المسيحيون العرب في اسرائيل يعيشون كأقلية داخل أقلية، نسبة المثقفين العالية مع الحرية الدينية خلقت نوعا من النفور لديهم. خاصة ان حياتهم الاجتماعية اليومية اقرب الى حياة المجتمع اليهودي منها الى الاسلامي.
على مدار عدة سنوات متتالية، يحصل المسيحيون العرب على اعلى نسبة تعليمية مقارنة مع كل المجتعات المختلفة التي تعيش بالدولة العبرية، بمن فيهم الطلاب اليهود.
ويشكل المسيحيون 2% فقط من تعداد السكان في اسرائيل، حوالي 161 الف مسيحي، 80% منهم مسيحيين عرب.
ويصل عدد المسيحيون العرب في كل أنحاء العالم الى حوالي 30 مليون نسمة، غالبيتهم يعيشون في دول الشرق الأوسط.
قبل عشر سنين، عاش في العراق مليوني مسيحي، اليوم عددهم لا يزيد عن نصف مليون. في سوريا عاش قبل ثلاث سنوات مليون ونصف مسيحي، بسبب الصراع القائم بين النظام وقوات المعارضة هرب الكثير منهم، وأعداد كبيرة ذبحت على يد المسلمين المجاهدين أو تحوّلوا للاسلام حفاظًا حياته وحياة عائلاتهم. الاخوان المسلمون يضطهدون المسيحيين الاقباط بمصر، ويخطفون بناتهم واولادهم. المسيحيون في اسرائيل يعرفون اليوم من هو عدوّهم الأكبر.
هذه التغييرات والاحداث المتسارعة في الشرق الاوسط جعلت المثقفين المسيحيين يفكرون مرارا في هويتهم، وبدأ موقفهم يتغيّر من ناحية اسرائيل، عدد المجندين المسيحيين بالجيش الاسرائيلي بارتفاع.
لقد فهم المسيحيون ان الوحدة العربية ما هي الا اسطورة من الاساطير المروّية، الملايين منهم هاجروا الى الدول الغربية ليحصلوا على حياة أفضل وكرامة.
هناك قسم آخر من المسيحيين الذين ينظرون الى انفسهم كأنهم فلسطينيين ويفتخرون بعروبتهم ولكن في نفس الوقت يرون الاختلاف الواسع والعميق بينهم وبين المسلمين.
مع كل هذه التغييرات التي ذكرناها، يبقى الصراع قائمًا حتى بين المسيحيين انفسهم، وسط رجال الدين وبين السياسيين، منهم من ينكر الهوية الفلسطينية ومنهم من يتمسك بها، منهم من ينكر انه عربي ويدعي ان العائلات المسيحية اجبرت على تكلم اللغة العربية مع احتلال العرب (من شبة الجزيرة العربية) للبلاد منذ مئات السنين، ومنهم من يتمسك بعروبته.
مع كل الجدل والنقاش وازمة الهوية التي طافت هذه الايام على الساحة القومية، يتفق الغالبية على ان الحياة في اسرائيل أفضل من اي دولة عربية اخرى.