دخول شعب إسرائيل لأرض كنعان -٢- الله على رأس العملية

يجد إنسان القرن الواحد والعشرين صراعًا من جهة تقبُّل الحروب التي إقيمت بإسم الله على مر العصور: فيعترض الكثير من المُسلمون مثلاً على رفض المسيحيون لفكرة الفتوحات الإسلامية، في الوقت الذي يُشَرِّعون فيه فتح شعب إسرائيل لأرض كنعان في القديم !! وهم لا يرون أي فرق بينهما !!
18 سبتمبر 2011 - 09:38 بتوقيت القدس

كما رأينا في المقال السابق، قد قام الله بدينونة المصريين وآلهاتهم؛ ورأينا أيضًا كيف نقَّى الله شعبه في البرية، مما شمل الكثير من الضربات الصعبة، قبل أطلاقهم للدخول لأرض كنعان. لكن الصعب في المرحلة الثالثة، وهي إدانة شعوب كنعان التي تكلمنا عنها سابقًا، هي أن الله في هذه المرة سيستخدم شعبه لدينونتهم، الذي بحسب ما نراه في الكثير من النصوص، ليس أفضل بكثير من شعوب كنعان !!

ويجد إنسان القرن الواحد والعشرين صراعًا من جهة تقبُّل الحروب التي إقيمت بإسم الله على مر العصور:
فيعترض الكثير من المُسلمون مثلاً على رفض المسيحيون لفكرة الفتوحات الإسلامية، في الوقت الذي يُشَرِّعون فيه فتح شعب إسرائيل لأرض كنعان في القديم !! وهم لا يرون أي فرق بينهما !!
وينتقد الكثير من الملحدون جميع الديانات، مُدَّعين بإن جميع هذه الحروب هي دلالة على أن الديانات، بكافة أنواعها، هي من أهم أسباب المصائب والحروب في العالم؟
(متناسين طبعًا أبرز ثلاثة قادة مُلحدين في القرن العشرين: الروسي: ستالين؛ والألماني: هتلر؛ والصيني: مايو، الذين كانوا مسئولين عن قتل أكثر من ٦٠ مليون إنسان؛ أي أنهم قتلوا أكثر بكثير من جميع الحروب مجتمعة معًا على مدار ١٩ قرن قبلهم، سواء كانت ديينية أم لا).

لكن لماذا لم يبادر الله بدينونة شعوب كنعان بنفسه، كما دان المصريين وشعبه في البرية، بدل أن يستخدم شعب إسرائيل؟
فلو أدان الله شعوب كنعان بنفسه، لكان هذا سيحل المشكلة للمعترضين الذين يؤمنون بوجود الله. مثل الضربات على مصر، لم نسمع قط أحد يعترض عليها، لأن الجميع يعرفون أن الله الذي قد فعلها. إذًا القضية المهمة في هذا الجدل هي:

كيف نتأكد أن الله فعلاً هو القائم عليها، وليس البشر بادعاء أن الله أرسلهم؟

سنبرز في هذا المقال كيف أن دخول شعب إسرائيل لأرض كنعان يختلف عن أي فتوحات أو حروب مقدسة رأيناها على مر العصور. والذي يميِّز دخول شعب إسرائيل لأرض كنعان هو أمرين؛ سنركز في هذا المقال فقط على الأمر الاول منهما:

الأول: الله على رأس العملية – أي أنه يُظهر تَحَكُّمُه بوضوح في هذه العملية وليس شعب إسرائيل.
والثانية: الله يحاسب الشعب مباشرةً إذا أخطأوا.

