أقام مركز كيميديا للثقافة والفنون ومركز الخط العربي أمسية فنية بمناسبة انهاء فعالياته للعام 2011-2012 يوم الثلاثاء 12.6.2012 الساعة الخامسة مساء تضمن معرض الخطوط العربية ومعرض الرسم التشكيلي والمسرح لطلاب المركز وايضا معرض الفنان كميل ضو الثابت.
بدأ عريف الحفل الاستاذ فادي ضو بالترحيب بالضيوف الكرام ورحب بالمحامي السيد مصلح قبلان مدير دائرة الثقافة والفونو في الوسط الدرزي والشركسي والبدوي، ودعاه لإلقاء كلمته وجاء فيها: "رغم معرفتي بمدير المركز منذ فترة قصيرة، لكن كان هنالك تواصل بالرؤيا وقد فتح الأخ كميل ضو أمامي أبوابا للتعامل والصلة حين زيارتي للمركز، ودهشت من روعة هذا الفن- فن الخط العربي. ان اي امة بدون تاريخ لا يمكن ان تتطور، من خلال الفن انت تعرف الشعوب وحضارتها. ورغم الصعوبات والتحديات التي نعيشها كعرب في هذه البلاد، فهذا امر رائع ان نرى من خلال هذا المركز وهذا الفن، اقتراب احدنا بالاخر والتعرف اكثر على انسانيتنا. ونحن كشعب عربي نستطيع ان نظهر طاقاتنا العلمية والفنية، ونبهر العالم وذلك من خلال استخدام طاقاتنا لمصلحة شعبنا والشعوب الاخرى. ولكن علينا ان نكرم الآخر وان نضحي لكي نصل الى هذا. وفي مركز كيميديا شاهدت التواصل الابداعي سواء من خلال عمل طلاب المدارس او عمل الكبار والمعلمين. وهذا شيء رائع يجب ان نباركه ونقوية.
اتيت اليوم وانا اريد ان أقول اتيت لكي اخدم ولكي ادعم هذا المركز الثقافي لتطويره. نبارك هذا العمل من دورات الخط وتعليم الرسم والمسرح والى الامام نحو تواصل أكبر.
ثم تلاه الأديب والشاعر الاستاذ رشدي الماضي حيث ركز على اعمال الفنان كميل ضو فقال:" كميل و"الضاد" توأمة فنية – فنية الحرف واوعي الجمالي به ومداعبة صهيله الداخلي، احجار الزاوية التي توصل اللغة الى قمة السمو، حين تأتي لوحات ابداعية مفعمة بنبض الحياة، لوحات ما ان تلقي بشباكها حتى تصطاد اللغة وطنا ليس "طريدا" ولا "شهيدا"!!
أعرف يا مبدعي انك مليء بالطاقات والمواهب والمشاعر والأحاسيس القوية المتدفقة، وهذا ليس بغريب على كميل، الذي أصبح مشروعا فنيا شخصيا، ورحلة في فضائات الحرف لا يقوم بها الا مسافر خلاق وحده. ولأن الفن هو جوع الى واقع زمن جميل، أعترف... فأقول: يلذ لي جوعي الى خبز ابداعك، وظمأي الى تدفق شتاء الوانك التي تنفض الحروف فوق الورق لتحط لوحة مشبعة بالمطر. أحترفت ركوب صهوة الضاد، حتى تدرك مبتغاك، وما من زاد لديك غير اللغة والخيال وااون والريشة والقلم لترسم الحروف لوحات، ترفض ان تغادر عناوين تضاريس الوطن، كي تجعل منها لحظات ابداعية تنضح بالجمال. با مبدعي!! الحق الحق اقول لك لم تكمل بعد لنا "مشروعنا" الفني ولم تتمم علينا "نعمة" ابداعك، اذا: واصل الخروج كل صباح، وابتع لك قلما وورقة، حبرا ولونا، فأنت وحروفك توأمة فنية، توأمة لا تلد سوى لوحات هي فاتحة شبابيك الجمال المغلقة، وأبواب مدن الأمل غير القلقه... ودوما الى ألأعلى تحليقا في سلم العلا".
وقد اعتذر عريف الحفل باسم الاستاذ الفنان مارون قعبور عن عدم تمكنه الحضور وقد بعت بكلمته لتقرأ امام الحضور، قال فيها:" أيها الحفل الكريم، سأنطلق من "حقيقة" أومن بها، وهي أن حياتنا لا يُمكن أن تكون غنيّة إلا بغنى فُنونها، وبأن الفنون، بمختلف أشكالها، ينبغي أن تكون أساسًا للرتبية والتعليم في كل مدارسنا. هذه "الحقيقة" أكّدها فلاسفة كثيرون، في مُقدّمتهم الباحث الإنجليزي في قضايا التربية والجمال، هربرت ريد (Herbert Read: 1893-1968).إن تربية الطفل والتلميذ لن تكون متكاملة إلا إذا كانت الفنون جُزءًا لا يتجزأ من التعلّم والتعليم اليومي له، ذلك لأن الفن هو التعبير عن الحياة بكل أبعادها.
