شبهات وردود: المسيح والمرأة الكنعانية

احد اكثر العبارات التي تتعرض للنقد ترد في قصه المسيح والمرأه الكنعانية الواردة في انجيل متى 15 وما يقابلها في مرقس 7 حيث قال المسيح لها: ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب
18 ابريل 2015 - 01:28 بتوقيت القدس

الناقد للكتاب المقدس لا يقرأ الكتاب المقدس الا ناقدًا، هو لا يحاول ان يبحث عن اجابة لتساؤلاتهِ ولا يحب أن يجد مثل هذه الاجابة، على أن ما يجب ان يشغل المسيحي الحقيقي فقط هو أن يفهم اي صعوبة توجد في نص كتابي، وان يكون قادرا بمعونة الرب وارشادهِ ان يقدم اجابة لمن يسأله، وان يكون على فهم جيد لما هو مسطر من الروح القدس في كلمه الله التي يؤمن بها.

فتات الخبز

احد اكثر العبارات التي تتعرض للنقد ترد في قصه المسيح والمرأة الكنعانية الواردة في انجيل متى 15: 21-28 وما يقابلها في مرقس 7: 24-30 حيث قال المسيح لها "ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب"، هذه العبارة أوجدت جدلاً واسعًا في الأوساط النقدية التي اتهمت ربنا يسوع بانه "سب وشتم" المرأه الكنعانية وان القصة ايضا تظهر معاملة قاسية من المسيح للمرأة بل وعنصرية شديدة تجاه امرأة ليست من شعب اسرائيل، في بحثنا هذا سنرى بكل وضوح ان المسيح يسوع ربنا الوديع ابدا لم يشتم احدا وهذه شهادة الروح القدس له "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" ابطرس 2: 23. المسيح لم يفعل خطية ولا وجد في فمه غش ولم يعرف خطية فهو بلا خطية

الرد:

1-تعريف الشتم:

اولا: ما هو تعريف "الشتم" في اللغة العربية ؟ بحسب "لسان العرب" فهو قبيح الكلام وبه قذف وفي مقاييس اللغة "شتم" شين وتاء وميم تدل على كراهية وبغضة ومن ذلك تعبير "الاسد الشتيم" وهو الكريه الوجه وكذلك الحمار الشتيم واشتقاق الشتم منه لانه كلام كريه.
ان كان المسيح شتم المراة الكنعانية فلابد ان يحقق هذا المعنى للكلمة. لابد ان تظهر كراهيته بتصرفات وكلمات فيها قذف. المشهد كله لا يشير ابدا الى ذلك ولنرى هذا في القصة

2- سياق النص في القصة لا يشير لاي شتم:
ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ.
وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً».

المسيح خرج وانصرف الى نواحي صور وصيداء. لم يدخل مدينة صور او صيدا بل محيطهم وهي منطقة اممية اي يسكن غالبيتها الامم وليس اليهود. في مرقس 7: 24 نقراء "ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ"

كان المسيح يريد ان لا يعلم احد بوجوده لفترة قصيرة لانه اراد ان يريح تلاميذه لفترة بعد عناء طويل، هذا العناء واضح في النص ما بين القوسين (مرقس 6:55 "فَطَافُوا جَمِيعَ تِلْكَ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ وَابْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى عَلَى أَسِرَّةٍ إِلَى حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّهُ هُنَاكَ.
56 وَحَيْثُمَا دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ وَضَعُوا الْمَرْضَى فِي الأَسْوَاقِ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ!")

اذن دخل المسيح بيت وسمعت المراة بوجوده فجاءت الى خارج البيت وصرخت بعبارة مسانية لا يعرف عنها الامم شىء وهي "يا ابن داود" وبحسب انها اممية فليس لها نصيب في المسيح ك "ابن داود"، كانت خدمة ربنا يسوع في الاساس موجهة لليهود اولا ومتى اراد اظهار هذا (متى 10:5-6 ) ولكنه ايضا اراد اظهار ان للامم نصيب في خدمة المسيح وهذا واضح في قصة قائد المئة (متى 8:5-13 ) فتضرعات الامم للمسيح باخلاص يستجاب لها حتى لو كانت بداية خدمته في دائرة خارج دائرتهم التي ستظهر في وقتها فيما بعد (متى 28:19، والمسيح كعادته يصنع المعجزة بهدف تعليمي وليس للاستعراض. ودائما ما يطلب الايمان لمن يصنع معه المعجزة. المراة اممية وتلبية طلبها لابد ان يكون بامتحان ايمانها لان عبارة "ابن داود" لا تتشفع لها لانها ليست من شعب اسرائيل. اذن المسيح سيتصرف لاخراج الايمان واظهاره منها وتعليم تلاميذه ايضا، كان المسيح في تعليمه واسلوب توصيله لامر يستخدم احيانا الصمت يوحنا 8: 1-11 واحيانا الامثلة في سبيل تحقيق قصده، خرج المسيح من البيت مع تلاميذه والمراة سارت ورائهم تصيح اليه وهو يريد ان يظهر ايمانها في مقابل عدم ايمان اليهود ويريد ان يحث التلاميذ "فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»، هنا لو كان المسيح غاضبا كارها شاتما قاذفا لطردها وعنفها ولكن لم يفعل هذا.
ولانه يصنع المعجزة ويعطي درس قال لتلاميذه فقط" فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». ولانها تلح في طلبها وتريد بايمان فيه وفي قدرته شفاء ابنتها قالت له "يا سيد اعني"، لو كان كارها شتاما لطردها ولكنه لم يفعل هذا، اين هذه الكراهية اذن ؟ اين هذه العنصرية؟ نعود الى اجابه المسيح لها. قالت "أعنّي" فلم يقل لها "لا" بل قال "ليس حسنا ان يوخذ خبز البنين ويطرح للكلاب"، هنا ننتقل الى النقطة الثالثة لنفهم ما قاله المسيح من كلمات.

