هل ستعفي مدارسنا المسيحية الكنسية المحتاجين من أتباعها وأبنائها في اسرائيل كما فعلت البطريركية السريانية الكاثوليكية في لبنان لأبنائها السريان الكاثوليك؟ خصوصا وأنه هناك حالات عدة لمسيحيين محتاجين يشكون التكاليف في المدارس الكنسية مما أدى إلى تركهم لها بكل أسف.
بتاريخ ٢٩_ ٩ ٢٠٢١ صدر بيان إعلامي للبطريرك مار اغناطيوس يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي، يعفي بموجبه الطلاب السريان الكاثوليك الذين يتابعون دراستهم في بعض المدارس السريانية الكاثوليكية في لبنان، من كامل الأقساط والرسوم المتوجبة عليهم عن العام الدراسي الجديد ٢٠٢١ _٢٠٢٢ وذلك تحسسا من غبطته بالاوضاع الاقتصادية العصيبة التي يمر بها لبنان عامة وأبناء الكنيسة خاصة. مع الإشارة إلى أن هذا القرار يأتي للسنة الدراسية الثانية على التوالي.
عائلات عديدة في اسرائيل تسائلت عن مدى إمكانية حدوث أمر مماثل هنا في مدارسنا المسيحية، حيث شكت احدى العائلات من أن اولادها الثلاثه يتعلمون بمدرسه اهلية ولا يوجد خصم على الاغلب. بينما عبر رب أسرة عن تقديره للفتة البطريرك اللبناني آملا أن تشعر المدارس عندنا بأولياء الأمور وان تقدم المساعدة وخصوصا في هذه المرحلة.
وعبر ولي أمر آخر عن قناعته بالقول: في جميع المدارس المسيحية في الشرق الاوسط يجب أن يكون الطالب المسيحي معفي من الرسوم.
جدير بالذكر أنه وفي الضفة الغربية قام القنصل العام الفرنسي في القدس، السيد رينيه تروكاز، بتاريخ ٢١ أيلول/ سبتمبر بزيارة مدرسة البطريركية اللاتينية "الكلية الأهلية" ومدرسة راهبات مار يوسف في رام الله، حيث التقى بكافة الطواقم التعليمية وأكد على المساعدة المالية المقدمة من صندوق المدارس المسيحية في الشرق الأوسط.
لطالما كانت المدارس الكنسية مصدر قوة للمواطنين المسيحيين في إسرائيل، حيث تدعم تقاليدهم الدينية، وتزودهم بهوية منفصلة ومختلفة عن الهوية التي يحاول البعض فرضها، وتمنحهم فرصة للازدهار الاقتصادي، ولكن كل ذلك أصبح في خطر اليوم.
أخيرا، فإن "أقساط المدارس المسيحية الباهظة، ستعمل على المدى الطويل بحسب كثيرين على تهديد الوجود المسيحي بحد ذاته ضمن دولة إسرائيل".