مؤتمر المسيح امام الحاجز: اليوم الرابع "الحل ليس دولتين لشعبين بل العيش معًا بسلام"

اللاعنف هو الاحتمال الوحيد للتعامل مع الأعداء، لا احتمال آخر. اللاعنف هو ليس أمر سياسي، وهو ليس طريقة لإنهاء نزاع سياسي فحسب، ولكنه يتناول جميع جوانب الحياة.
08 مارس 2012 - 23:34 بتوقيت القدس

بيت لحم - لينغا - ابتدأ اليوم بالتسبيح المشترك في العربية والإنكليزية اشترك في قيادته بعض الأخوة العرب والأجانب. وكان عنوان هذا اليوم هو "سُبل العدل والسلام".

ما هو الإنجيل؟
القس جون أورتبرغ سأل الجمهور، خلال درس الكتاب المقدس الصباحي، ماذا يعلمنا إنجيل المسيح أن نعمل؟ الرسالة الأعظم في البشرية هي الإنجيل التي بشره به يسوع المسيح. والإنجيل هو بعبارة واحدة: ملكوت الله. لكل واحد منّا ملكوت خاص به، وفيه هو يتخذ القرارات ويضع القوانين. وهناك عدة ممالك أرضية. ملكوت الله يريد أن يخترق ممالك الأرض، والطريقة هي بالمصالحة والغفران. والمفتاح الذي يفتح قلوب الناس إلى ملكوت الله هو محبتنا للآخرين واستعدادنا للمعاناة والتضحية من أجلهم.

العدل في عيني يسوع
الدكتور رون سايدر (إنجيليون من أجل العمل الاجتماعي)، ألقى محاضرة بعنوان "العدل الكتابي". وقال أن فهم حقيقة المسيح المصلوب تظهر لنا أن طريقة الله في التعامل مع البشر، وهي طريقة المحبة المُضحية. لذا صليب المسيح هو أفضل تعبير عن محبة الله. وختم كلامه بأن اللاعنف هو طريقة أفضل من الحرب لحل النزاع، وأثبت ذلك بأمثلة من التاريخ. وقد واجه من ينادون بمبدأ "الحرب العادلة" قائلاً أن علينا فحص جميع طرق الحل اللاعنفية قبل اتخاذ الحرب كحل أخير للنزاع.

سامي عوض، مدير مؤسسة "Holy Land Trust"، تحدث عن موضوع اللاعنف. ذكر سامي العديد من القصص عن اللاعنف. تحدث عن رحلة إيمانه، قال له يسوع في جيل مبكر، "يا سامي، افتح باب قلبك لي" وقال سامي نعم لصوت الرب. وكانت رحلة إيمانه صعبة فيها حمل للصليب، صليبه الخاص وصليب شعبه. وكان يتساءل دائمًا لماذا اعتبر الإسرائيليون اللاعنف خطرًا عليهم، عندما اعتقلوا عمه الذي مندمجًا في المقاومة اللاعنفية وطردوه خارج البلاد.

ابتدأ سامي مؤسسة "Holy Land Trust" في عام ١٩٩٨ وهي مؤسسة تعمل بين الفلسطينيين لتطوير طرق وتوجهات لاعنفية لإنهاء الاحتلال. وتحدث عن طلب الرب منه أن يحب أعداءه. وعن زيارته لمعسكر "بركيناو" في بولندا، الذي استخدمه النازيون لإبادة اليهود . وهناك تعلم عن تاريخ أعدائه، وتعلم عن الخوف الذي يسيطر على الإسرائيليين بسبب تاريخهم الأليم في أوروبا، لا سيما بسبب المحرقة.
شدد سامي على أن اللاعنف هو الاحتمال الوحيد للتعامل مع الأعداء، لا احتمال آخر. اللاعنف هو ليس أمر سياسي، وهو ليس طريقة لإنهاء نزاع سياسي فحسب، ولكنه يتناول جميع جوانب الحياة.