3 - معاني الكلمات لا يشير الى اي شتم: هناك كلمتان يونانيتان مختلفتان يترجمان الى "كلب" ولكن الفرق شديد بينهما اذ ان احداهما تشير الى الكلب كامل النمو البري غير المستانس والثانية الى الكلب الصغير المحمول بين الذراعين من الصبية داخل المنزل، وهذا تعريف للكلمتين وسنبداء بالثانية والتي استخدمها متى هنا وهي "كوناريون" وهذا معناها في جميع القواميس اليونانية ومنها قاموس سترونج a little dog 
κυνάριον
kunarion
koo-nar'-ee-on
Neuter of a presumed derivative of G2965; a puppy: - dog.

The Greek word "kunarion" is a specific reference to "little" dogs - the kind of pet، or house، dogs that might be hanging around a dining table.
وترجمة هذه الكلمات هي ان الكلمة تشير بصفه خاصة الى "الكلاب الصغيرة المنزلية تلك التي تلتف اسفل المائدة في العشاء"
Compare that term "kunarion" for dog with the term for dog "kuon" used in the following verse:
الاخرى التي تترجم كلب فهي "كيون" وتشير الى المعنى المتعارف للكلب الكامل النمو البري الذي لا يصلح لوجوده مع الاطفال، هذه الاخيرة استخدمها بطرس في رسالته الثانية 2:22 "ككلب عاد الى قيئه"، قاموس العهد الجديد اليوناني ذكر عن هذه الكلمة الاخيرة "كيون" اي "كلب" The dog
New Testament Greek Definition:
2965 kuon {koo'-ohn}
a root word; TDNT - 3:1101، ; n m
AV - dog 5; 5
1) a dog
2) metaph. a man of impure mind، an impudent man

انها تشير تصويريا الى معنى شخص ذو ذهن غير نقى، ربنا يسوع لم يذكر هذه الاخيرة فيما قاله من كلمات وحتى المراة نفسها لم تستخدم الاخيرة بل الكلمة "كوناريون" والتي تعني "كلب صغير" وبالانجليزية "بوبي" واضح من معنى الكلمة اذن ان المسيح ابدا لم يشتم المراة لانه لو قصد هذا لكان امامه ان يستخدم الكلمة المناسبة لهذا وهي "كيون" ولكنه لم يفعل هذا واستخدم كلمة لا يمكن ابدا ان تستخدم لاي غرض من اغراض السباب
 
4- المسيح المعلم يستخدم الامثلة:

استخدم ربنا يسوع اسلوبا تصويريا بنموذج معروف لدى الامم التي منهم تنتمي هذه المراة وهو وجود الكلاب الصغيرة في البيت لاكل الفضلات، في البداية تجلس الاسرة وتاكل على مائدتها وتاكل الكلاب الصغيرة الفتات الساقط قبل ان يلقى لها باقي الاكل كغذاء لها بعد ان ياكل الابناء، ان طرح الفضلات للكلاب ليس امرا يهوديا لان الكلب نجس لدى اليهودى، المسيح يقدم مثلا امميا لامرأة اممية ويعلم ايضا تلاميذه ان امرأة اممية ستظهر ايمانا عظيما مقابل ايمانهم القليل ومقابل الصورة السيئة في اول متى 15 لاولئك مدعون الطهارة وناقصي الايمان الذين شككوا في مسيانية يسوع وطلبوا منه اية فهذه المراة النجسة بحسب جنسها لدى اليهود تفعل العكس وتظهر ايمانها بمسيانية يسوع وتخاطبه كابن داود ولا تطلب منه اية لتجربه ولكن تثق تماما في مقدرته على الشفاء، هذا هو الدرس المراد لتلاميذ المسيح في هذه القصة، كان المسيح يعلم انه سيشفي ابنه هذه المراة كما كان يعلم انه سيقابل السامرية ولكنه كالمعلم القدير ومخرج الايمان للنور تعامل مع المراة باسلوبه الخاص الذي يناسب الحالة التي امامه، ذكرها بصورة يونانية معروفة عن البنين والكلاب الصغيرة فردت عليه بمثل يوناني معروف ايضا «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».

حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. لقد امتدح ايمانها بادئا بعبارة يونانية هيلينية تعبر عن عمق مشاعر الاحترام لها "يا امرأة"، اين الشتيمة لفظيا او في سياق النص للكلمة؟

عندما قرات كلمات المسيح "ليس حسنا ان يوخذ خبز البنين ويطرح للكلاب" وايضا رد المراة "والكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها" شعرت بان هذه الكلمات ربما تكون اقوال ماثورة او امثال معروفة في هذا التاريخ وبصفه خاصة عند هذه المراة التي يصفها مرقس بانها فينقية مستخدما كلمة يونانية فريدة تشير الى انها سورية فينقيه، تلك المنطقة اليونانية الثقافة فبحثت عن اقوال ماثورة يونانية لفلاسفة قدامى وسعدت كثيرا بان اعطانىالرب ان اتذوق ثمار البحث، ففي كتاب اسمه
Life of Apollonius of tyana book 1. 19 p. 33
هذا الكتاب هو ترجمة لكتاب مخطوطي قديم يحكي قصة الفيلسوف ابولونيوس المولود قبل ربنا يسوع ب 3 سنوات وان من اقواله على صفحة 33 من الكتاب المترجم من اليونانية ما يلي بالحرف (ولكن الفتات الذي جمعه. . . وكانه في عقله يشير الى الكلاب التي تاكل مما يتساقط من مائدة اربابها، المسيح الوديع تكلم الى المرأة بصورة تمثيلية يونانية والمراة ردت عليه بكلمات ماثورة يونانية. لا يوجد في فم ربنا اي غش بل انسكبت النعمة على شفتيه، تبارك اسمه الى الابد.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. باسم أدرنلي 20 ابريل 2015 - 21:10 بتوقيت القدس
أحسنت، وإلى الأمام أحسنت، وإلى الأمام
أخ إيهاب، أشجعك على الاستمرار في الكتابة، وإلى الأمام؛ استمر في هذا الخط من اللاهوت الدفاعي
2. عادل وسيم 21 ابريل 2015 - 07:06 بتوقيت القدس
خبز البنين والكلاب خبز البنين والكلاب
وهل بعد هذه الكلمات .. نظن اننا قد دافعنا عن السيد المسيح الذي شوهته نصوص الأناجيل وجعلت منه ( شتاما وسبابا وعنصريا ) ؟ ... سيقول لكم اي قارئ يحترم عقله : ولماذا يختار السيد المسيح هذا المثل بالذات .. وفيه اهانة .. والكلب المنزلي الصغير .. في النهاية هو كلب .. والمعني واضح ... كأن السيد المسيح يريد ان يبين لها انه فقط مختص بهداية بني اسرائيل وفقط .. وهذا خلاف ما يزعمه الآباء من ان دعوته عامة ... انه نص صريح لا غموض فيه علي اعتذار السيد المسيح لها لأنه ليس مرسلا لغير خراف بني اسرائيل الضالة .. لماذا قال خراف بني اسرائيل .. ولم يقل ( كلاب ) اذا كانت كلمة كلاب غير مهينة ؟
2.1. ايهاب صادق 21 ابريل 2015 - 23:59 بتوقيت القدس
رد على التعليق
استاذ عادل بوجه عام لا اتوقع اى رد ايجابى من حضرتك فالحياد شىء ثقيل على الطبيعه البشريه بصفه عامه الا ان ما اعطانى امل فى تفاهمات مستقبليه هو ان حضرتك قرات التعليق وهذا فى حد ذاته امر مشجع
2.2. باسم أدرنلي 23 ابريل 2015 - 08:48 بتوقيت القدس
رد على اعتراض الأخل وسيم المحترم
