الغيرة

19 فبراير 2008 - 02:00 بتوقيت القدس

مفهوم الكلمة في العهد القديم والعهد الجديد:  

في العهد القديم لها معنيان
1: الكلمة في اللغة العبرية هي " قانا " ، وتعني الحماس العاطفي للدفاع عن شخص أو شيء ما ، أو للقيام بخدمة ما .
2: كما أنها قد تعني الحسد ، كما في " لا تغر من الأشرار ولا تحسد عمال الإثم .... ولا تغر من الذي ينجح في طريقه .. ولا تغر لفعل الشر " ( مز 37 :1و7و8 ، 73 : 3) . وقد تُرجمت الكلمة العبرية " قانا " بمعنى " حسد " ( تك 26 :14 ، 37 :11 ) . والغيرة بهذا المعنى مؤذيه لصاحبها " لأن الغيظ يقتل الغبي ، والغيرة تميت الأحمق " ( أي 5 : 2 ، أم 14 :30 ) . ويُفهم المعنى المقصود من القرينة

في العهد الجديد :
والكلمة اليونانية المستخدمة في العهد الجديد هي " زيلو " بمعنى " يغار " ومشتقاتها ، وهي مثل " قانا " العبرية ، تحمل مفهوم " الغيرة " بمعناها الحسن ، و " الغيرة " بمعناها السيء أي " الحسد " ، ويُفهم المعنى المقصود من القرنية .

في العهد الجديد نرى اصبح لها معنيان :

اولا: الغيرة بالفهوم الحسن.  ثانيا: الحسد وهي الغيرة بالمفهوم السلبي

وترد عبارة " غيرة رب الجنود "عدة مرات ( 2مل 19 :31 ، إش 9 :7، 37 :35 ، انظر أيضاً عد 25 :11 ، 1 مل 19 :10 و14 ، مز 79 :5 ، إش 26 :11 ، 63 :15 ،حز     5 : 13 ، 23 : 5 ، 36 : 5 و6 ، 38 :19 ، 39 : 25 ) ، فالرب يغار على مجده وعلى شعبه وعلاقتهم به ، كما يغار الزوج على زوجه ( إش 54 :5 و6 ، إرميا 2 :2 ،هو 2 :19 ، انظر أيضاً حز 16 ، زك 1 : 14 ، 8 :3 ) . وقد قال الرب عن نفسه : " أنا الرب إلهك ، إله غيور " ( خر 20 :5 ، انظر أيضاً خر 34 :24 ، تث 4 :24 ،6 :15 ، 29 : 20 ، يش 24 :19 ) . كما يقول الرب عن نفسه كالديان ، إنه " لبس الانتقام كلباس ، واكتسى بالغيرة كرداء ... هكذا يجازى مبغضيه سخطاً وأعداءه عقاباً " ( إش 59 :17 و18 ، 63 : 3-6 ، انظر أيضاً صف 1 :18، 3 : 8 ، رؤ 6 :15 –17 ) .
ويسجل العهد القديم غيرة رجال الله الأتقياء على مجد الرب ، مثل " فينحاس " الذي غار غيرة الرب وقتل المرأة المديانية ورفيقها الإسرائيلي ( عد 25 :6-13 ، مز 106 : 30و31 ) . وغيرة " إيليا " الذي قتل أنبياء البعل والسواري ( 1مل 19 : 10 و 14 ) ويا هو الذى أخآب وقتل جميع أنبياء البعل وكل عابديه ( 10 :9-26 ) . ويقول المرنم بروح النبوة عن الرب يسوع المسيح : " غيرة بيتك أكلتني " ( مز 69 :6 انظر يو 2 :17 ) .

اولا: الغيرة بالمفهوم السلبي الغيرة القاتلة

هي عاطفة أنانية هي حالة تشأ عن عدم الثقة والشك أو من المنافسة . الغيرة لها ألوان عديدة فربما تكون هي الخشية من فقدان الشي أو الشخص الذي نحبه لذلك تولد الغيرة في نفوسنا خوف مثال : في حفل زواج تقابلت سيدة متزوجة في الحفل بصديق لها كان في الشغل أو المدرسة أخذت تراجع معه ذكريات الماض لاحظ زوجها أنها تتكلم مع شاب وتضحك معه يبدأ عنده الغيرة أو الشك ماذا بين زوجته وهذا الشاب لانه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل امر رديء.  يعقوب 3:16.

