لقد غاظهُمْ صَلبُ المَسِيح ودِينُهُ

في مناسبة حلول ذكرى أسبوع الآلام والفرح ببشرى القيامة، كتب الشاعر رياض الحبيّب قصيدة صعبة وناريّة على وزن بحر الطويل، رادًّا على محاولات بائسة لنفي الصلب والتشكيك به عبر الزمن
16 ابريل 2014 - 14:45 بتوقيت القدس

ولاءً وإخلاصًا أطوفُ مُعيِّدا * لِمَنْ مات مصلوبًا وقامَ مُمَجَّدا

كما انتشرتْ بشرى القيامة في الدّنى * وتُرجِمَ إنجيلُ الحياةِ مؤيِّدا

فكمْ مِن رسولٍ طاف في الأرض زاهدًا * شهيدًا لربّ المجد ما هَمّهُ الرّدى

وفي القلب يَنبوعُ الخلاصِ أعَدَّهُ * بشيرون ما بعد القيامةِ مَورِدا

لهُ العيدُ وهْوَ العيدُ للخَلقِ كلِّهِ * ولا مجدَ إلاّ مَجْدَهُ كي يُخَلَّدا

نعَمْ قامَ حقّا قام ربُّ خلاصِهِ * يسوعُ المسيحُ الحيّ رُوحًا ومشهَدا

تجلّى لأعداد من الناس كلِّها * ومن سائر الأعراق لا عِرق أوحدا

لنِسْوتِهِمْ والمجدليّةُ أوّلاً * أتَينَ يُطيّبْن الذبيحَ المُمَدّدا

لقد ظُنّ ربُّ المجد لا زال راقدًا * كما ظُنّ بالقبر المقدّس مُوصَدا

وقد بات مختومًا وحُرّاسُهُ بَدَوا * من الخوف مَوتى حين ساد فأرعَدا

لأنّ ملاك الربّ جاءَ لفتحِهِ * بقوّة زلزالٍ وبَرقٍ على المدى

فما حَجَرٌ يبقى هو القبرُ فارغٌ * سوى الكفن المتروك فيهِ مُنضَّدا

هنا سَمِعَتْ صوتًا يخاطِبُ بٱسمها * لتُدرِكَ أنّ الرّبّ حيٌّ فتسجُدا

لأنّ خروف الربّ يعرِفُ صوتهُ * ولا شكّ في لُطفٍ عليهِ تعوَّدا

فقال لها لا تلمِسِيني لأنني * سأبقى فما آن الأوانُ لأصعَدا

وهُبّي إلى حيث التلاميذُ إنّهُمْ * يَرَون المَسِيّا في الجليل مُجَدَّدا

تجلّى لهُمْ في قلب عِلِّيّةٍ وإنْ * مُغَلَّقة أبوابُها حينما بدا 1

ولاثنين في عِمْواسَ أظهَرَ مجدَهُ * وبُطرُسَ ما شاء الكتابُ ليَشهَدا

فبولسُ أحصى خمسَمائة مؤمنٍ * هُمُ دَفعةٌ مِمّن رأوهُ وأزيَدا 2

وما زال حتى اليوم يَظهَرُ للورى * بحُلمٍ وفِعْلٍ فليُعيِّدْ مَن ٱهتدى

بلى مَعَنا طول الطريق ولم يَغِبْ * ويأتي سريعًا رُبّما اليومَ أو غدا
¤ ¤

هنيئًا على الإيمان من دون أن ترى * وتلمِسَ يا توما الزمان وتنقُدا

إذا جاشَ شكٌّ فيهِ وهو مصدِّقٌ * هنيئًا لـتوما إذ رأى وتأكّدا

فقد جاءهُ الرّبّ الوديعُ بشخصِهِ * ومَنْ طلبَ الربّ ٱستجابَ وأنجَدا

بآثارِ أوجاع الصّليب مُخيِّبًا * شُكوكًا فما غطّى الجُروحَ وضَمَّدا

وقال تعالَ ٱلمِسْ بنفسِكَ واثقًا * لتؤمِن حتّى آمَن الجَمْعُ سُجَّدا

فمَنْ شاء فليُقبلْ إلى الربّ باسطًا * ذراعيهِ مشتاقًا لأنْ يتعمّدا

فلولا تباشِيرُ القيامة لمْ تقُمْ * مسيحيّةٌ يومًا ولا طيرُها شدا

ولا كُتِبَ الإنجيلُ وهْوَ بشارةٌ * بها لخلاص الناس جَمْعًا ومُفرَدا

ولا أرسَلَ اللهُ الملاكَ لمريمٍ * يبشّرُها إلاّ لكي يتجسّدا

بشخص المسيح الحيّ والله عالِمٌ * بتدبير ما أوحى به وتعهّدا
¤ ¤

ليَفقهْ فلولُ الجاهليّة ديننا * ومعنى الصّليب الواضحَ المتوطِّدا

لقد صُلِبَ الناسوتُ والصّلبُ لازمٌ * ولم يُصلَبِ اللاهوتُ حاشا الذي فَدى

بسَفك دم المصلوب تمّ فِداؤهُ * فأكمَلَ مشروعَ الخلاص الذي ٱبتدا

وسُجِّلتِ الأحداثُ في وقتِ صَلبهِ * كما حَدَثتْ مَن ذا يشكّ مُفنِّدا؟

وللعِلم حتّى الأرضُ أظلمَ وجهُها * لأنّ كُسُوف الشمس قد حلّ أسْوَدا 3