أنت تنسى أن الكلمات أيضًا لا تحمل نفس معنى لوقتنا اليوم، إن كلمة "كلب" أو "كلاب"، على وقت المسيح لا تحمل معنى الشتيمة، كما هي الآن في القرن الواحد والعشرين. ونعرف هذا من خلال أسماء الكثير من الناس في الأزمنة الكتابية. فإسم "كالب" بن يفنه، يعني كلب (سفر العدد 13: 6)؛ ورئيس مدينة شكيم (نابلس)؛ كان اسمه شكيم بن حمور (أي ابن الحمار) (تكوين 34: 18)؛ ففي عصرنا هذا، إذا كنيت شخص بابن الحمار، تعتبر شتيمة؛ أما في وقتها، فكانت مصدر فخر؛ بدليل أن أبا رئيس شكيم، كان اسمه حمار. أيضًا عندنا مثال تاريخي، فأحد أغنى الشخصيات اليهودية في القرن الأول؛ أعطوه كناية "كلباه سفويا" أي الكلبة المكتفية؛ وذلك تكريمًا له، لأنه على مدار 21 سنة من الحصار الروماني للقدس، أطعم كل فقير دق باب بيته، وصرفه مكتفيًا (غماراه؛ جيتين 56/أ). إذًا نحن نأخذ عبارة "يطرح للكلاب" اليوم، وبحسب فهمنا لتلك الكلمة اليوم، نحكم على قائلها؛ لكنها لم تكن شتيمة آنذاك. ونرى هذا أيضًا في تاريخ العرب، عندما مدح الشاعر علي بن جهم خليفة بغداد، في القرن التاسع، مشبهًا أمانته بأمانة الكلب؛ حيث قال: أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قرع الخطوب (ويكيبيديا – علي بن جهم) أيضًا معروف أن أحد نساء نبي المسلمين محمد ص، كان اسم ابيها جحش بن رياب؛ وكان وجيهًا من وجهاء قريش، على وقت عبد المطلب بن هاشم. وهذا يبرهن أن استخدام أسماء الحيوانات في الأزمنة القديمة، لا يعني بالضرورة شتيمة؛ بل بالعكس، يعكس أحيانًا احترامًا ووقارًا لصاحبه؛ بالرغم من أن كلمة "جحش" مثلها مثل كلمة "كلب"، تعتبر شتيمة أيضًا في عصرنا الحاضر. (ويكيبيديا – زينب بنت جحش)
2.3. باسم أدرنلي 23 ابريل 2015 - 09:06 بتوقيت القدس
تكملة الرد للأخ الكريم عادل
من جهة إرسالية المسيح فقط لشعب إسرائيل، إن المسيح فعلا أتى أولا لخراف بيت إسرائيل الضالة؛ وهذا كان الجزء الأول من الخطة؛ فخطته كانت أن يكرز أولاً لليهود؛ وبعدها يختار منهم نخبة من التلاميذ والرسل؛ ومن ثم يرسلهم إلى كل العالم. فيوجد عند الله ترتيب، الله بدأ مسيره مع اليهود، ووعد إبراهيم قبل المسيح بـ 2200 عام، أن فيه ستتبارك كل شعوب الأرض (تكوين 13: 3). فيه تعني في نسله، أي شعب إسرائيل؛ لأنه بإسحق سيستمر نسله المقدس بالرسالة: " لذلك قال اللهُ لإبراهيم: «بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ (تكوين 17: 18). لكن إذا كان الله وعد أنه سيقيم عهدًا أبديًا مع نسل إسحق (كما في الآية)؛ فأين يأتي الأمم في هذا العهد إذًا؟؟ الأمم سينضموا إلى نفس العهد مع إبراهيم؛ لذلك يشبه الوحي البقية الأمينة من شعب إسرائيل بالزيتونة المقدسة؛ ويقول أن بعض الأغصان قطعت منها لعدم الإيمان (اليهود الذين رفضوا المسيح)؛ والأمم الذين آمنوا بالمسيح، طُعموا في نفس الزيتونة (شجرة اليهود الأمناء - رومية 11: 17-21). إذًا الله لم ينزل ديانات كما يظن البعض، بل عنده خط واحد لخلاص البشر، وهو من خلال العهد مع إبراهيم. فبدعة إنزال ديانات، حيث آخرها ينسخ أولها، تنسب لله التخبط (والعياذ بالله). فلو كان الله كامل وكلي الحكمة والعلم؛ من المنطقي أن يسير في خط ثابت مدروس؛ دون نسخ، دون تغيير رأي، دون تغيير وتبديل ديانات. لذلك أتى المسيح من اليهود، ليدعو اليهود في المرحلة الأولى من خدمته؛ واختار أناس منهم، ومن ثم أرسلهم لكي يأتوا ببشارة الخلاص لجميع الأمم. كما أطلق تلاميذه قبيل صعوده للسماء، قائلا: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." متى 28: 19. وأيضًا: "وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." مرقس 16: 15. وأعطاهم أيضًا خطة عن كيفية الوصول إلى كل العالم: " 8 لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." أعمال 1. مع فائق الاحترام