الأول: الله يظهر تَحَكُّمُه بوضوح في هذه العملية وليس شعب إسرائيل:

إن أعظم الأمور التي تميز دخول شعب إسرائيل إلى أرض كنعان عن جميع الحروب التى شُنَّت باسم الله على مر العصور، هي إظهار الوحي المستمر، مستعرضًا المعجزات التي عملها الله أمام الشعب كله وأمام باقي الشعوب، أن الله هو المتحكم بفسه بكل صغيرة وكبيرة في هذه العملية. فالله لم يدعو شعبه لفتح الأرض وبعدها وقف جانبًا هاتفًا على انتصاراتهم؛ ناصرًا اياهم على الصح والخطأ؛ على الحق والباطل دون أن يظهر للشعوب اشتراكه الفعلي في العمل. لكن سنرى بوضوح أنه هو الذي كان يعمل مستخدمًا الشعب كأداه في يده، داعيًا إياه باستمرار ليكون معه، وليس العكس؛ ومحاسبًا ومعاقبًا إيَّاه إذا أخطأ.

فيما يلي لمحة عن العناصر التي تبرز حقيقة أن الله هو القائد والعامل، وليس الشعب:

١- الله الذي اختار يشوع:

الله اختار موسى وأيد اختياره له بمعجزات؛ بعدها اختار الله يشوع بواسطة موسى، تثنية ٣٤: ٩؛ واختار الله يشوع أيضًا بنفسه، يشوع ١: ١-٢. والله عادةً يؤيد اختياره للقائد بالمعجزات المرئية أمام الشعب؛ وذلك لكي يؤكد للشعب على اختيار القائد، وأن الله هو القائم وراء تلك العملية.

وهنا نحتاج نُعَرِّف ما هي المعجزة، بحسب تعليم الكتاب المقدس؟
الله خلق الخليقة المرئية التي نعيش فيها ونراها؛ وخلق فيها ثلاثة أنواع من الخلائق: الخليقة المادية (الجماد)؛ والخليقة البيولوجية (الأحياء والكائنات الحية)؛ والخليقة الأدبية: وهم البشر. لقد وضع الله قوانين مُطلقة لخليقته: قوانين فيزيائية للخليقة المادية؛ وقوانين بيولوجية للكائنات الحية؛ وقوانين أدبية للبشر. نرى في الكتاب المقدس أن الله أحيانًا يكسر قوانين خليقته الفيزيائية والبيولوجية، ليتكلم مع الخليقة الأدبية (البشر)؛ وهذا ما نسميه بالمعجزة. فشق البحر وجعل المياه كالحائط عن يمين ويسار الشعب، ليعبروا في بحر سوف، كان كسرًا لقوانين الخليقة الفيزيائية. وإقامة ميت، أو شفاء مريض، هي كسر لقوانين الخليقة البيولوجية. لذلك لا يعتبر الكتاب عمل شعري أو أدبي معجزة؛ مهما كان عظيمًا؛ ولا يعتبر عمل إبداع معماري معجزة، مهما كان عظيمًا. ممكن أن يعتبره البشر من عجائب الدنيا، لكن بحسب العقيدة المسيحية، هو ليس معجزة؛ لأنه لا يوجد فيها كسر لقوانين الخليقة الفيزيائية ولا البيولوجية. جدير بالذكر أيضًا هنا، أن الكتاب يُعلم أن الله لا يمكن أن يكسر قوانينه الأدبية أبدًا مهما حدث. لذلك نرى الله في الكتاب المقدس لا يعطي استثناءات إطلاقًا، لا للأنبياء ولا للقادة، بل الجميع، كباقي الشعب، تحت القانون. لهذا السبب يوجد صليب في فداء الإنسان، لأن قانون الخليقة الأدبية ينص على أن ثمن الخطية هو موت، فلا يمكن لله أن يكسر قوانينة الأدبية أبدًا. هذا ما لا يفهمه الكثير من الناس، خاصةً ليس المسيحيين.

