الموقف المسيحي تجاه قيام الدول الدينية الاسلامية

الربيع العربي جلب معه الحركات الاسلامية المختلفة التي تطلعت الى الوصول الى السلطة في عدة دول، ويبقى السؤال: ما هو موقف المسيحيين من قيام هذه الدول الاسلامية؟
12 مارس 2014 - 01:51 بتوقيت القدس
لينغا

شارك راعي الكنيسة العالمية في جامعة ييل، القس "جوزيف كامينغ"، مساء الثلاثاء 11 آذار \ مارس 2014 (اليوم الثاني من مؤتمر المسيح امام الحاجز 3)، شارك بمحاضرة عن موقف المسيحي تجاه قيام الدول الدينية.

القس جوزيف كامينغ
القس جوزيف كامينغ
تصوير LINGA

وابتدأ القس جوزيف كلامه عن خدمته في دولة موريتانيا، وهي دولة اسلامية فقيرة جدا، وقال انه رأى في هذه الدولة الاسلامية أفضل وأسوأ شيء ممكن ان يحدث بالدول الاسلامية، حيث تم اعتقاله لتبشيره بالمسيح ومن جهه اخرى شاهد 3 رجال شرطة يحمونه من 200 شاب متطرف ارادوا قتله وكان رجال الشرطة بدون اسلحة.

وقال ان الربيع العربي جلب معه الحركات الاسلامية المختلفة التي تطلعت الى الوصول الى السلطة في عدة دول، ويبقى السؤال: ما هو موقف المسيحيين من قيام هذه الدول الاسلامية؟
وقال ان البعض يعتقد ان جميع الجهات الاسلامية متساوية وتضطهد المسيحيين بشكل متساوي! وأكد ان هذا غير صحيح فهناك تفاوت حاد.

وقال القس جوزيف انه خلال السنوات الاخيرة زاد عدد المسلمين المتحولين الى المسيحية، وذلك بسبب الاضطهاد على المسيحيين، وقال ان عدد المسلمين الذين اتبعوا المسيح فاق عدد الذين امنوا بالمسيح عن طريق الارسالات المسيحية خلال العقود الماضية. فحركات داعش وجبهة النصرة ارعبت المسيحيين ولكنها جعلت المسلمين يهربون من دينهم.

اما  بالنسبة لمصر فقال: "ان المسلمين حموا المسيحيين اثناء الصلاة والمسيحيين أيضا حموا المسلمين اثناء صلاتهم في ايام الثورة. هذا يظهر ان العلاقات بين المسلمين والمسيحيين تعود لتكون جيدة كما كانت بالسابق.

في ظل حكم مرسي ظن الجميع ان الاخوان سيكونون الطف مع المسيحيين ولكن للاسف لم تقم الحكومة بحماية المسيحيين بل زادت من الطين بلة في العديد من الاحيان. ولكن عندما ثار المسلم والمسيحي ضد مرسي وتدخل الجيش ظن العديدين ان اوضاع المسيحيين ستتحسن ولكن للاسف زاد اضطهاد المسيحيين وحرق الكنائس.

مثال اخر العراق، كان هناك اضطهاد كبير على المسيحيين، ليس من قبل الحكومة الجديدة وانما بسبب الفوضى العارمة التي سببت في اثار سلبية جدا على المسيحيين وأدت الى هروب اعداد كبيرة منهم.

تركيا لديها تاريخ جيد جدا، قبل ان تأتي الحكومة الاسلامية المعتدلة كانت الحكومة المعتدلة تضطهد المسيحيين. معظم المسيحيين في تركيا صوتوا للاحزاب الاسلامية المعتدلة. المسيحيين في الوقت الاخير فقددوا ثقتهم بالحكومة الاسلامية المعتدلة بسبب سياستها الاقتصادية السيئة واسباب اخرى.

يعتقد البعض انه اذا حصل الاسلاميون على الحكم فلن يتخلوا عنه بسلام وهذا غير صحيح والاثبات هو تونس.

وذكر القس جوزيف كامينغ وثيقة الازهر، وقال انها كانت مهمة جدا والعالم لم ينتبه لذلك، وعرف الازهر على أنه المؤسسة الاسلامية الرئيسية في العالم الاسلامي قاطبة. بالنسبة ل 85 بالمئة من مسلمي العالم (السّنة) فان الازهر هو المرجع الاساسي.

وقال ان شيخ الازهر "احمد الطيب" المحبوب من المسحييين والمسلمين في مصر، قام باستخدام نفوذه ليجمع كبار الفقهاء للقيام بوثيقة تسمي وثيقة الازهر، وهي وثيقة تضمن حقوق الانسان وتم اضافتها الى الدستور المصري الجديد. فيها حرية الدين، حرية التعبير، حرية البحث وحرية الابداع الفني. الحرية الدينية: لكل فرد له الحرية ان يعتنق ما يشاء. وقال: " لا اعتقد انه يوجد اي مسيحي يرغب في دستور أفضل من هذا! المصريون فهموا هذا النص ولكن العالم لم ينتبه اليه".
وتطرق القس جوزيف الى الروايات التي اعتبرها مسيئة، وقال: " هناك رواية سيئة تقول ان اسرائيل هي الافضل والاضمن لحريات المسيحيين الفلسطينيين، ويدعون ان المسيحيين يضطهدون من جيرانهم المسلمين وانه لو لم يأت الاحتلال لحمياتهم لقام المسلمين بتدميرهم. ويعتقدون هؤلاء ان اسرائيل هي العقبة الوحيدة لحماية المسيحيين من الدمار. هذا ما اسمعه باستمرار في امريكا. الفلسطينييون يستغربون من هذه الفكرة."

واشار الى روايات خاطئة اخرى التي تقول ان المسيحيين يقفون ضد الفلسطينيين وبالتالي هم ضد الاسلام ويقاومونه. واكد ان الخلاف الفلسطيني الاسرائيلي يؤثر على المسيحيين في كل العالم وحتى تجاه المسيح نفسه.

وقال ان الجزء الكبير الذي يحرك الاسلام الريديكالي هو غضبهم تجاه اسرائيل التي احتلت فلسطين. وردة فعلهم هي ان يقتلوا المسيحيين العرب وكأن المسيحيين هم الذين يُعاقبون على احتلال اسرائيل لفلسطين.

وفي نهاية المحاضرة تسائل القس جوزيف، كيف نتجنب القتل من قبل المسلمين المتطرفين؟ ام كيف نشاركهم برسالة المسيح حول النعمة والمغفرة؟ اظن ان معظم المسيحيين يفكرون كيف نحمي أنفسنا منهم. قال يسوع: " ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها.ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها". اي اذا ركزنا على سلامنا فسنخسر أنفسنا واذا تبعنا المسيح فسنستمر. "لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج لان الخوف له عذاب واما من خاف فلم يتكمل في المحبة". المسيح وضع نفسه من اجلنا وعلينا ان نضع انفسنا من اجل المسلمين.


لمشاهدة كل صور المؤتمر،ادخلوا الى البوم صور المسيح امام الحاجز 3

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا