الاستخبارات الألمانية تحذر من تضاعف أعداد السلفيين في ألمانيا

وقال المستشار في مكتب مكافحة الراديكالية «حياة»، كعان أورهون، في حواره لـ«دويتشه فيله»: «السلفيون الراديكاليون لم يعودوا حاضرين في العلن، لكنهم لم يختفوا، غالبية أنشطتهم تحصل الآن بعيدًا عن أنظار غالب
17 أكتوبر 2018 - 11:10 بتوقيت القدس
وكالات، لينغا

حذر المكتب الاتحادي لحماية الدستور (وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية)، في تقريره السنوي الصادر في يوليو الماضي، من تضاعف أعداد السلفيين في ألمانيا، حيث بلغ عددهم قرابة 11 ألف شخص، أي ضعف ما كان عليه عام 2013. ووفقًا لأجهزة الأمن الألمانية؛ فإن ما يقارب 3 آلاف من هؤلاء السلفيين يعيشون في ولاية شمال «الراين-فيستفاليا» غرب ألمانيا، ومن بينهم 832 سلفيًّا لديهم استعداد لاستخدام العنف، بينما يصنف أكثر من 250 آخرون بـ«الخطيرين أمنيًا».

وقال المستشار في مكتب مكافحة الراديكالية «حياة»، كعان أورهون، في حواره لـ«دويتشه فيله»: «السلفيون الراديكاليون لم يعودوا حاضرين في العلن، لكنهم لم يختفوا، غالبية أنشطتهم تحصل الآن بعيدًا عن أنظار غالبية المجتمع». ويعيش أكثر من ثلث مسلمي ألمانيا في ولاية شمال «الراين-فيستفاليا»، كونها ولاية صناعية يوجد بها الكثير من فرص العمل، وهو ما يفسر سبب استهداف التيار السلفي لهذه الولاية التي تشهد العديد من الفاعليات ينظمها السلفيون لترويج تفسيرهم الراديكالي للإسلام، ومن أشهرها حملة «اقرأ» المثيرة للجدل، فقد كان أعضاء التيار الإسلاموي المتشدد يوزعون في الأسواق ووسط مدن الولاية مصاحف مترجمة إلى اللغة الألمانية مجانًا.

ويعيش أكثر من ثلث مسلمي ألمانيا في ولاية شمال «الراين-فيستفاليا»، كونها ولاية صناعية يوجد بها الكثير من فرص العمل، وهو ما يفسر سبب استهداف التيار السلفي لهذه الولاية، وحظرت وزارة الداخلية الألمانية، مؤسسة سلفية تُسمى بـ«الدين الحق»، وهي المؤسسة الرئيسية المُنظمة لحملة «اقرأ». وقالت الوزارة في بيان لها: «إن هذه المنظمة تمثل إيديولوجية تدحض النظام الدستوري وتمجد الجهاد المسلح، وتُعد موقعًا فريدًا من نوعه في ألمانيا للتجنيد والتعبئة لإسلامويين ولأشخاص لهم دوافع للإرهاب يريدون السفر إلى سوريا والعراق». وتطرف عدد كبير من السلفيين الألمان، وسافر كثير منهم إلى المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وتقدر الداخلية الألمانية أعداد هؤلاء بنحو 300 شخص. ووفقًا للمكتب الاتحادي لحماية الدستور؛ فإن جميع منفذي الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية في ألمانيا تشبعوا بأفكار السلفية، ومنهم أنيس العامري الذي نفذ في 19 من ديسمبر 2016، هجومًا إرهابيًّا على سوق عيد الميلاد في وسط برلين، أسفر عن مقتل 12 شخصًا في أكثر هجوم إرهابي دموية شهدته ألمانيا حتى الآن. وكان «العامري»، يتردد باستمرار على مسجد جمعية سلفية تُسمى «دائرة الإسلام الناطقة بالألمانية في هيلدسهايم»، قبل تنفيذه الهجوم الدامي، وذلك وفقًا لما رصدته كاميرات المراقبة الخاصة بالمسجد خلال عام 2016. وقال مدير جهاز الاستخبارات في ولاية شمال «الراين-فيستفاليا»، بوركهارت فرايير، في حوار لصحيفة «شبيغل» الألمانية: «إن محاولات ضم المزيد من الأشخاص للتيار السلفي مازالت مستمرة من خلال اللقاءات الخاصة وعبر الإنترنت أيضًا، حيث يتم التواصل عبر واتس آب أو التليجرام، ورغم أن أعضاء التيار السلفي باتوا قليلي الظهور، لكنهم مازالوا ناشطين وتتطور تحركاتهم مع مرور الوقت».

وفي مقال له نشر على الموقع الإلكتروني لـ«دويتشه فيله»، أوضح الصحفي الألماني، هانس بفايفر، أن «تحركات السلفيين في البلاد مصدر قلق، لذلك على الأجهزة الأمنية أن تتابع تحركاتهم عن قرب، لابد أن يكون هناك اختراق لدوائر السلفية، ومتابعة نشاطهم». وأضاف «بفايفر»، أن «التطرف الإسلاموي واليميني يضغط على الأجهزة الأمنية، لكن ليس هناك بديل للتصدي لمحاولات بعضهم ارتكاب جرائم تهدد استقرار المجتمع الألماني». ومنذ تأسيس حركة «بيجيدا» في مدينة «دريسدن» عاصمة ولاية ساكسونيا، على يد الناشط «لوتز باكمان»، أواخر عام 2014، يشهد تيار اليمين المتطرف في ألمانيا حضورًا قويًا في المشهد السياسي بالبلاد، مستغلًا أزمة لجوء مواطنين من دول تواجه صراعات بمنطقة الشرق الأوسط لدول أوروبية، وحصل حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف على 10% من الأصوات في انتخابات البرلمان المحلي في ولاية بافاريا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا