صحافي اسرائيلي يزعم عثوره على مدافن السيد المسيح وتلاميذه

وحول عمل يعقوبوفيتش قال باروخ "على علماء الآثار أن يدركوا أن ما يفعله سيمحا هو أنه أخذ مهنة علم الآثار المقصورة على فئة معينة وحولها إلى إنديانا جونز (فيلم أميركي يتحدث عن مغامرات عالم آثار) وهو جعلها أمرا مغريا ويبقي علم الآثار في الوعي العام وليس فقط بواسطة مقالات في مجلات علمية، ومن هذه الناحية علينا أن نشكره".
29 فبراير 2012 - 19:35 بتوقيت القدس

فريق اعلامي يلتقط صوراً لتوابيت حجرية قد تعصف بأدمغة علماء الآثار وتغير كل ما عرفناه عن المسيحية ومؤسسها.

سيمحا يعقوبوفيتش أثناء البحث
سيمحا يعقوبوفيتش أثناء البحث

ادعى الصحفي الإسرائيلي سيمحا يعقوبوفيتش أنه عثر على مدافن السيد المسيح وتلاميذه في مغارة تقع تحت مبنى في حي المندوب السامي البريطاني الواقع عند خط التماس بين القدس الشرقية والغربية.

وشكك علماء آثار إسرائيليون بصحة ذلك ويرون أنه في أفضل الأحوال قد يكون أشخاص من أتباع السيد المسيح مدفونين هناك.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن يعقوبوفيتش وطاقم العاملين معه على إنتاج فيلم لقناة "ديسكوفري" الوثائقية أدخلوا عبر ثقب في أسفل المبنى ذراعا آلية طويلة وفيها كاميرا إلى مغارة تحت المبنى والتقطت صورا لنواويس، وهي عبارة عن توابيت حجرية، وعليها رسم لواقعة توراتية وهي يونان النبي يخرج من بطن الحوت.

وقالت الصحيفة أن "من شأن هذه الصور ليس أن تعصف بأدمغة علماء الآثار فحسب وإنما أن تغير كل ما عرفناه عن المسيحية ومؤسسها يسوع الناصري".

يشار إلى أن يعقوبوفيتش صحفي يعمل في مجال علم الآثار بواسطة أفلام وثائقية، ويشكل تحديا لعلم الآثار الإسرائيلي من خلال أفلامه الوثائقية التي يحلل فيها لقى أثرية يدعي أنها من فترة السيد المسيح ووفقا لنصوص العهد الجديد.

وادعى يعقوبوفيتش في فيلم وثائقي أنتجه قبل عام أنه عثر على مسمارين استخدما في صلب السيد المسيح في مغارة قريبة من المغارة التي يتحدث حولها فيلمه الجديد وعثر فيها على النواويس.

وتم اكتشاف مغارة الدفن، محور فيلمه الحالي، والمغارة من فيلمه السابق، خلال أعمال بناء في حي المندوب السامي في بداية التسعينات، لكن في أعقاب احتجاجات عنيفة من جانب جماعة من الحريديم، أي اليهود المتزمتين دينيا، توقف البحث في المغارة وتم إغلاقها وأقيمت بناية فوقها.

وعاد يعقوبوفيتش الآن إلى المغارة لتأكيد ادعائه بشأن المغارة الأخرى بأنه إذا كان تلاميذ السيد المسيح قد دفنوه في المغارة الأولى فإنهم احتفظوا بالمغارة الثانية، التي يركز عليها في فيلمه الحالي، كمدفن لأنفسهم.

تخطيط النبي يونس يخرج من بطن الحوت
تخطيط النبي يونان يخرج من بطن الحوت

ويعمل في طاقم يعقوبوفيتش الخبير في الديانات البروفسور جيمس تايبور وعالم الآثار الإسرائيلي الدكتور رامي عاراف الذي يعمل محاضرا في جامعة نبراسكا الأميركية.

وقال عاراف بشأن رسم يونان النبي خارجا من بطن الحوت أن "الرسم رمزي جدا ومثلما يرسم طفل الإنسان، رأس كبير وجسد من الخطوط" وأن هذا رسم غير مألوف ولا مثيل له في الرسومات الموجودة على مئات النواويس التي تم اكتشافها في القدس حتى اليوم.

واضاف أنه لم يتم أبدا اكتشاف ناووس عليه رسم رمزي مأخوذ من واقعة توراتية.

واعتبر يعقوبوفيتش أن هذا الرسم للحوت يؤكد على الادعاء بأنه في المغارة المجاورة مدفون يسوع الناصري إذ أن رمز الحوت ويونان النبي هو من الرموز الأولى للديانة المسيحية.

ويتحدث يعقوبوفيتش عن اكتشاف آخر عثر عليه في المغارة وهو كتابة مؤلفة من أربع كلمات بأحرف يونانية وبالإمكان تحليلها بعدة أشكال لكن جميعها ترمز بشكل أو بآخر إلى قيامة الموتى.

توابيت حجرية
توابيت حجرية

وقال عالم الآثار الإسرائيلي الدكتور يوفال باروخ "ثمة مكان لتوجيه انتقاد لكن يعقوبوفيتش يضعنا أمام تحد" خلافا لموقف علماء الآثار الإسرائيليين الذين يرفضون بالمطلق كافة ادعاءات الصحفي.

