لماذا نلجأ لبائعي الوهم؟

مصطلحات غريبة وصعبة نسمعها كل يوم وتوحي لك كمؤمن ان هناك شيء لم تتوصل إليه بعد وعليك ان تختبره لتكون افضل وهذا وهم.
01 مايو 2022 - 09:50 بتوقيت القدس
لماذا نلجأ لبائعي الوهم؟

علوم الطاقة، السر، التعافي، التأمل الشرقي، البرمجة اللغوية العصبية، الشفاء من الصدمات... الخ

كلها عناوين براقة نجدها عندما نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والانستقرام وغيرها.

‏لماذا يتجه الناس وحتى في الكنائس اليوم إلى ما يُطلق عليه حتى من دُعاة علم النفس "بعلوم النفس المزيفة" والتي تحمل مثل هذه الأسماء الرنانة..

بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل وللأسف منهم مؤمنين غير ثابتين في كلمة الرب  يلجأون لتلك العلوم، منهم من يبحث عن نفسه، ويبحث عن معنى الحياة فيتجه لتلك المسميات على أمل إيجاد ما يشبع كيانه الروحي.

‏هذه التقنيات وما يصحبها من ممارسة هي خالية من اي اسس علمية، حتى باعتراف دُعاة علم النفس وهي تخلو من الصدق والأمانة، أما لماذا تلقى رواجاً بين العامة فلأنها:

‏.تقدم العلاجات والحلول السريعة: فعندما تقول للناس أستطيع أن اخلصكم من آلامكم خلال دقائق فإنك ستجذب انتباههم بالتأكيد.

.‏يميزها اللغة السهلة والبسيطة التي تصاحبها، فكلما كان ما تقدمه سهلا وسطحيا كان رواجه أكثر.

‏.غرابتها، فالناس تنجذب للأخبار الغريبة عن الطاقة، والشاكرا، والشفاء في دقائق، وحركات الجسم.

‏.الكاريزما والقدرة على التمثيل على اليوتيوب وإظهار التأثر والمشاعر وو..  

ماذا بخصوص المسيحية وعلم النفس؟

يقول وليم كيرك كيلباترك: إذا كنت تتحدث عن المسيحية، فمن الصدق القول أن علم النفس والدين عقائد منافسة. 

واقتبس من كتاب إد بالكلي "لماذا لا ينبغي ان يثق المسيحيون في علم النفس؟" حيث يقول في الجزء الثالث، هل يتوافق علم النفس مع المسيحية؟ ان علم النفس والمسيحية يُمثلان عقيدتين متصارعتين اذا تمسكت بقوة بأحدهما سيكون عليك ان ترفض الاخرى منطقيا. 

ويتابع: من المدهش ان معظم المدافعين عن الدمج هم من المسيحيين واكثر المدافعين الغيورين عن المشورة النفسية هم المعالجون المسيحيون، بينما اكثر النقاد الجادين للعلاج النفسي هم الاخصائيون والاطباء النفسيون الذين رأوا حجم الضرر التي سببته المنظومات التي اتبعوها. 

علم النفس بحسب الكاتب أعلاه أصبح دينًا يستبدل المسيحية بشكل تدريجي غير مباشر، وانا اتفق معه في ذلك. إنها الديانة السيكولوجية في القرن الحادي والعشرين والتي يمثل فيها العلاج النفسي طقسا اساسيا. 

ويضيف: هذا هو قناع الانسان الغربي لروحانية جديدة وفرصة الشخص المثقف ليمارس الدين تحت عباءة العلم. الاطباء النفسيون والمعالجين يسعون بطريقة او باخرى الى السلطة الكهنوتية التي مُنحت يوما الى رجال الدين. 

اذا اردت ان تعرف خطورة الدمج بين المسيحية وعلم النفس انصح بقراءة الفصل الثامن من الكتاب السابق ذكره

 أما بخصوص المشورة فيقول DAVID POWLISON 

إن نماذج المشورة المعيبة دائمًا ما تخطىء في طرق وأهداف المشورة. قد يقوم المشير بدور عالم الآثار الذي يكتشف ماضيك وداخلك لكي يعطيك بصيرة. أو قد يقوم المشير بدور الميكانيكي الذي قد يستبدل ما لا يعمل بشكلٍ مُرضي في مدركاتك وسلوكياتك. أو كالمدرّب الذي يضع خطة للعب من أجل حياة ناجحة ثم يقوم بتشجيعك. أو كصديق يقبلك تمامًا كما أنت. أو كالوالد الذي يسدد احتياجك النفسي للحب. أو كالفيلسوف الذي يقدم لك تفسيرًا معقولاً لحياتك بدون أي إله. أو كالطبيب الذي يصف لك دواءً لكي تشعر بتحسن. الحكمة الكتابية تعتبر المشورة أنها خدمة ذات قوة مُخلّصة بنعمة وحق يسوع المسيح. إن البصائر، والتحولات، والتشجيعات، وطرق الحياة الصحيحة بشكل مستمر تنبع من داخل علاقة الشخص به.

جميع مداخل المشورة، حتى تلك التي تدعو نفسها مسيحية أو كتابية، لابد من تقييمها بتأنّي. تلك الأسئلة الأربعة البسيطة تبنى التمييز ...

أولاً، كيف يتم تصوير الله؟

ثانيًا، كيف يتم ترجمة الطبيعة البشرية؟

ثالثًا، كيف يتم النظر/تشخيص الظروف؟

رابعًا، كيف يتم فهم أهداف وأنشطة المشورة؟

وهناك احتياج لكثير من التمييز! بينما أنت تتعلم أن تفكر جيدًا في نطاق تلك الحقائق، سوف تنمو في الحكمة سوف تجد أيضًا أنك ستنمو في البصيرة بشأن كل ما تنادي به الحكمة العالمية لأذنك، وولائك، وخدمتك.

 ما نحتاجه ليس خطوات للمشورة أو ما يُسمى بعلم النفس، لكن حاجتنا ان نكون تلاميذ للمسيح وهذا يكفي.

عندنا الكلمة النبوية وهي أثبت، فلماذا نلتفت لكلام العلم الباطل المتغير المتناقض مع نفسه، بحيث ان كل نظرية تهدم ما قبلها!.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا