أعلنت كنيسة إنجلترا في لندن يوم الخميس 18 أيلول/سبتمبر 2025 عن إطلاق برنامج استثماري واسع بقيمة 11 مليون جنيه إسترليني يهدف إلى تعزيز الرسالة المسيحية وتجديد العمل الرعوي في مختلف أنحاء البلاد. وتعد هذه المبادرة من أبرز وأكبر برامج الدعم الكنسي في السنوات الأخيرة، إذ تسعى إلى مواجهة التحديات التي تعيشها الكنائس المحلية في ظل تراجع الحضور التقليدي للحياة الطقسية والحاجة الملحّة إلى أساليب أكثر ابتكارًا للتواصل مع المجتمع.
سيوجَّه التمويل إلى شراكات رعوية محلية في مجالات متعددة تشمل العمل مع الشباب والأطفال من خلال برامج تربوية وروحية تسعى إلى ترسيخ الإيمان في الأجيال الناشئة، وتطوير الرعاية الرقمية عبر منصات إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي للوصول إلى فئات باتت بعيدة عن الحضور المنتظم في الكنائس، إضافة إلى تأسيس جماعات عبادة جديدة في ما يقارب 45% من الرعايا في مختلف أنحاء إنجلترا بهدف إعادة إحياء الحياة الكنسية المحلية.
وقال القس كريس سميث، أحد المشرفين على المبادرة، إن الهدف هو إحياء الحضور الكنسي وتجديد دور الإنجيل في المجتمع، مشيرًا إلى أن الكنيسة تسعى لأن تكون بيتًا مفتوحًا للأجيال الشابة ولكل من يبحث عن الرجاء وسط الظروف الاجتماعية الصعبة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه المجتمع البريطاني تغيرات عميقة انعكست على حياة الكنيسة، حيث تراجعت أعداد المشاركين في الخدمات التقليدية في مقابل تزايد الحاجة إلى أساليب جديدة للتبشير والرعاية وخدمة المجتمع. ويرى مراقبون أن هذا الاستثمار يمثل رسالة واضحة بأن الكنيسة لا تزال ملتزمة برسالتها الأساسية المتمثلة في حمل الإنجيل وخدمة الناس بمحبة وأمانة، وأنها تعمل على مواكبة التحولات التكنولوجية والاجتماعية بما يضمن استمرار حضورها الفاعل في قلب الحياة البريطانية.