قامت جمعية بيت النور للأعمال الخيرية في شفاعمرو بتنسيق فريق مُكوّن من 15 شخصاً من المؤمنين المسيحيين من عدّة كنائس في البلاد، وزيارة ما يُقارب الألفَيْ (2000) سوداني في سجن سَهرونيم (סהרונים) على الحدود المصرية في الجنوب، وذلك بهدف توصيل بشارة الإنجيل للاجئين الموجودين هناك والذين ضُبطوا أثناء تسلُّلهِم إلى إسرائيل هرباً من الحرب الأهليّة.
اجتمع أفراد الفريق حوالي الساعة الرابعة صباحاً واستقلّوا الحافلة متّجهين إلى سجن "سهرونيم"، ومع صلوات الكثيرين من المؤمنين في بلادنا وفي أنحاء العالم, سبقهُم الرّب وحضّر المكان والموجودين فيه من ضُباط, مسئولين, عاملين ولاجئين. فاستُقبِلوا أفضل استقبال، وقدّم لهم المسئولون يد العَوْن في ترتيب البرنامج ومُرافقتهم من قِسمٍ إلى آخر، فتْح الأبواب أمامهم وإحضار "النُزلاء" زرافاتٍ زرافات، وإعطاء أعضاء الفريق الوقت الكافي لمُشاركة المُغتربين جميعاً مهما كانت خلفيّاتهم، بالترنيم والتسبيح وتقديم كلمة الرّب بوضوح.
قام الفريق بعدها بتوزيع الكُتب المُقدّسة بلُغاتٍ يقرأها ويفهمها نُزلاء المكان، ثُم ودّعوهُم مُعطين كُلاًّ منهم هديّة مع ابتسامة ومُعانقة وكلمات تشجيع، ليثبتوا في القرار الذي اتّخذهُ العديد منهُم حين صلوا بدُموع وقبلوا الرب يسوع في قلوبِهِم مُخلِّصاً وفادياّ وربّاً على حياتِهِم.
كان تجاوب السودانيين مُشجعاً للغاية وقلوبهم منفتحة وعطشى لرسالة الإنجيل، لا سيّما بعد أن فهموا السبب والمعنى الحقيقي لعيد الميلاد، ممّا شجّع الفريق الزائر على التفكير والتخطيط لزيارة قريبة قادِمة، خاصّةً لقسم الأولاد والنساء حيث يُحَضِّر الفريق دُمى تحتوي على جَيْبْ يوضع بداخلِهِ تسجيل لترانيم وقصص من الكتاب المقدّس.
بعد هذه الخدمة المُباركة تناول الفريق طعام الغذاء، وتقدم الضُّباط المسئولون عن السجن بالشكر لجميع الذين شاركوا بهذهِ الزيارة، معربين عن تقديرهم لهذا العمل الإنساني والخيري، خصوصا وأن السودانيين بحاجة إلى دعم إنساني, نفسي ومعنوي بسبب ظروفهم الحالية الصعبة وجروحهم العميقة من مُعاناتهم خلال هربهم سيراً لمدّة أعوام للوصول إلى برّ الأمان وتحقيق الأحلام!!.
ومع البهجة العميقة التي غمرت أعضاء الفريق، لم يسعهُم إلاّ رفع صلوات بركة وحمد وشكر للرب الإله لأنّهُ استخدم آنيتَهُم الضعيفة وأعطاهُم الكلام عند انفتاح أفواهِهِم وبروح قُدسِهِ أيّد كلمته التي زرعت في قلوب كثيرة. فعادوا إلى بيوتِهِم جَذِلين ومُرنّمين:
"هذا هو اليوم الذي صنعهُ الرّب فلنفرح ولنتهلّل بِهِ"
يتقدّم طاقم بيت النّور بالشُكر الجزيل لكُلّ من أعطى من وقتِهِ وقلبِهِ واشترك في هذه الزيارة، ويطلب من جميع الإخوة والأخوات أن يرفعوهم بالصلوات أمام عرش النعمة خلال هذا الشهر المُبارك ليأتي بثمر خلال زياراتهم الجماعيّة ل 21 سجن في البلاد.