كنيسة بيت ايل ام كنيسة بيت مخلوع النعل!!!

خلع النعل يعني خلع المسؤلية وانه غير مستحق ان يسير بنعله على ارض اخيه المتوفي وايضا عندما ندرس مثال بوعز سنفهم ان خلع النعل علامة اتفاق لا رجعه فيقول ان هذا ما هو اختاره وهو اختيار نهائي
27 يوليو 2019 - 13:39 بتوقيت القدس

الكنيسة في عمومها هي:
"بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ" (١تي٣ :١٥). 

وكل كنيسة محلية هي تجسيد وتطبيق للكنيسة العامة هي "بيت الله" بلغة الكتاب "بيت ايل" والله محبة فالكنيسة بيت المحبة... لكن وللاسف الشديد يمكن للكنيسة المحلية ان تتحول بالمعنى الروحي من "بيت ايل" بيت المحبة الى "بيت مخلوع النعل".

ما هو "بيت مخلوع النعل"؟
نقرا عنه في شريعة النبي موسى تثنية ٢٥: ٥-١٠
ونحن نعلم ان شريعة النبي موسى وكل فرائض العهد القديم هي ظلال ورموز لحقائق روحية في العهد الجديد "بيت مخلوع النعل" بالمعني الروحي في العهد الجديد هو بيت الاخ الذي لا يبني بيت اخيه اي البيت الذي تنعدم فيه المحبة.

والحقيقة ان الكنيسة التي هي بيت ايل التي فيه تجسد وصية الكتاب: "وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ" (كو٣: ١٤).

كانت الوصية انسانية اجتماعية فقد كان على الاخ ان يتزوج ارملة اخيه الذي توفي وليس له نسل وبذلك يقيم نسل لاخيه المتوفي، واذا كان هناك عائق او عدم رغبة فعلي الاخ التالي او القريب الاقرب منه ان يقوم بذلك وهكذ كان يسمى "الولي القريب" و"الولي الاقرب".

وقد يحدث ان هذا الاخ يمانع ولا يريد ان يتمم هذه الوصية فكان على الشيوخ ان ينصحوه فإن لم يسمع من الشيوخ فهناك اجراء طريف لابد ان يعمل يقول فيه الكتاب:
"تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرِّحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ»(تث٢٥: ٩-١٠).

ويبدو واضحا ان هذا الاخ لم يقم بواجبه تجاه اخيه لا لسبب حقيقي إلا لسبب عدم المحبة. ويمكن في تأملنا في الكتاب المقدس ان نلاحظ هذا السبب الرديء اي عدم المحبة متغلل في القصص ذات الصلة بهذا الامر.

١-قصة الارملة ثامار(تك٣٨)
ثامار هي زوجة عير وهي كنة يهوذا ابن يعقوب
ويقول الكتاب: "وَكَانَ عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ الرَّبُّ." (تك٣٨: ٧)
الرب مكتوبا عنه انه يحيي ويميت فهو حسب مشيئته يطول الاعمار او يقصرها وفقا لرضاه او حتي غضبه "فَقَالَ يَهُوذَا لأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْ بِهَا، وَأَقِمْ نَسْلاً لأَخِيكَ». 
فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لاَ يَكُونُ لَهُ،(تك٣٨: ٨).
اونان لجا الى حيلة شريرة خبيثة فبحسب الظاهر امام الناس اطاع الشريعة ليتظاهر انه يبني بيت اخيه والحقيقة خلاف ذلك.
نقرا عن موقف الرب فهو الرب الرقيب المكتوب عنه "الاعلى يراقب"
"فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَا فَعَلَهُ، فَأَمَاتَهُ أَيْضًا
(تك٣٨ :١٠).
"فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا "(تك٣٨: ١١).
واذ نتناول هذه القصة بالتحليل والتامل لنعرف المعاني الروحية سنكتشف ان هؤلاء الابناء الاشرار الذين اماتهم الرب هم ابناء ابيهم يهوذا صاحب الشخصية القيادية بين اخوته وهو الذي اشار على اخوته الذين هموا بقتل اخيهم يوسف ببيعه (تك٣٧: ٢٦). 
في هذا الجو المشحون بالبغضة وعدم المحبة تتولد الحيلة لذلك نرى ثامار كنة يهوذا تلجا هي ايضا الى الحيلة الشريرة لتحصل على حقها المهضوم الامر الذي عرضها للمحاكمة والقضاء
ومن السخرية ان الحاكم والقاضي كان يهوذا نفسه الذي حكم قائلا:
"اخرجوها لتحرق بالنار"
ثامار قدمت دفاعها وبرهانها
الذي اخجل القاضي نفسه
فقال:" هي ابر مني"
فيهوذا لم يقدر على احراقها
فهو مدان اكثر منها
وهذا يذكرنا بكلام الرب
المذخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والعلم
"فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ. 
«وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ."(لو٦: ٣٦) 
......."لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 
أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ"(لو٦ : ٤١). 