فنرى من بداية خدمة يشوع، أن الله أيَّد اختياره له بالمعجزات. فالمياه توقفت أمام تابوت عهد الرب؛ وعبروا النهر على اليابسة دون أن تمس أقدامهم ماء. هذه كانت علامة بأن الله هو القائد والسائر أمامهم، ٤: ١-٧، وأن الله اختار يشوع ليقود الشعب، لأنه قال له:
" ٧ ... «الْيَوْمَ أَبْتَدِئُ أُعَظِّمُكَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ لِيَعْلَمُوا أَنِّي كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ." يشوع ٣.
فالله جعل النهر ينشق أمام الشعب بقيادة يشوع (راجع يشوع ٤: ١٠-١٣)؛ ويقول الوحي بعد أن حدثت هذه المعجزة على يد يشوع، ما يلي: (استجابة لوعد الرب)
" ١٤ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَظَّمَ الرَّبُّ يَشُوعَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ, فَهَابُوهُ كَمَا هَابُوا مُوسَى كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ." يشوع ٤.

إن الله كان دائمًا يسير بقوته المعجزية أمام القادة؛ فيشوع لم يكن قائدًا ادعى أنه أتى باسم الله والشعب صدقه وأيد خطته السياسية وتبعه بحماس ليفتحوا الأرض. لكن الله بعدما اختاره، أيد ذلك الاختيار بالمعجزة على مرأى جميع الشعب، ليثبت حقيقة أختيار الله له أمام الشعب. من ثم طلب يشوع من الشعب ليضعوا حجارة في أسفل سطح النهر للتذكير بأن الله هو الذي فعل هذا على يده، يشوع ٤: ٤-٧ و٢١-٢٤. وهذا كان طبعًا بناءً على طلب الله من الشعب؛ الذي يثبت قيادة الله للشعب من خلال يشوع (عدد٨). طبعًا لم تكن هذه المعجزة الوحيدة، بل صنع الله معجزة أخرى على يد يشوع عظيمة جدًا. لقد أوقف يشوع الشمس، في صلاته، في حربهم مع خمسة ملوك أموريين: ملك أورشليم، حبرون، يرموت، لخيش وعجلون (١٠: ١٢- ١٤)؛ في ذلك اليوم، يقول الكتاب أن الله حارب عنهم أيضًا، ليدلَّ على أن الله هو الذي يقوم بالعمل وليس الشعب (١٠: ٤٢).
طبعًا الكتاب يشدد أنه بعد موت يشوع، استمر الله في قيادة الشعب واختيار القادة. هو الذي أمَرَ بأن تبدأ يهوذا الحرب (قضاة ١: ٢)؛ وهو الذي اختار عثنيئيل قاضيًا (قضاة ٣: ٩)؛ وهو الذي اختار إهود (قضاة ٣: ١٥)؛ ودبورة (قضاة ٤: ٤)؛ وجدعون (٦: ١٢)...إلخ.

٢- اتبعوا الله (تابوت العهد):

نرى في تعليمات الله التركيز على أن الشعب هو الذي يتبع الله وليس العكس. طلب الله منهم ليتبعوا تابوت عهد الرب الذي يتقدمهم، لكي يعرفوا الطريق. وهنا نرى أن الله الذي قاد الكهنة، حاملي تابوت عهد الرب، بالإلهام الإلهي إلى أفضل طريق للأرض. هذا بحد ذاته معجزة إلهية، حيث أنهم لم يذهبوا تلك الطريق من قبل (يشوع ٣: ٢-٤).

٣- تقدسوا لإطلاق الله ليعمل:

إصرار الله لجعل الشعب يتقدس قبل أن يقوموا بهذا العمل، مما يؤكد تشديد الله على قداسة الشعب، لكي يستطيع أن يكون أهلا لاستخدام الرب له في قضاء شعوب كنعان.
" ... تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَداً فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ.” ٣: ٢-٥.
فيها أيضًا نجد التأكيد هنا على أن الله هو الذي سيعمل.

٥- خَيموا في الجلجال:

وكان هذا في اليوم العاشر من أول شهر (يشوع ٤: ١٩-٢٠)، وفيه تذكير من الله انهم اليوم موجودون في هذا المكان، لأن الله دحرج عارهم الذي قيدهم في أرض مصر (يشوع ٥: ٩). واليوم العاشر من الشهر الأول، يذكرنا في اليوم الذي فيه أخذوا خروف الفداء في بيوتهم، للتمهيد لفداء الأبكار بدم الخروف؛ وذلك يوم خروجهم من مصر (خروج ١٢: ٣). الذي أمرهم الله أن يُذبحوه في مساء اليوم الرابع عشر (خروج ١٢: ٦). وفي نفس اليوم قام يشوع بختان الشعب كعلامة لتطهير الله لهم ولتذكيرهم بالعهد الذي، إذا نقدوه، يصبحون تحت دينونة الله كباقي الشعوب (يشوع ٥: ٢-٨).

٦- الاحتفال بالفصح:

أيضًا قبل دخولهم للأرض، احتفل بني إسرائيل بعيد الفصح، وذلك لتذكيرهم بأن الله هو الذي فداهم في الماضي، هو ممسك كل أمور حياتهم، وهو فاديهم اليوم (يشوع ٥: ٩-١٢). طبعًا جميع هذا يشير نَبَويًا إلى خلاص البشرية بدم المسيح.

٧- الله هو القائد، وهو يدعي الشعب للانضمام إليه:

قبل دخول الشعب إلى الأرض، نرى أيضًا لقاءً هامًا مُعجزيًا بين يشوع وقائد ملائكة الله (رئيس جند الرب)؛ فعندما ظهر ليشوع بهيئة رجل سأله يشوع (يشوع ٥: ١٣-١٥):
" ١٣...هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟" فأجابه رئيس جيش الرب قائلاً: " 14...كَلاَّ, بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. " يشوع 5.
(بحسب الترجمة العربية المبسطة) " لست منكم ولا من أعدائكم، لكنني أتيت كقائد جيش الله.”
بعدها، جعل يشوع أن يخلع حذائه، ليدرك أن الله بالحقيقة على تلك العملية؛ وهو حاضر في المكان؛ وهو ليس مع شعب الرب، أو مع أعدائهم. بل هو الله، وهو يدعو أن يسير شعبه معه، وإلا فسيخسر حضوره معهم، وبالتالي سيخسروا كل شيء، ويصبحوا مثل باقي الشعوب.

٨- الله الذي يعطي التعليمات فيما يخص ماذا يفعلوا في المعارك:

خاصةً في أول معركة، وهي دخول الشعب إلى أريحا (يشوع ٦)، الله هو الذي أسقط الأسوار بمعجزة إلهية؛ وأعطاهم المدينة، يشوع ٦: ١٦. ونرى هذا الشعار بشكل مُستمر على كل مراحل دخول شعب إسرائيل لأرض كنعان. أيضًا هناك تشديد بأن أوامر يشوع هي نفس أوامر الله (مثل يشوع ٨: ٨).

إذًا رأينا كيف أن دخول شعب إسرائيل إلى أرض كنعان يختلف عن جميع الحروب التي خاضها البشر في سبيل الله على مر العصور، والتي تُمتحن أمام ثلاثة أسئلة مصيرية:

ما هو دور الله الحقيقي التفصيلي فيها؟
ما الذي يبرهن أن الله وراء تلك الفتوحات فعلًا؟
ما هي ردة فعل الله للقادة والشعب حينما يُخطئون؟

