استنادا الى ماجاء بسفر التكوين التوراتي، وقصة تسلسل الخلق الربانية فقد خلق الله النباتات والاشجار قبل خلق الشمس، وهذا يثير تساؤلات بعض الناس، كيف تنمو الاشجار والنباتات وتصنع غذائها بلا ضوء شمس ؟ الجواب بسيط ،ويفسره الكتاب المقدس ايضا ، لقد خلق الله النور اولا، كانت الارض تستمد نورها من انوار السدم والنجوم التي تملأ الكون، وهذا النور كان كافيا لنمو النباتات والاعشاب والاشجار، والدليل ان الغابات الاستوائية الكثيفة والمتشابكة الاشجار ، لا يصل نور الشمس بكثافة الى ارضيتها و الى كل النباتات والاشجارالقصيرة التي فيها، لكنها تنمو وتواصل حياتها حتى تنافس الاشجار العالية بوجودها. وكذلك تنمو نباتات الضل داخل الغرف وتصنع غذائها من نور النهار الغير مباشر وحتى من الضوء الصناعي للمصابيح فقط دون ان تتعرض لضوء لشمس مباشرة وتستمر حياتها بشكل اعتيادي.
لكن حكمة الخالق تعرف ان النباتات والاشجار لا تكتفي بامتصاص غذائها ومائها من عناصر التربة فقط ومن الضوء الغير مباشر، بل ان الضوء الساطع والمباشر والحرارة المناسبة تفيد النباتات في تصنيع غذائها بنفسها بوجود مادة الكلوروفيل الخضراء حتى تزهر وتثمر . وان الضوء و الحرارة ضرورية لاستمرار الحياة بكل اشكالها على سطح الارض ، فخلق الشمس لتعطي ضوئها وحرارتها للنباتات والاشجار لصنع غذائها ولجميع الكائنات الحية الاخرى، وجعل الشمس على مسافة مناسبة من كوكب الأرض لتصل اليها حرارة معتدلة لا تحرقها ولا تجعلها تتجمد من البرد. رغم دوران الأرض وتغير موقعها حول الشمس . وتعمل النباتات بدورها بمنح جو الارض الاوكسجين الضروري لادامة الحياة ، وامتصاص غاز ثاني اوكسيد الكربون وتخليص الهواء من الغازات الضاره لتنقيته، كما ان الشمس وحرارتها هي مصدر داعم لوجود الحياة الحيوانية اضافة للنباتية والإنسان فخلق الشمس للعديد من الأسباب لأدامة الحياة.
اخبرنا سفر التكوين التوراتي ان الله خلق الكون اي السماوات والارض في ستة ايام .
ولم يخبرنا كم كان طول ذلك اليوم . فيوم الخلق المذكور في سفر التكوين ليس 24 ساعة كما نعرفه اليوم، انما اليوم في ذلك الوقت قد يكون طوله ملايين او مليارات السنين، فقد اخبرنا الكتاب المقدس في مزمور النبي داؤود 4:90 ان اليوم قد يكون الف سنة في الاية :
" لأن الف سنة في عينيك مثل يوم أمسِ بعدما عبرَ ، وكهزيع من الليل " .
وجاء في رسالة بطرس الرسول الثانية 8:3 " ولكن لا يخف عليكم هذا الشئ الواحد ايها الأحباء ان يوما واحدا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد "
الحياة سر كبير ليس من السهل معرفة كل اسرار الخلق. فمن يؤمن بالخلق الإلهي، ومن يؤمن بتكوين الحياة الأولى صدفة من خلية واحدة بمستنقع دافئ و تطورت الى خلايا متعددة مع ملايين السنين ثم انقسمت وتكاثرت و تحولت بفعل عوامل الطبيعة الى كائنات متنوعة كان عامل التطور البيولوجي هو الفعال فيها . واستمر التطور البيولوجي الى احياء اكثر تعقيدا منها اسماء و برمائيات و احياء برية وطيور وحشرات ثم الحيوانت الثديية التي تطورت حتىوصلت لمرحلة القرود العليا المنتصبة الظهر ، وخرج فرع منها تطور الى إنسان !
هذه افكار يقال عنها علمية لكنها الحادية وغير مثبتة علميا. لكن التطوريين اصواتهم عالية ولديهم وسائل نشر كثيرة فتمكنوا من ادخال هذه النظرية الغير مبرهنة الى الدراسات الجامعية على انها حقيقة ونشرها بكل وسائل النشر .
لكن لم يتمكن اي عبقري فيهم ان يقول كيف تكّون ال (دي أن أي) وكيف يخزن ملايين المعلومات الوراثية وينقلها من جيل الى جيل ؟ ولماذا وضعت العيون في الراس والأسنان في الفم وولماذا الاعضاء التناسلية الذكرية تتلائم في شكلها وتركيبها مع الأعضاء الأنثوية وموقعها بنفس المكان من الجسد في الجنسين .
انها صنع خالق مقتدر وليس من عمل الصدفة .