المئات من سكان شمال شرق نيجيريا لقوا مصرعهم في هجوم عنيف شنه تنظيم بوكو حرام الاسلامي الارهابي على بلدة باغا المتاخمة للحدود مع تشاد. غالبية بيوت البلدة حُرقت، نسائها خُطفت وجثث الضحايا مكدسة في شوارع البلدة.
التقارير المحلية عن عدد الضحايا القتلى متناقضة ولكن وفقا لمنظمة العفو الدولي فإن "بوكو حرام الاسلامي يرتكب اكبر مجزرة له، عدد الضحايا قد يصل الى 2000 شخص. المتمردون هاجموا مؤخرا ما لا يقل عن 11 بلدة وقرية، ذبحوا السكان، خطفوا النساء والفتيات واشعلوا النيران في المنازل."
ويعتبر الهجوم الاخير الذي ارتكبه التنظيم يوم الاربعاء، اكبر هجوم للجماعة الارهابية. كان موجها ضد سكان باغا على ضفاف بحيرة تشاد.
ولم يبق من المدينة التي بلغ عدد سكانها 10,000 نسمة وجود، غالبية بيوتها حرقت وتشرد سكانها الى البلاد المجاورة هربا من ارهاب المسلمين من بوكو جرام الساعين الى اقامة دولة خلافة اسلامية بالقتل والارهاب.
وقال احد سكان البلدة الناجين "غالبية بيوت البلدة التي بلغ عدد سكانها 10 الاف نسمة اختفت بكل بساطة".
وبسط التنظيم الاسلامي سيطرته على المنطقة المحيطة بالبلدة واقام الحواجز على الطرقات المؤدية الى البلدة. النساء الهاربات من البلدة اخبرن عن اختطاف بناتهن التي تتراوح اعمارهن بين 10 – 20 سنة.
وقال رئيس الدولة الاتحادية، بورنو، ان معظم ضحايا الهجوم كانوا من الاطفال والنساء وكبار السن الذين لم يتمكنوا من الفرار مع دخول مسلمي التنظيم الارهابي الى بلدة باغا.
وقال المتحدث باسم جماعة الدفاع المدني التي تقاتل تنظيم بوكو حرام، محمد آبا جاوا، ان كمية الدماء التي سفكت على يد التنظيم كانت رهيبة، واضاف: " رجالي لا يستطيعون عد جميع الجثث او رعاية المصابين بجراحات بالغة، الذين قد يكونوا قد لقوا حتفهم الان ".
وتسيطر بوكو حرام الان على باغا وعلى 16 بلدة مجاورة لها.
وقال شهود عيان محليين انه على الاقل فر 20 الف شخص من سكان باغا وسكان القرى المحيطة ببحيرة تشاد من بيوتهم. غالبيتهم عبروا الى الحدود، 600 شخص علقوا على جزيرة في البحيرة بدون طعام او ماء او مأوى. وعلى الرغم من تدهور الوضع الامني الا ان الحكومة النيجيرية لم ترد على المجزرة. الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان تجاهل ذكر القضايا الامنية في حملته الانتخابية التي انطلقت يوم الاثنين الماضي (قبل يومين من المجزرة) امام الالاف من انصاره المبتهجين في لاغوس، العاصمة الاقتصادية لنيجيريا.
وتشن جماعة بوكو حرام الاسلامية حربا على سكان شمال نيجيريا المسالمين وعلى الحكومة النيجيرية التي يرأسها زعيم مسيحي منذ عام 2009 سعيا لاقامة دولة اسلامية.