المحامي الدكتور جوناثان كتّاب، رئيس مجلس أمناء الكلية، ألقى محاضرة عن التغيرات في العالم العربي والكنيسة. تحدث عن الربيع العربي، وتحول الدول العربية إلى الديموقراطية لكن مع ذلك نحو حكومات إسلامية. لخص الدكتور جوناثان الوضع القائم بثلاث نقاط:
١. كل مراقب، يرى أن هناك تحوّل نحو اليمين في الخارطة السياسية في إسرائيل، فهناك أكثر من ٦٣ قانون عنصري موجهة ضد العرب في إسرائيل في الفترة الأخيرة. وهناك حديث عن إخراج العرب من أرضهم إلى مناطق أخرى، ما يُسمى بسياسة الترانسفر. وهناك أيضًا توسع استيطاني واضح.
٢. هناك اهتمام متزايد في ثقافة السلام واللاعنف في فلسطين، وليس بين المسيحيين فحسب، بل لدى جميع الفلسطينيين.
٣. هناك تداعي نحو انهيار امكانية "دولتين لشعبين"، لأسباب عدة، منها الاستيطان.

ثم تحدى الحضور أن يكونوا نبويين وثوريين، وقال أن الهدف هو ليس دولتين لشعبين والهدف هو ليس دولة فلسطينية، الهدف هو العيش بسلام وعدل. علينا أن لا نعيش بحسب ما يقرر الآخرين بأنه ممكن أن نتحاور بشأنه أم لا. علينا أن نقدم افكار جديدة للعالم
 أو أن نقدم احتمالات جديدة للحوار.

القس الدكتور كولن تشابمان، تحدث عن الرد المسيحي على الإسلام المتطرف. وعرض القس كولن أفكاره بعدة نقاط منها: أننا نحتاج أن نرى أنفسنا كما يرانا الآخرين. ونحتاج أن نسأل ما هو سبب غضب المسلمين على الغرب، وهل هذا السبب شرعي؟ واعطى أمثلة كالنزاع الفلسطيني-الإسرائيل لم يُحل، الهند وباكستان، وقمع الشيشان المسلمين من قبل روسيا ... وهم غاضبون على حكامهم كما هم غاضبون على الغرب.

ثم وضح وجهات النظر المختلفة لدى المسلمين عن أعمال الاسلام المتطرف ولخصها بثلاث نقاط:
١. هذه أعمال ضد أعداء الإسلام ومكتوب عنها في التعاليم الإسلامية؛ ٢. لا يمكن تبرير هذه الأعمال بواسطة التعاليم الدينية الإسلامية؛ ٣. يمكن التعاطف مع دوافعهم، لكننا لا يمكن تبرير أعمالهم.
علينا أن نرى كل وضع بشكل مختلف ونحاول فهمه بحسب ظروفه الخاصة. وبالتالي لم تنشأ جميع الحركات الإسلامية بنفس الظروف، لذلك علينا أن لا نعمم. وعبر عن الرجاء الواقعي الذي يتوقع امكانية تغيير المتطرفين الإسلاميين لآرائهم وأفكارهم وإمكانية تحولهم من متطرفين إلى عمليين (براغماتيين). وتحدى الجمهور قائلاً، دعونا نتعامل مع الإسلاميين كبشر.

نساء فلسطينيات في خدمة الكنيسة
في الجزء الأول من الفقرة المسائية ادارت ماي كانون، وهي خادمة مرسومة، جلسة حوار مع أربع نساء خادمات من الكنيسة الفلسطينية الإنجيلية وهن: دينا كتناشو، مديرة دار الكتاب المقدس في الناصرة، وديانا سمعان، خادمة في جمعية الكتاب المقدس الفلسطينية، وغريس زغبي، مُعلمة في الكلية، وشادية قبطي، خادمة في خدمة المصالحة في القدس.

وقد شاركت الأخوات
بالحدود الموضوعة عليهن من قبل المجتمع ومن قبل الكنيسة في ما يتعلق بالخدمة والقيادة. وقالت أنه من المؤسف أن بالرغم من كون نسبة النساء أعلى من نسبة الرجال في الكنيسة الإنجيلية لكن دورهن في القيادة محدود جدًا في الكنائس ومعدوم في بعض الكنائس. ووضحت الأخوات أن ليس هدفهن هو توجيه اللوم إلى الآخرين لكن تشجيع الكنيسة على استخدام مقدرات ومواهب النساء، وتشجيع النساء على المبادرة في الخدمة لأن دورهن أساسي في ملكوت الله.

في الجزء الثاني من الفقرة المسائية قام القس إفان توماس، راعي كنيسة بيت آساف في مدينة نتانيا، والدكتور سليم منيّر، مدير خدمة "مصالحة"، بتقديم محاضرة مشتركة بعنوان "هذا اليوم أنا أختار"، وهما صديقان قريبان ويشتركان معًا في قيادة مجموعات من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بهدف المصالحة.

تحدث القس إفان أولاً وذكر عن التحديات التي تواجه عملية المصالحة لا سيما تلك التي تأتي من أبناء شعب الشخص الذي يحاول أن يندمج في عملية المصالحة.

ثم تحدث الدكتور سليم عن التحديات التي تُعيق عمل المصالحة، منها تجريد الآخر من الإنسانية، والروايات التاريخية المتناقضة للنزاع، والعقائد اللاهوتية المتضاربة.

واختتم اليوم الرابع للمؤتمر بعرض فيلم "Little Town of Bethlehem" وهو فيلم وثائقي يتتبع قصة ثلاثة شباب من ثلاثة أديان وحياتهم في إسرائيل وفلسطين. القصة تُظهر اختيار كل شاب منهم طريق اللاعنف في ثقافة العنف السائدة.

المسيح امام الحاجز

القس جون أنغل، عريف اليوم...
القس جون أنغل، عريف اليوم...

القس ألكس عوض، عميد الطلبة في الكلية، والقس جون أنغل
القس ألكس عوض، عميد الطلبة في الكلية، والقس جون أنغل

الدكتور رون سايدر، من مؤسسة إنجيليون من أجل العمل الإجتماعي.
الدكتور رون سايدر، من مؤسسة إنجيليون من أجل العمل الإجتماعي.

المحامي الدكتور جوناثان كتاب، رئيس مجلس أمناءا الكلية.
المحامي الدكتور جوناثان كتاب، رئيس مجلس أمناءا الكلية.

 سامي عوض، مدير ومؤسس هيئة "Holy Land Trust"، يتكلم عن اللاعنف
 سامي عوض، مدير ومؤسس هيئة "Holy Land Trust"، يتكلم عن اللاعنف

المسيح امام الحاجز

المسيح امام الحاجز

القس جون أنغل ينسق فترة الأسئلة والأجوبة من الجمهور للمتكلمين في الفقرة الصباحية
القس جون أنغل ينسق فترة الأسئلة والأجوبة من الجمهور للمتكلمين في الفقرة الصباحية

القس كولن تشابمان يتكلم عن التعامل مع المسلمين
القس كولن تشابمان يتكلم عن التعامل مع المسلمين

من اليمين إلى اليسار: مادلين سارة تصلي من أجل النساء في الخدمة، ماي كانون، دينا كتناشو، ديانا سمعان، غريس زغبي، شادية قبطي.
من اليمين إلى اليسار: مادلين سارة تصلي من أجل النساء في الخدمة، ماي كانون، دينا كتناشو، ديانا سمعان، غريس زغبي، شادية قبطي.