تبرز أهمية التربية الفنيّة في جوانب عديدة من حياة الطفل، من أهمها: مساعدته في نُموّه العاطفي والفكري والبدني والإدراكي والاجتماعي. وتُسهم هذه التربية أيضا في تهذيب ذَوقه وتُنشّط قُدراته الإبداعية، وتُنمّي لديه العديد من المهارات وتهتم أيضا بصقلها. إنها تُسهم كذلك في تكوين مفاهيم حياتية مهمة في ذهنه. باختصار، فإن التربية الفنية تبغي بناء طفلٍ ذي صحة عقلية ونفسية وبدنية سليمة.
أضف إلى ذلك، أن دَور لغة الأم في تعليم الطفل والتلميذ، هو أساس كل تعلّم وإدراك، وهو الأساس في بناء منظومة تفكير الطفل وفِكره وحتى منظومة منطقه. فبواسطة هذه اللغة، ومن خلالها، يبدأ الطفل بالتعرّف على نفسه ومحيطه، ومن ثم على تُراثه بفنونه المختلفة. علاوةً على ذلك، فإن بين لغة الأم وفِكر الطفل ارتباطّ عُضوي ذو تأثير حاسم على سيرورة بناء أنماط تفكيره وفِكره، ولذلك، يجب أيضا عدم إغفال هذا الدور للغة في مدارسنا.
إذا دمجنا بين أهمية دراسة لغة الأم في مدارسنا، وأهمية دَور الفنون في التربية والتعليم، نُدرك أهمية النشاطات التي يقوم بها مركز كيميديا، الذي يُشرف عليه الفنان الحُروفي المُبدع، كميل ضَو. إن حِرص هذا المركز على الاهتمام بتعليم الخطوط العربية، بأبعادها الفنيّة والحضارية كافةً هو، من جهة، شكلٌ من أشكال التربية الفنيّة، ومن جهة أخرى يرتبط بلغة الأم ارتباطًا وثيقًا. من هنا نُدرك أن ما يقوم به هذا المركز هو أساس، بل هو الأساس لنجاح كل مؤسسة تربوية عربية تُعنى بتربية وتعليم النشء، ولذلك يوصى بأن تجد نشاطات هذا المركز طريقها لكل مدارسنا العربية في البلاد، دون استثناء.
أرجو أن يستمرّ هذا المركز في الارتقاء، وخدمة النشء.
وتلاه المدير العام لمركز كيميديا الفنان كميل ضو بكلمة قصيرة مرحبا بالجميع شاكرا المتحدثين وقال ان الأنسان هو روح ونفس وجسد، وان هذا المركز يهتم بالأنسان حيث الفن هو عامل هام في تهذيب النفس البشرية وقال مقتبسا كلام السيد المسيح:" ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان". وقال ان هذا المركز يعطي خدماته للمجتمع من خلال دورات الخط العربي والرسم التشكيلي والمسرح، كما يقوم بدورات في اللغة العربية والانجليزية والرياضيات. وأهدى المركز لوحات فنية من أعمال الفنان كميل ضو للمتكلمين الضوف.
وجاءت فقرة الموسيقا حيت ادى الفنان المبدع اغنية فيروز "ليلي بترجع يا ليل" برفقة الاستاذ اسعد ابو حاطوم على الايقاع. الجدير بالذكر ان الفنان بشارة ديب هو احد المشتركين في دورة الخط العربي في المركز وعرض لوحاته الفنية الحروفية بجانب اعمال طلاب المركز. وقدم الفنان بشارة من عمله لوحة فنية للفنان كميل ضو. وقدم طالبا المركز زكريا فيصل قصيدة "نشكرك على نعمتك" والطالبة هبة فيصل قصيدة "انا انسان".
كما وعرضت مشاهد مسرحية لطلاب دورة المسرح في المركز باشراف الممثلة والمعلمة رنين شاعر- بلان وبهدها وصلة ايقاع موسيقية بالتعاون مع جمعية الكرمل للموسيقا. وفي النهاية وزع المركز شهادات على الطلاب المشتركين في الدورات الفنية المختلفة. وقام زوار المركز بالتجول في ارجاء المكان حيث شاهدوا معرض اعمال طلاب دورة الخط العربي ودورة الفن التشكيلي والمعرض الثابت للخطاط كميل ضو. وقد عبر الحضورعن أعجابهم بالأعمال الفنبة المعروضة.