب.. البرقع.. النقاب.. مصطلحات تمتلئ بها مختلف وسائل الإعلام الأوروبية السمعية البصرية والمكتوبة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أصبحت تشكل عنصرا رئيسيا في النقاش السياسي والثقافي في مختلف دول القارة العجوز علاوة على أنها مادة دسمة للتحليل والتنظير.
04 مايو 2010 - 01:33 بتوقيت القدس

الحجاب.. البرقع.. النقاب.. مصطلحات تمتلئ بها مختلف وسائل الإعلام الأوروبية السمعية البصرية والمكتوبة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أصبحت تشكل عنصرا رئيسيا في النقاش السياسي والثقافي في مختلف دول القارة العجوز علاوة على أنها مادة دسمة للتحليل والتنظير.

وتتمحور أساسا حول الإسلام ومدى إمكانية تعايشه مع الغرب وفق رؤية الغربيين، في حين يعتبرها المسلمون مقياسا لمدى تقبل الغرب لتقاليد الآخر. وبدأ الجدل وما يرافقه من تعصب من هذا الطرف أو ذاك يأخذ طابع 'حرب التقاليد'.

فقد عاشت اسبانيا خلال الثلاثة أسابيع الماضية نقاشا حادا حول الحجاب بعدما تم طرد تلميذة اسبانية من أصل مغربي اسمها نجوى الملهى من المدرسة بسبب ارتدائها الحجاب. وانتهت حالة نجوى بتطوع مدرسة تقبلها في الفصل بالحجاب معتبرة أن الحق في التعليم يسمو فوق جميع الاعتبارات الأخرى. ولكن هذا لم يـُنـْه ِ الجدل حول الحجاب.

وفي تطور آخر، فاجأت بلجيكا الرأي العام الدولي بتصويت برلمانها على قانون يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العمومية.

بلجيكا التي تعيش أزمة سياسية حقيقية بعد استقالة حكومتها واحتمال انقسام البلد إلى قسمين بسبب التناحر اللغوي والسياسي وجدت الوقت السياسي للتصويت على منع النقاب بل ودعوة دول أخرى للاقتداء بها بدل انكبابها على البحث عن آليات إرساء التعايش بين الجانب الفلاماني والفرنكفوني. والمثير أن البرلمان قرر التصويت وبالإجماع التام، وكأن الأمر يتعلق بدولة ديكتاتورية، على قرار حظر النقاب تحت طائلة العقوبات المالية والسجنية.

وعمليا، فدول أخرى مثل إيطاليا وهولندا ستستجيب لدعوة بروكسيل لا سيما وأن أغلب أحزابها توظف الهجرة الإسلامية في خطابها الانتخابي، في حين تعيش فرنسا وكما كتبت جريدة لوموند مؤخرا رهينة للنقاش السياسي حول النقاب بعدما كان رئيس الدولة نيكولا ساركوزي قد جعل منه ركيزة أساسية في خطابه السياسي طيلة السنتين الأخيرتين. وستكون فرنسا هي الدولة الأوروبية الثانية السائرة نحو منع النقاب بعقوبة تصل إلى سنة وغرامة تصل إلى 15 ألف يورو.

ويأتي هذا، في وقت يكشف فيه استطلاع للرأي شمل مجموع الدول الأوروبية عن رفض أغلبية الأوروبيين بنسبة تقارب 70' للحجاب الإسلامي في المدارس والمؤسسات العمومية وبنسب من دولة إلى أخرى، أدناها اسبانيا بحوالي 48' والأكثر تطرفا بولونيا بتجاوز 80'.

في المقابل، يقبل هذا الرأي العام الأوروبي في غالبيته بتعليق الصليب في المدارس رغم أن بعض دوله وأساسا فرنسا جعلت من العلمانية دينا جديدا ينافس الديانات.

وإذا كان الإسلام دائما حاضرا في هذه النقاشات، ويستحضره سياسيو وبعض محافظي مثقفي الغرب للتأكيد على عدم ملاءمة هذه الديانة مع القيم الأوروبية وبالتالي الترويج لعدم اندماج الجاليات المسلمة في مجتمعات القارة العجوز وما ينتج عن ذلك من خطاب لتحجيم الهجرة والتشدد فيها، فالجانب العربي والإسلامي يرى فيها حملة تستهدف قيمه وأساسا تقاليده. ويرتكز خطاب المسلمين حول الحرية الفردية التي يؤمن بها الغرب للدفاع عن تشبثهم بالحق في ارتداء الحجاب والتسامح مع النقاب.

والظاهرة الأبرز التي يخلفها الجدل الدائر هذه الأيام حول الحجاب وأخواته من برقع ونقاب هو تعليقات القراء في مختلف وسائل الإعلام الكبرى من الباييس ولوموند ولوفيغارو وكوريو ديلسييرا.

ويستخلص المرء بعد قراءة هذه التعليقات وجود حرب حقيقية حول التقاليد في أوروبا، وبالتالي يمكن تسمية الوضع الراهن بـ 'حرب التقاليد الإسلامية-المسيحية' أو حرب التقاليد الاسلامية-العلمانية' في القارة العجوز.

حسين مجدوبي/مدريد ـ القدس العربي

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. smsm 04 مايو 2010 - 09:00 بتوقيت القدس
7gab 7gab
عنجد اشي بحير!!!! بس التدين مش هو الايمان ولا هدف للاخلاق بل ربما يكون برقعا يرتدى باسم الدين الاسلامي ظانين بذلك ان بذاك الثوب كانهم ابرار
2. fofo 04 مايو 2010 - 09:01 بتوقيت القدس
البرقع البرقع
هل البرقع الذي يرتدينة المسلملات هو ضمان لهم من شر العالم؟؟ ام خوفا من الدين لانة لا بد ان يكون مسير وليس مخير غصب عنهم؟الرب ينجينا من كل روح تدين
3. مصطفى البحراني 06 مايو 2010 - 01:22 بتوقيت القدس
البرقع البرقع
الله يحب الجمال ولكن هذا مش جمال هذا واحد متخفي بالبرقع
4. سامي 09 مايو 2010 - 22:17 بتوقيت القدس
تغطية الوجه تغطية الوجه
ليس لاي دين علاقة بتغطية الوجة (البرقع)والذين يغطون وجوههم يعتقدون بانهم يسترون انفسهم والحقيقة هي ان الخطيئة في داخلهم
5. .زينة 09 مايو 2010 - 22:18 بتوقيت القدس
البرقع البرقع
البرقع لايستر ولا يحمي وكثير ممن يلبسنة واقعات غي الخطيئة
6. شهد 09 مايو 2010 - 22:18 بتوقيت القدس
البرقع البرقع
لو ان البرقع يحمي لما سمعنا الكثير عن قضايا القتل على خلفية شرف العائلة في العالم الاسلامي
7. kathren 19 مايو 2010 - 09:02 بتوقيت القدس
بداية الخليقة بداية الخليقة
اولا ربنا مخلقش حواء بلحجاب ولوكان الشعر يسبب الخطية او الغلط مكنش ربنا خلقو من البداية.وثانيا لية انتم زعلنين طيب الدول الاسلامية لا تسمح لاى امراة السير بدون الحجاب اى ان كانت الديانا او الجنسية لا تفرقة ولذلك من حق اى بلد اوروبية ان لاتسمح بالحجاب