تهنئة من رئيس مجمع الكنائس الإنجيلية بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة
الى القديسين المفديين بدم يسوع المسيح في الكنائس الإنجيلية
نعمة وسلام لجميعكم,
في هذه الأيام نتذكر ترنم الملائكة التي حملت اعظم بشرى اعلنتها السماء,اذ جاء جمهور من الجند السماوي ليعلنوا ولادة المخلّص,والمثير ان الملائكة لم تذهب الى روما او اثينا او حتى الى اورشليم ,لا الى الأقوياء او الحكماء او رجال الشريعة, فهم لا يستحقون هذه البشارة المقدسة فمقاصد الله لا تُعلن لقوم معاندين لكن لأتقيائه وخائفيه, "لأن سر الله لخائفيه", بل ذهبت الملائكة الى مجموعة من الرعاة المتضعين فالرعاية هي مهنة شريفة ومتواضعة, يسوع نفسه قال "انا هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف".
فبشرت الملائكة بفرح عظيم:انه قد ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب. وظهر بغتة جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة".
هذا هو اللحن الذي لم يسمعه الملوك في القصور ولا رؤساء الكهنة في الهيكل لكن سمعه الرعاة الساهرين على رعيتهم, وهنا اريد ان اهنئ جميع الرعاة والقسس والخدام في الكنائس بهذه المناسبة واصلي ان يعطيكم اله المجد, القوة والقدرة والفرح في خدمتكم اليومية وليبارك عائلاتكم وكنائسكم.
ايضا ارسل الله ملائكته للضعفاء والمحتقرين واظهر محبته للمشتاقين والمنتظرين, نشكر الله لأنه افتقد شعبه وملئنا بمحبته ,لأن الله محبة, ورغم اننا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه لكنه بحث عنا وما زال يفتقدنا كأفراد, ليس بالكلام لكن بصنع الفداء, اذ جاء الينا بنفسه وصنع تطهيرا لخطايانا اذ دخل مرة واحدة الى الأقداس فوجد فداءَ ابديا . اهنئ اخوتي واخواتي فردا فردا في جميع الكنائس متمنيا لكم الفرح والسلام في ظل رئيس السلام.
بالفعل لقد عظم الرب العمل معنا ووحدنا كجسد واحد في هذه البلاد تربطنا معا وحدة الإيمان والخدمة المقدسة والرؤيا المشتركة. اشكر الهي اننا عائلة انجيلية واحدة لها نفس الهدف وتتخذ الكتاب المقدس دستور لها . فالمجمع يضم اليوم اكثر من ثلاثين كنيسة محلية من مختلف العائلات الإنجيلية (الكنيسة المعمدانية والكنيسة الخمسينية وكنيسة الإخوة وكنيسة الناصرييين) بالإضافة الى عشر هيئات انجيلية تخدم في عدة مجالات, وجميعنا نعمل بتناسق وتناغم ووحدة في كافة المجالات, لذلك نستطيع ان نرنم مع صاحب المزمور ونشكر الله ونقول: كللت السنة بجودك واثارك تقطر دسما.
ونحن على اعتاب عام جديد دعونا نحب بعضنا بعضا كما اوصانا الكتاب: "طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء,فأحبوا بعضكم بعضاَ من قلب طاهر بشدة", ولنضاعف جهودنا في الصلاة وتوصيل البشارة لكل محتاج ولتكن سنة 2009 سنة تكريس وعمل بل سنة ثمر وحصاد واله السماء يعطينا النجاح.
لتكثر لكم النعمة , وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع
وكل عام وانتم بخير.
اخوكم منذر نعوم
مجمع الكنائس الإنجيلية في اسرائيل