المسيحيون في اسرائيل وأزمة الهوية بعد الربيع العربي

المسيحيون العرب في اسرائيل يعيشون كأقلية داخل أقلية، نسبة المثقفين العالية مع الحرية الدينية خلقت نوعا من النفور لديهم. حياتهم الاجتماعية اليومية اقرب الى حياة المجتمع اليهودي منها الى الاسلامية
29 ديسمبر 2013 - 20:02 بتوقيت القدس
لينغا

المسيحيون العرب في اسرائيل يعيشون كأقلية داخل أقلية، نسبة المثقفين العالية مع الحرية الدينية خلقت نوعا من النفور لديهم. خاصة ان حياتهم الاجتماعية اليومية اقرب الى حياة المجتمع اليهودي منها الى الاسلامي.

على مدار عدة سنوات متتالية، يحصل المسيحيون العرب على اعلى نسبة تعليمية مقارنة مع كل المجتعات المختلفة التي تعيش بالدولة العبرية، بمن فيهم الطلاب اليهود.

ويشكل المسيحيون 2% فقط من تعداد السكان في اسرائيل، حوالي 161 الف مسيحي، 80% منهم مسيحيين عرب.

ويصل عدد المسيحيون العرب في كل أنحاء العالم الى حوالي 30 مليون نسمة، غالبيتهم يعيشون في دول الشرق الأوسط.

قبل عشر سنين، عاش في العراق مليوني مسيحي، اليوم عددهم لا يزيد عن نصف مليون. في سوريا عاش قبل ثلاث سنوات مليون ونصف مسيحي، بسبب الصراع القائم بين النظام وقوات المعارضة هرب الكثير منهم، وأعداد كبيرة ذبحت على يد المسلمين المجاهدين أو تحوّلوا للاسلام حفاظًا حياته وحياة عائلاتهم. الاخوان المسلمون يضطهدون المسيحيين الاقباط بمصر، ويخطفون بناتهم واولادهم. المسيحيون في اسرائيل يعرفون اليوم من هو عدوّهم الأكبر.

هذه التغييرات والاحداث المتسارعة في الشرق الاوسط جعلت المثقفين المسيحيين يفكرون مرارا في هويتهم، وبدأ موقفهم يتغيّر من ناحية اسرائيل، عدد المجندين المسيحيين بالجيش الاسرائيلي بارتفاع.

لقد فهم المسيحيون ان الوحدة العربية ما هي الا اسطورة من الاساطير المروّية، الملايين منهم هاجروا الى الدول الغربية ليحصلوا على حياة أفضل وكرامة.

هناك قسم آخر من المسيحيين الذين ينظرون الى انفسهم كأنهم فلسطينيين ويفتخرون بعروبتهم ولكن في نفس الوقت يرون الاختلاف الواسع والعميق بينهم وبين المسلمين.

مع كل هذه التغييرات التي ذكرناها، يبقى الصراع قائمًا حتى بين المسيحيين انفسهم، وسط رجال الدين وبين السياسيين، منهم من ينكر الهوية الفلسطينية ومنهم من يتمسك بها، منهم من ينكر انه عربي ويدعي ان العائلات المسيحية اجبرت على تكلم اللغة العربية مع احتلال العرب (من شبة الجزيرة العربية) للبلاد منذ مئات السنين، ومنهم من يتمسك بعروبته.

مع كل الجدل والنقاش وازمة الهوية التي طافت هذه الايام على الساحة القومية، يتفق الغالبية على ان الحياة في اسرائيل أفضل من اي دولة عربية اخرى.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. مؤمن جليلي 30 ديسمبر 2013 - 07:17 بتوقيت القدس
وأخيراً كلمة حق وأخيراً كلمة حق
وأخيراً قيلت كلمة الحق في موقع linga عن المسيحيين العرب.
1.1. د. خالد 30 ديسمبر 2013 - 13:01 بتوقيت القدس
كلام غير دقيق
... ان حياتهم الاجتماعية اليومية اقرب الى حياة المجتمع اليهودي منها الى الاسلامي" هذا كلام غير صحيح ويعبّر عن التوجه الصهيوني عند ضعاف النفوس مع العلم أن ألطقوس الأسلامية تتشابه كثيرا مع طقوس التلمود اليهودي وعدد المنخرطيف في الجيش منهم أكثر بكثير من المسيحيون. وإن كانت حياة بعض الأقلية من الأثرياءالمسيحيين أفضل من غيرهم هذا لا ينفي الحقيقة بأن معظم المسيحيين تحت خط الفقر
2. مسيحي 31 ديسمبر 2013 - 12:39 بتوقيت القدس
الى رقم 1.1 الى رقم 1.1
"هذا لا ينفي الحقيقة بأن معظم المسيحيين تحت خط الفقر" من اين هذه المعلومة؟؟؟؟؟
3. اردني 31 ديسمبر 2013 - 19:48 بتوقيت القدس
وجهة نظر محايدة وجهة نظر محايدة
أعتقد أن ما جاء في المقال صحيح فإسرائيل الدولة لا تمانع احد من المجاهرة بدينه ولا يوجد خوف لدى المسيحيين من المستقبل بعد أن شاهدوا ما حصل للمسيحيين في العراق وسوريا وأضيف بأن المسلمين أيضا يتمتعون بامتيازات ليست موجودة في الدول العربية فقد قابلت مسلمين من إسرائيل تركوا الإسلام واعتنقوا المسيحية ولا يخافون على حياتهم هذا إضافة الى التأمينات الاجتماعية والصحية المتقدمة التي يحصل عليها الجميع أما من الناحية الاقتصادية فطبيعي أن يكون لليهود الريادة في الثراء فهم يتقدمون في هذا المجال على غيرهم حتى في دول أخرى , من يعيش في إسرائيل ويحصل على هذه المزايا عليه واجب تقديم الولاء للدولة وخدمتها ويخطيء من يتردد .
قد يهمك ايضا