فتسقط جميع تلك الحروب بامتحان هذه الأسئلة، وتتواجه مع الحقيقة؛ وهي أنها تدعي أن حروبها هي من الله، والله طبعًا بريء منها تمامًا. فالله مع دخول شعب إسرائيل لأرض كنعان، أبرز قيادته لشعبه بالمعجزات العظيمة، أمام شعبه وأمام جميع الشعوب؛ التي، كما يقول الكتاب، ذاب قلبها من إله إبراهيم عندما سمعت عنها (يشوع ٢: ٩-١١). ورأينا كيف كان الله مشتركًا في كل كبيرة وصغيرة في هذه العملية بنفسه؛ مبرزًا نزاهته وعدالته وموازينه المتساوية في القضاء، ما بين شعوب كنعان وشعبه.
" لأنهم ليس بسيفهم امتلكوا الأرض، ولا ذراعُهُم خَلَّصَتهُم، لكن يمينُك وذراعُك ونورُ وجهُك لأنك رضيت عنهُم.” مزمور ٤٤: ٣.
أما من جهة أهمية رِضى الله عن الشعب، كما تقول الآية، فهذا يقودنا إلى النقطة الثانية. وهي كيف كان الله يُكلِّم ويحاسب الشعب مباشرةً إذا أخطأوا؛ وسيكون هذا عنوان المقال الآتي.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جون مان 20 سبتمبر 2011 - 18:46 بتوقيت القدس
سؤال واحد سؤال واحد
سؤال واحد لكاتب المقال مادام الله الذى تعتقدون هو يقود الحروب وذاك وذاك فلما لاتسالونه يقدكم لتحرير وطنكم ولاوطان الذى يعتقد اسلافكم انها ملككم.
2. باسم أدرنلي 20 سبتمبر 2011 - 21:55 بتوقيت القدس
الله لا يقود حروبات - الوطن يحتاج إلى صلاة وليس حرب. الله لا يقود حروبات - الوطن يحتاج إلى صلاة وليس حرب.
من قال لك أننا نعتقد أن الله يقود الحروب!! لم أقل هذا أبدًا، قلت أن الله قاد دخول شعبه إلى أرض كنعان. هذا كان حدث وحيد في التاريخ وانتهى، كالطوفان تمامًا، وسوف لا يرجع. كان بمثابة الجزء الثالث من ميلاد شعب الرب (كما كتبت في المقال الأول). لكن للأسف قد خيب الشعب قلب الرب، لذلك عدل الرب عن هذه العملية ومنذ ذلك اليوم والشعوب الأخرى في الأرض، ولم تُطرد منها، لأن هدف الرب هو ليست أن يكون مع شعبه ضد باقي الشعوب، كما قلت، لكن الله قدوس، ليست عنده محاباه، وهدفه كان أن يقيم شعب مثال وشهادة لباقي الشعوب. وهذا للأسف ما لم يحدث، لذلك النتهت تلك العملية برفض الشعب لخطة الله. فيقول الكتاب: " ١٩ وَعِنْدَ مَوْتِ الْقَاضِي كَانُوا يَرْجِعُونَ وَيَفْسُدُونَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِهِمْ بِالذَّهَابِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدُوهَا وَيَسْجُدُوا لَهَا. لَمْ يَكُفُّوا عَنْ أَفْعَالِهِمْ وَطَرِيقِهِمِ الْقَاسِيَةِ. 20 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ قَدْ تَعَدُّوا عَهْدِيَ الَّذِي أَوْصَيْتُ بِهِ آبَاءَهُمْ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِي 21 فَأَنَا أَيْضاً لاَ أَعُودُ أَطْرُدُ إِنْسَاناً مِنْ أَمَامِهِمْ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ يَشُوعُ عِنْدَ مَوْتِهِ " يشوع ٢. (طبعًا الكثير من الأسئلة سنتناولها في المقالين القادمين) نعم نحن نصلي من أجل الوطن ونصلي لكي يغير الله الحال، لأننا نؤمن أننا نعبد إله حي. لكن لا نخوض حرب لنحرره، ولا نطلب من الله بأن يقودنا لتحريره. فالله قد قطع عهدًا جديدًا مع البشر بالمسيح: عهد السلام والمحبة والغفران وليس القتل والدماء. لا تعتقد يا أخي أنك في مصر ليس تحت احتلال، إن مانراه في أقطار كثيرة من الوطن العربي هو صرخة حرية من الشعب ضد الاحتلال: الفكري، العنصري، الأمني، التعظمي، الوارداتي، البيروقراطي، التعسفي، التمييزي، الديني...إلخ. إحتلال يمص دم الشعب وخيراته ووارداته، لتستخدم كأداه لقمع وهدم الشعب، وليس لبناءه. ليرحمنا الرب جميعًا. ليباركك الرب، وسلام المسيح معك.