وقد يعترض البعض كيف يكتب في الكتاب المقدس ما هو بمثابة مخازي للانبياء وللمؤمنين؟؟!!
الاجابة هي لان الكتاب المقدس صادق وامين، ولأنهم البشر الخاطئون ولأنها معاملات نعمة ورحمة الله التي تعمل على الغفران الاصلاح، فعلى سبيل المثل يهوذا تاب ولم يرتضي ابدا ان تتكرر ماساة يوسف مع بنيامين وهذا واضح من كلامه مع الوالي الذي لم يكن يعرفه وهو يوسف الذي تاكد من توبة اخوته (تك٤٤: ١٨-٣٤). بل اسم يهوذا واولاده نراهم في سلسلة نسب المسيح.

٢-قصة الارملة راعوث
راعوث هي الارملة الموابية الغربية التي احبت الرب وشعبه والتصقت بحماتها ورجعت معها لتعيلها وعندما ذهبت باتضاع عند بوعز طالبة منه بارشاد حماتها ان يقضي لها بحق الولي اجابها: "وَالآنَ يَابِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. وَالآنَ صَحِيحٌ أَنِّي وَلِيٌّ، وَلكِنْ يُوجَدُ وَلِيٌّ أَقْرَبُ مِنِّي" (را٣: ١١). وعندما اعلم الولي الاقرب اعطي تصريحه امام امام الشيوخ اي القضاة: "فَقَالَ الْوَلِيُّ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ لِنَفْسِي لِئَلاَّ أُفْسِدَ مِيرَاثِي. فَفُكَّ أَنْتَ لِنَفْسِكَ فِكَاكِي لأَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ». وَهذِهِ هِيَ الْعَادَةُ سَابِقًا فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَمْرِ الْفِكَاكِ وَالْمُبَادَلَةِ، لأَجْلِ إِثْبَاتِ كُلِّ أَمْرٍ. يَخْلَعُ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَيُعْطِيهِ لِصَاحِبِهِ. فَهذِهِ هِيَ الْعَادَةُ فِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ الْوَلِيُّ لِبُوعَزَ: «اشْتَرِ لِنَفْسِكَ». وَخَلَعَ نَعْلَهُ (را٤: ٦).

٣- التطبيقات الروحية في العهد الجديد
الاخ "مخلوع النعل"
هو الاخ غير المحب.
الذي لا يريد ان يبني بيت اخيه،
وكان عليه ان يخلع نعله،
وارملة اخيه تبصق في وجهه
اشارة الى الازدراء والاحتقار
لانه لا يريد ان يبني بيت اخيه
ويسمي في اسرائيل "بيت مخلوع النعل"
ترى ما هو الشر الذي صنعه؟
اكيد ليس هو مثل قايين الذي من الشرير وذبح اخاه.
لكن خطئه وخطيته هي في الخير الذي في قدرة يده ان يفعله ولم يفعله
ألم يقل الكتاب:
"فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ."(يع٤:١٧)
الشريعة تقضي بان ارملة اخيه تخلع نعله وتبصق عليه
وخلع النعل بالمعني الروحي في العهد الجديد هو الاخ الذي لا يقدر ان يطيع وصية الكتاب:
"حَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ."(اف٦)
فهو لا يصلح لملكوت الله ولا لخدمة الرب
كما يبصق عليه والمعنى الروحي هو الاحتقار، فالمؤمن هو ملح
«اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ 
لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ، فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ».(لو١٤ :٣٤)

٤- غاية الوصية
"وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ."(١تي١: ٥)
 "لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأنَّ «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَشْتَهِ»، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الْكَلِمَةِ:«أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 
اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ (رو١٣ :٨-١٠). 
غاية الوصية هي المحبة وعدم المحبة تجعل الاخ "مخلوع النعل " وبيته "مخلوع النعل " والكنيسة ايضا تضر والخطر هو عندما لا تكون المحبة ماذا سيكون؟
ستكون الانانية والبغضة والخصام والجفاء وتنعدم شهادة الانجيل (لانه مخلوع النعل ) وبالتالي لا كرامة اذ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ (١صم٢: ٣٠).

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَع نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟ يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ! وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا مِنَ الْحَقِّ وَنُسَكِّنُ قُلُوبَنَا قُدَّامَهُ (١يو٣: ١٤-١٩). 

يارب المحبة اجعل حياتنا حياة المحبة، بيوتنا بيوت المحبة ،كنيستنا كنيسة المحبة، وخدمتنا خدمة المحبة ،وهبنا ان نثبت في المحبة فنثبت فيك وانت فينا.
اكرامًا لابنك المحبوب الغالي يسوع ربنا، ولاجل المحبوبة الغالية المقتناه بالدم الكريم كنيسة مختاريك القديسين المحبوبين.. آمين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عنان نجار 27 يوليو 2019 - 13:05 بتوقيت القدس
خلع النعال خلع النعال
كنائس مخلوعه النعال موجوده بسبب عدم محبتهم لبعض ومس بمصالحهمالذي يؤثر على الماديات. يفضل ان يكون مخلع النعل على ان يحب او يتصالح مع اخوه الانسان لعدم المعرفه والجهل بكلمه اللاه رغم انه متقدم بالايمان مع الرب
2. سامر بطرس 31 يوليو 2019 - 12:34 بتوقيت القدس
اكثر من رائع اكثر من رائع
اكثر من رائع مبارك ايها القس المبارك اشرف