فمَن دوّنوا الإنجيل كانوا ثِقاتَهُ * ومَن دوّنوا التاريخ ما وضعوا السُّدى

وهل مريمُ العذراءُ لا تعرفُ ٱبنها * أيُخطئُ قلبُ الأمّ إبنًا ومَولِدا؟

أما بات يوحنّا ٱبنها وهو شاهدٌ * عِيانًا وبالرؤيا ٱنتهى وتفرَّدا؟

فمَنْ قالَ "لمْ يُصلَبْ" فأيّةُ حُجّةٍ * لديهِ؟ ولكنْ للعداوة مَهَّدا
¤ ¤

ليَفهَمْ فلولُ الجاهليّة أنّهُمْ * رِعاعٌ فما يُخشى جَهُولٌ توعَّدا

لقد غاظهُمْ صَلبُ المسيح ودِينُهُ * فأضحَوا ليَنبوع المَحبّة حُسَّدا

وفاءً لدِين اللات والدينُ عندهُمْ * شِعارُ اعتداءٍ إنّما اللاتُ ما ٱعتدى

صعاليكُ لا هَمٌّ ولا عَمَلٌ لهُمْ * سوى الغزو والتخريب ما قصَّروا يدا

وأكلِ ثِمار الغير غدرًا وخِسّة * ونبشِ قبورٍ صوتُها ما لهُ صدى

فمنْ شاء بٱسم الله يزنِ بطفلةٍ * ومَنْ شاء يسرُقْ والضميرُ تجمَّدا

ومَنْ شاء بٱسم الله يَسْبِ ويَغتصِبْ * ويقتُلْ ويَحتلَّ الحَرامَ تعمُّدا

ويُشركْ شياطين الدُّنى بفِعالِهِ * ويسجُدْ ويَخشَعْ في الصلاة مُوَحِّدا

هُمُ أنجسُ الأقوام في نظري أنا * وأجْبَنُهُمْ طُرًّا غُلامًا وسَيّدا

عرفتُ أساليبَ العُلوج مُجَرَّبًا * عرفتُكَ يا دِينَ الصّعاليك جَيِّدا

لقد أصبح ٱسمُ الله في الفم لُقمةً * وحاشا ٱسمَهُ القُدّوسَ إلاّ ليُحمَدا

فما الله في الوجدان إلاّ محبّة * إذًا مستحقٌّ أنْ يُحَبَّ ويُعبَدا

¤ ¤ ¤

- تمّ بعون الرب نظم القصيدة في مناسبة حلول أسبوع الآلام المقدّس\ نيسان-أبريل 2014 مستوحاة من أحداث الصلب والقيامة بحسب الإنجيل، على وزن بحر الطويل.

1. مغلّقة، بتشديد اللام، بأدوات الغلق ولم تكن مغلقة غلقًا عاديًّا فحسب، خوفًا من اليهود (يوحنّا 20: 19 و26 ) لاحتمالية قيامهم بمطاردة تلاميذ المسيح بعد صلبه وموته ولم يكن الروح القدس حينئذ حالاّ على التلاميذ
2. أزيَدَ: معطوف بواو العطف على خمسمائة المنصوبة وليس على دفعة المرفوعة؛ إشارة إلى كورنثوس الأولى  6:15
3. لم يُذكَرْ كسوفُ الشمس الذي حدث في أعقاب الصلب حرفيًّا في الإنجيل لكن بالمعنى، في متّى 45:27 ومرقس 33:15 ولوقا 44:23 عِلمًا أن أنبياء العهد القديم قد تنبّأوا بهذه الظلمة

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جميل بربارة 17 ابريل 2014 - 21:09 بتوقيت القدس
سر يا قلم و أكتب من المدح ما طاب سر يا قلم و أكتب من المدح ما طاب
بالفعل فليعطك الف عافية، أشعارك تُغني الأدب المسيحي وهو قليل. تستحق كل المدح يا أستاذ
2. قارءه 17 ابريل 2014 - 22:01 بتوقيت القدس
روعه روعه
الرب يباركك استاذ رياض ويستخدمك لمجده
3. رياض الحبيّب 18 ابريل 2014 - 14:36 بتوقيت القدس
شكرًا جزيلًـا شكرًا جزيلًـا
سلام المسيح. شكرًا مع أطيب التمنيات للأخ الكريم جميل بربارة وسائر الأحبّاء في الناصرة وللأخت القارئة الكريمة وسائر الأحبّاء في الجليل. وبانتظار تفضل موقع لينغا بنشر مفاجأة خلال الساعات القادمة :-)
4. دعاء 27 يوليو 2014 - 00:36 بتوقيت القدس
كفى للطائفيه والتحريض كفى للطائفيه والتحريض
وهل تأمركم المسيحيه بذم دين الغير؟؟ لا والله ليس السيد المسيح يأمر بذلك..مش معقول قديش بتنشرو الكراهيه فقصائدكم!! وبتحكو عن الاسلام! دعونا نعيش بسلام اسلام ومسيحيه على ارض فلسطين! بكفي عاد