أضحت عشرات القرى المسيحية الواقعة على الحدود بين العراق وتركيا ضمن قضاء زاخو في كردستان العراق فارغة من سكانها الذين نزحوا تاركين ورائهم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية هربا من القصف المدفعي والجوي الذي ينفذه الجيش التركي بدعوى محاربة حزب العمال الكردستاني.
وبحسب ما تابعت لينغا، فإن هذه المعارك شهدت احتدامًا ملحوظا منذ 17 يونيو الماضي، عندما أعلنت القوات التركية البدء بتنفيذ عمليات مخلب النمر لإنهاء تواجد مقاتلي الحزب داخل أراضي كردستان، وباشرت بشن قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة تزامنت مع إنزال للقوات الخاصة التركية في منطقة حفتانين التابعة لمحافظة دهوك.
قرية بيرسفي ذات الغالبية المسيحية التي تقع على بعد نحو 16 كيلومترا شمال قضاء زاخو، ورغم تعرضها هي الأخرى للقصف إلا أنها أصبحت الملاذ الآمن للنازحين المسيحيين الذين ينتظرون استقرار الأوضاع للعودة إلى قراهم وممارسة حياتهم.
الطائرات التركية شنت صباح أمس الجمعة غارات جوية استهدفت جبل لينكي في ناحية ديرلوك وجبل كوره جاري في ناحية شيلادزي وجبال ناحية دركار وجميعها تابعة لمحافظة دهوك.
وقال مصدر أمني في محافظة دهوك إن "الغارات لم توقع أية أضرار في صفوف المدنيين لكنها أسفرت عن وقوع أضرار مادية في الحقول والمزارع والمراعي داخل المنطقة".
وتزامنت المعارك والغارات الجوية المستمرة مع حدوث حالات نهب للأشجار المعمرة في المنطقة ونقلها إلى الجانب التركي. "مواطنو هذه القرى اجتازوا الحدود واقتلعوا الأشجار ونقلوها إلى الجانب التركي وباعوها في أسواقهم". وطالب المصدر الأمني العراقي بحماية القرى الحدودية ومنع أي تجاوز أو اعتداء عليها وتكثيف التواجد العسكري من حكومة إقليم كردستان العراق وحرس الحدود والجيش التركي على جانبي الشريط الحدودي، لمنع أي تجاوزات مستقبلية.