ولفت باروخ إلى أن يعقوبوفيتش استخدم كاميرا لتصوير اللقى التي يتحدث عنها لكن "الإضاءة لم تكن الأفضل من نوعها" وأنه "إذا كان الرسم هو لحوت فإن هذا أمر رائع لكن بالإمكان تفسير الرسم على أنه شيء يشبه 'الروح' وهو رمز مألوف يرسم على النواويس، ورغم أن هذا الرسم مشوه قياسا برسومات أخرى على نواويس".

وأضاف "انتقادي الأساسي هو أن عمل يعقوبوفيتش يكون غالبا معزولا عن السياق التاريخي".

ويقترح باروخ تفسيرا آخر لمكتشفات يعقوبوفيتش وهو أنها ليست مغارتي دفن للسيد المسيح وعائلته وإنما قد تكونان مغارتي دفن لعائلة من أتباع المسيح الأوائل "وهذه المجموعة اليهودية معروفة في الأبحاث باسم 'المسيحيين اليهود'، الذين عاشوا بالأساس في القدس واختار بعض أتباعها تسمية أولادهم باسم يسوع وأبناء عائلته".

وحول عمل يعقوبوفيتش قال باروخ "على علماء الآثار أن يدركوا أن ما يفعله سيمحا هو أنه أخذ مهنة علم الآثار المقصورة على فئة معينة وحولها إلى إنديانا جونز (فيلم أميركي يتحدث عن مغامرات عالم آثار) وهو جعلها أمرا مغريا ويبقي علم الآثار في الوعي العام وليس فقط بواسطة مقالات في مجلات علمية، ومن هذه الناحية علينا أن نشكره".

ميدل ايست اونلاين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. باسم أدرنلي 29 فبراير 2012 - 21:04 بتوقيت القدس
سيكون فلمه الثاني أفشل من الأول سيكون فلمه الثاني أفشل من الأول
إن الصحفي جاكوبوفتشي فشل في فلمه الوثائقي الأول، سنة 2007. إني أعرفه عن قرب، وقد كنت عند افتتاح فلمه الملفق في تل أبيب؛ بعده كانت عنده أزمة في الإجابة على معظم أسئلة الناقدين. وأنا أعرف اللاهوتي جيمز تابور حيث أعطى محاضرة بعد الفلم في الجامعة العبرية، ولقد حدث بيني وبينه نقاش حاد بعد محاضرته، على المنطق الغريب الذي قدمه، والذي بدأ في عرض ادعاء رئيس الكهنة عندما طلب من الجنود أن يقولوا، أن تلاميذ المسيح أتوا وهم نيام وسرقوه (متى 28: 13). بعدها بنى كل اسطورته على عبارة: "ماذا لو كان ذلك صحيحًا". بعدما أنهى قلت له رأيي بأن جميع ماقدمه مبني على أسطورة من خياله وليست مؤسسة على أرضية صلبة. إن فلم جاكوبوفتشي بعد بضعة أشهر فقد مصداقيته لعدة أسباب منها: 1- إن جاكوبوفتشي نسب في فلمه بأن أحد النواويس مكتوب عليه إسم "مريمنيه"، وهو إسم ورد في إنجيل توما المنحول عن أن يسوع تزوج مريم المجدلية، واسمها في السفر "مريمنيه"، لكن عندما قمنا بقراءة النص جيدًا، أتضح أن الاسم هو: "مريمي" وهو إسم شائع جدًا وموجود على 8 نواويس أخرى. 2- إدعى أن الناووس، الذي وجد سابقًا قبلها بحولي 10 سنوات، المكتوب عليه: "يعقوب أخو يسوع"، والذي اتضح لاحقًا أن كتابة "أخو يسوع" دُست لاحقًا، إدعى أنه هو الناووس التاسع المفقود من القبر، لكي يثبّت روايته. لكن رأينا وثيقة رسمية بحوزة مرشدي شمعون جبسون، الذي دخل بنفسه إلى القبر سنة 1980، وأرانا بأن الوثيقة تقول أن المتحف الاسرائيلي لم يأخذ الناووس التاسع لأنه كان مكسر، أي أنه ليس مفقود أصلاً إنما تلك أكذوبه. 3- عندما قاموا بفحص الباتينا، وهي نوع من الفطريات، وجدوا تطابق، متجاهلين أن دراسة الباتينا هي ليست كبصمة اليد، وممكن أن تتكرر في أماكن مختلفة. خاصة إذا أخذوا عينة من الداخل وليس الخارج، كما فعلوا، لذلك من المفترض أن تكون مطابقة، حيث الوسط الطبيعي الموجود في الناووس هو واحد – جثة ميتة محللة. 4- من جهة كتابة "يسوع ابن يوسف"، هو اسم شائع متكرر 12 مرة؛ وكما قلت له، أنه عندي اسطورة مقنعة أكثر من اسطورته. وهي لو افترضنا بأن القبر استخدم للمقربين ليسوع. إن صاحب القبر اسمه يوسف (متى 27: 59-60)، وكما يبدو من النص أنه كان يحب يسوع، ومن المفترض أنه إذا أنجب ولدًا سيسميه يسوع، وهذا سيكون يسوع ابن يوسف. فانفجرت القاعة من الضحك وقالوا له: "نعم هذه الأسطورة محبوكة أفضل"؛ فقال: "نعم إنها قصة مقنعة، لكن قصتي مُقنهة أكثر".
قد يهمك ايضا