الغيرة تغزو فريستها وتعلق بذهن صاحبها وتتغلغل في شخصيته حتى لا تدع جانبا من جسمه أو عقله يخلو منها الغيرة قد تصل بصاحبها إلي حد الجنون وقد تدفعه ان يرتكب جريمة قتل كلما تركنا لها المجال تسيطر علي تفكيرنا وعلي أعصابنا. مثال : سلبي شاول 1صموئيل 18: 6 – 8 وكان عند مجيئهم حين رجع داود من قتل الفلسطيني ان النساء خرجت من جميع مدن اسرائيل بالغناء والرقص للقاء شاول الملك بدفوف وبفرح وبمثلثات.7 فاجابت النساء اللاعبات وقلن ضرب شاول الوفه وداود ربواته. فاحتمى شاول جدا وساء هذا الكلام في عينيه وقال اعطين داود ربوات واما انا فاعطينني الالوف.وبعد فقط تبق له المملكة.

الغيرة والحسد: يوجد ارتباط بين الغيرة والحسد لان كلاهما يحتوي علي الغل والحقد فالحسد ينتج عن أحساس بعدم الكفاية شعور النقص ،ولكن الغيرة أسوا من الحسد وأقوي منه وأخطر لأنه مرتبط بالخوف الغيرة تبني علي الحسد إلا انه قد يأتي الحسد أولا ثم تتبعه الغيرة وقد تأتي الغيرة ثم تجر في أذيالها الحسد والناس عموما يرفضون أن يوصفوا بالغيرة أو بالحسد لكن مرات تقبل تعبير هذا يغار أفضل من انه حاسد مثال: فتاة جميلة دعوت لحضور حفلة فأخذت وقت طويلا في شراء أجمل فستان حتى تذهب الي الحفل وكانت تحس بأنها عندما تذهب إلي الحفل سينبهر الكل بفستانها   .ذهبت هذه الفتاه إلي الحفل فكانت هناك سيدة تلبس فستانا أخر أجمل من فستانها جذب أنظار جميع الموجودين فلم يلتفت احد إليها فامتلأت بالغل فقد افسد الحسد متعة الحفل.

الغيرة تولد ألاحساس بأن الإنسان اقل من غيرة، او من معاملة الآخرين له انه اقل من غيره فانه عامله الآخرين علي انه اقل قيمة تولد لدي الشخص في أعماقه مشاعر الغضب والبغض والكراهية عاطفة الغيرة تجر معها مشكلات عديدة مز1:1 لا تغر من الاشرار ولا تحسد عمّال الاثم.

الغيرة تولد والشك
تنشأ الغيرة من عدم الثقة بالنفس يرافقها الشك القاتل متى دخل الشك حياة إنسان عرضها لمشاكل عديدة .فالشخص الشكاك شخص تقلقه النظرة البريئه وتحيره الكلمة العابرة وتذهله الأشارة البسيطة فهو يفسر اللفته العابره بالخيانه يصف التعليق العادي بالغدر الشك يدفع الي الوساوس دون مبرر معقول ويثير القلق دون اساس كم من جرائم ارتكبت بسبب الشك.
مز 37:7 انتظر الرب واصبر له ولا تغر من الذي ينجح في طريقه من الرجل المجري مكايد. لان الغيظ يقتل الغبي والغيرة تميت الاحمق ايوب 5:2.