المسيح امام الحاجز

المسيح امام الحاجز

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. د. خالد 09 مارس 2012 - 00:59 بتوقيت القدس
ما هي الأهداف الحقيقية ؟ ما هي الأهداف الحقيقية ؟
هذا مؤتمر شكلي فقط يخدم مؤسسات ربحية ويظهر فيه كل النقائض للأسباب التالية: 1) يهدف إلى إظهار أن هناك مظلومين من الجدار بينما معظم القائمين عليه يمتلكون كافة التصاريح اللازمة لحرية الحركة وبعضهم(دون ذكر أسماء) يسكن في أحياء استيطانية في القدس!! 2) للأسف اصبح استخدام مصطلحات روحية لجذب انتباه الغرب بالنسبة لمفهوم حركة التحرر بمبدأ اللاعنف!! لا أحد يستطيع بمجهوده البشري تغيير خطة الله المسبقة في هذه الأرض!! 3) تم استغلال التجمع لنشر أفكار "شبكة المصالحة" الملقبة بخدمة!! حيث أن المصالحة تكون بين فريقين متخاصمين وليس أصدقاء حميمين بينما الخدمة لا تعرف لون أو عرق إلخ 4) هذا المؤتمر أصبح أيضا بوقاٍ للحركة النسوية العالمية المنبثفة من الأمم المتحدة..لنرضي الرياسات الغربية بدل إرضاء الرب!! أرجو النشر
2. شخص 10 مارس 2012 - 08:41 بتوقيت القدس
إلى د. خالد إلى د. خالد
لا أعتقد أنك قد حضرت المؤتمر وإن حضرته فإنك لم تُصغ جيدًا. لقد اعتبرت المؤتمر شكليًا لأنك حكمت على بعض الأمور بشكل سطحي: ١. هل تلغي حيازة منظمي المؤتمر على تصاريح للدخول إلى إسرائيل الظلم المرتكب بحق الشعب الفلسطيني بسبب الجدار والحواجز؟ إن للدكتور سلام فياض ولأبو مازن تصاريح دخول إلى إسرائيل، هل يُلغي ذلك حقهم في نقاش موضوع الجدار والحواجز. ٢. إن ممارسة اللاعنف هي أمر حقيقي وليس كلام أو مواد موزعة لتقرأها. واللاعنف هو جزء من الإيمان المسيحي، ولا يهدف إلى تغيير خطة الله بل إلى التعامل مع ما يحدث في الواقع بحسب مبادئ الله. وبالمناسبة، لنفترض، بالفرض الخاطئ بحسب رأيي، أن الله أعطى هذه الأرض لليهود، أينبغي أن يمنعنا ذلك من الوقوف بجانب الحق والعدل والمساواة. ٣. مع ربطك للأمور بعضها ببعض ليس واضحًا تمامًا لكنني سأحاول أن أفهم وأتجاوب. هل قرأت ٢ كورنثوس ٥؟ هل قرأت أفسس ٢؟ نعم المصالحة هي خدمة وهي خدمة إلهية، ولو لم تكن هناك حاجة للمصالحة بين اليهود المؤمنين بالمسيح يسوع والأمم المؤمنين به، لما كتب بولس عن ذلك، ومن وجهة نظر بولس تمت هذه المصالحة بالصليب والقيامة؛ أما نحن فعلينا أن نعيش هذه المصالحة بالحقيقة، وذلك يتضمن الحديث عن الاختلافات الفكرية والعقائدية بين الأصدقاء و"الأعداء". ٤. هل انبثقت الحركة النسوية من الأمم المتحدة؟ أم من الحاجة إلى الدفاع عن حقوق النساء؟ كيف تم بالضبط إرضاء الرياسات الغربية بدلاً من إرضاء الرب، هلاّ شرحت لنا؟ هل الحديث عن دور النساء في الخدمة لا يُرضي الرب؟ هل الحديث عن أمانة الرب في حياة العديد من النساء الخادمات للرب، يُرضي الغرب ولا يُرضي؟ بالفعل غريب هذا الغرب!
قد يهمك ايضا