من احدى قصص الغيرة السلبية في الكتاب المقدس في سفر عدد12 نرى في الآية الأولى ما يمثل السبب المباشر لهجوم مريم على موسى، وهو زواج موسى من المرأة الكوشية (الغيرة لربما لأن الله كلم موس او ان مريم لم تكن متزوجه وغارت كيف كوشية تزوجت وهي الجميلة بعدها عانس)، بينما الآية الثانية تمثل السبب الحقيقي، إذ قالت: "ألم يكلمنا (الرب) نحن أيضاً"؟ لقد أراد كل من مريم وهارون أن يخفيا السبب الحقيقي بسبب آخر ظاهري وسطحي، لكن كلمة الله فضحت الدوافع. حقاً إن كلمة الله تميز أفكار القلب ونياته عب 4: 12 . لو كان قصد مريم خير أخيها لتكلمت معه مباشرة. أما أنها تكلمت عنه، فهذا تشويه لصورة رجل الله. ولقد تجاوزت مريم حدودها، وقدّرت نفسها أكثر مما يجب، واعتبرت نفسها نداً لموسى، واعترضت على تمييز الرب لموسى في تعامله معه عنها. وبالتالي فيمكن القول إن الذي حركها بالأسف ليس مصالح أخيها، ولا مصالح شعبها، بل الغيرة المُرَّة. لكنها عملت ـ كما نعمل نحن أيضاً كثيراً ـ أن نغلف أعمال الجسد الرديئة التي فينا بغلاف رقيق من الغيرة على مجد الله، ومجد الله هو أبعد ما يكون في هذا الأمر. ويا للأسف أنه قبل أن يظهر في المشهد قورح الشرير وتمرده في ص16، تأخذ مريم ومعها هارون السبق في هذا المضمار.

ومشكلة الغيرة والحسد، أن صاحبهما لا يقدر مطلقاً أن يحوّل عينه عن الشخص المحسود. وكل ما نظر إليه ازدادت غيرته المُرّة، حتى في لحظة ضعف يحدث الانفجار! ومن فضلة القلب يتكلم الفم، وتحدث الواقعة. وحقاً كما تكلم الحكيم: "مَنْ يقف قدام الحسد" امثال 27: 4.

ثانيا: الغيرة الحسنة:

وغالباً ما يتكلم الناس عن الغيرة بمعناها الرديء، ولكن الكتاب يتكلم عن أنه «حسنة هي الغيرة في الحُسنى كل حين »غلاطية 4: 18 والغيرة في الحسنى هي الغيرة «حسب المعرفة» وهي الغيرة «للمسيح» وليس لطائفة أو لجماعة معينة. مثل هذه الغيرة الحسنة التي عَبَّر عنها الرسول بولس بقوله للكورنثيين: «فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح» 2 كور 11: 2 . فمحبته للمسيح وللقديسين جعلته يغير لئلا يقف أي شخص أو أي شيء بينهم وبين المسيح. إنه لا يشفق على الذين بالتعاليم المُضلة يُبعدون القديسين عن المسيح أي مَنْ كان، فإن أتى رسول أو ملاك من السماء ليكرز بإنجيل آخر فليكن أناثيما غلاطية 1: 8.  لقد أراد أن يكون القديسون مُكرَّسين للرب يسوع وحده دون أن يسمحوا لأحد أن يحوِّل عواطف قلوبهم بعيداً عنه، وكانت رغبته أنه في يوم آتٍ، يقدمهم إلى الرب يسوع أنقياء من التعاليم الفاسدة المنتشرة آنئذ.

فلا خطأ في الغيرة المقدسة التي تدفع إليها التقوى ومخافة الرب والسعى لإكرامه . بل إن الله ينتظر من أولاده أن يغاروا على مجده ويطلب منهم أن يكونوا " غير متكاسلين في الاجتهاد . حارين في الروح ، عابدين الرب " ( رو 12 : 11 ) وقد بذل المسيح " نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة " ( تي 2 :14 ) . كما يطلب من المؤمنين أن يكونوا غيورين للمواهب الروحية لأجل بنيان الكنيسة " ( 1 كو 14 :12 ) . ويقول الرسول بولس عن نفسه إنه كان " أوفر غيرة في تقليدات آبائي " ( غل 1 :14 ) . كما يقول : " من جهة الغيرة مضطهد للكنيسة " ( في 3 :6 ، انظر أيضاً غل 1 : 13 ، أع 22 :3 ) لأنه كان يفعل ذلك " بجهل في عدم إيمان " ( 1 تي 1 :13 ) .

والمسيح في غيرته يقول «إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. فغرض الرب هو أن يرى غيرة ونشاطاً في حياة أحبائه للقيام بأعمال حسنة باسم الرب ولمجده. فهل غيرتنا تتجاوب مع شوق قلبه أم يضطر الرب لأن يقول لنا مراراً ما يقوله للاودوكي «كن غيوراً وتُب» (

شريعة الغيرة في العهد القديم

نقرأ في الأصحاح الخامس من سفر العدد أنه إذا حدث أن شك شخص في أمانة زوجته بدون دليل قاطع " فاعتراه روح الغيرة ، وغار على امرأته " ( عد 5 :11-14 ) ، كان الرجل يأتى " وامرأته إلى الكاهن ، ويأتي بقربانها معها عشر الإيفة من طحين شعير لا يصب عليه زيتاً ، ولا يجعل عليه لبانا ، لأنه تقدمة غيرة ، تقدمة تذَّكر ، تذكر ذنباً " ( عد 5 :15 9 ، أي أنها ليست مناسبة سعيدة ، لكي يعلن الله الحكم الصحيح في القضية الخطيرة المطروحة ، " فالغيرة قاسية كالهاوية " ( نش 8 :6 ) . وتقف المرأة أمام الرب مكشوفة الرأس ، ويجعل الكاهن " فى يديها تقدمة التذكار ، التي هي تقدمة الغيرة ، وفي يد الكاهن ماء اللعنة المر " ( عد 5 : 18 ) ، وهو ماء مقدس في إناء خزفي ممزوج بغبار من أرض المسكن " ويستحلف الكاهن المرأة بحلف اللعنة .. ويكتب الكاهن هذه اللعنات في الكتاب ثم يمحوها في الماء المر، ويسقي المرأة .... ويأخذ الكاهن من يد المرأة تقدمة الغيرة ويردد التقدمة أمام الرب ، ويقدمها إلى المذبح . وبعد ذلك يسقى المرأة الماء " فإن كانت خانت زوجها ، فإن أعراض اللعنة ( ورم البطن وسقوط الفخذ ) تظهر عليها ، أما إذا كانت بريئة ، فلا يصيبها شيء ( عد 5 :21-30 ) . ولم يكن على الرجل في الحالتين عقاب

 شريعة الغيرة في العهد الجديد

يقول بولس في غلاطية 5: 19 واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة20 عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة.
يعقوب يقول 3: 14 ولكن ان كان لكم غيرة مرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. 15 ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي ارضية نفسانية شيطانية. 16 لانه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل امر رديء. 17 واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء. 18 وثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام.

الحل ان نأتي عند كاهن نفوسنا العظيم يسوع المسيح طالبين المغفرة فماء اللعنة التي كان يسكبها الكاهن في القديم اخدها يسوع على نفسه لأنه مكتوب 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. فإذا اعترفنا يخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل ذنب. لذلك لتكن غيرتنا كما قلت فقط في الحسنى «حسنة هي الغيرة في الحُسنى كل حين »غلاطية 4: 18
والحسنى هي ثمر الروح كما يقول في غلاطية 5: 22 واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان 23 وداعة تعفف.ضد امثال هذه ليس ناموس. 24 ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات. 25 ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح.

اخي ممكن اسالك سؤال هل انت انسان غيور وحسود علي الأخرين اذا كانت اجابتك بنعم عندي حل لك اذهب الي الصليب وتامل جراح الحبيب الذي مات لاجلك كان مثال للحب والغفران هل تريد ان تتعلم منه قل معي يارب انا بحبك ولكن مرات الحسد والغيرة تملي القلب ولكن ان اطلب منك اليوم اجعل محبتك تغمر قلبي وتخرج كل انواع الحسد والغيرة في اسم المسيح.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا