مسيحية خطفها داعش تروي قصتها

هي الآن حرّة ومن بين القليلات اللواتي حالفهن الحظ وأفلتن من قبضة المقاتلين. عادت رنا الى الكنيسة التي دمرتها داعش بالكامل
18 يوليو 2018 - 17:30 بتوقيت القدس
لينغا

تنهدت وهي تدخل من باب إحدى الكنائس في مسقط رأسها في قرقوش العراقية. فما كان ذلك ليكون ممكناً قبل ١٨ شهرًا. وقتذاك كانت قرقوش تحت سيطرة داعش ورنا البالغة اليوم ٣٥ عامًا جارية عند التنظيم الإرهابي وواحدة من عشرات المسيحيات اللواتي خطفهن الإرهابيون المسلمون عندما سيطروا على المدينة خلال عام ٢٠١٤.

هي الآن حرّة ومن بين القليلات اللواتي أفلتن من قبضة المقاتلين. عادت رنا الى الكنيسة التي دمرتها داعش بالكامل والتي تصارع اليوم وتكافح لإعادة الحياة إليها.

كل شيء في قرقوش يذكّر بحقبة سيطرة إرهابيي داعش على المكان… عباراتهم السوداء المفعمة بالكراهية تغطّي جدران الكنائس والمحلات والطرقات.

كنائس هذه المنطقة المسيحية التي كانت تستقبل نحو 2500 مسيحي خلال أيام الآحاد قبيل وصول داعش، لا يتعدى عدد المصلين فيها اليوم الثلاثمئة.

لعامين ونصف العام ظلّت رنا (وهو اسم مستعار) تحت قبضة الإرهابيين كجارية حيث تم بيعها بنحو 25 ألف دولار أمريكي لأشخاص لا يعرفون الرحمة.

بينما عزز المسلحون سلطتهم على مساحات شاسعة من سوريا والعراق  قامت رنا بإطعام أطفالهم وتنظيف منازلهم وتحمل عنفهم ووحشيتهم. لمدة عامين ونصف  تنقّلت رنا كجارية في العراق وسوريا حيث تعرّضت للضرب والإيذاء من قبل المسلحين وعائلاتهم. “كنت أرغب في الهروب ولكن لم يكن هناك طريقة لذلك”. تقول رنا بالسريانية.

بدأت قصّة رنا في عام 2014  عندما سمع أهل قرقوش وهي إحدى المدن المسيحية في سهول نينوى ذات ليلة أن مسلحي داعش باتوا على مقربة من ديارهم. بينما فرّ معظم مسيحيي قراقوش إلى المناطق الكردية أصر زوج رنا على الإنتظار حتى الصباح.

في الصباح دخل الإرهابيون  المدينة في شاحنات صغيرة… جمعوا من تبقّى من أهل قرقوش أمام   المسجد. أغمي على رنا، لتستيقظ في سيارة في منتصف الطريق إلى مدينة الموصل.

للبقاء على قيد الحياة تظاهرت رنا بأنها تحوّلت إلى الإسلام وذهبت حيث صامت مع المسلمين وأدت الصلاة خمس مرات في اليوم. أما في الليل فكانت تصلي بصمت إلى يسوع وتعترف بخطيتها، وتندم بشدة على حد قولها.

“كان أمامي الكثير من الفرص للإنتحار، إلا أنّي لم أكن أريد أن أفقد روحي… كان لا يزال هناك في قلبي بعض الأمل.” تقول رنا.

في العام الماضي وبعد شنّ القوات العراقية حربها على إرهابيي داعش وإرغامهم على التراجع من معظم الأراضي العراقية تم إنقاذ رنا التي عادت إلى ديارها.

برغم التحرر من قبضة الإرهابيين لم يخفف هذا من معاناة رنا وخوفها مما اعتبرته خطيئة التحول إلى الإسلام بالإكراه.

يذكر أنه من بين 45 امرأة تم اختطافهن على يد داعش من قرقوش عادت سبع نساء فقط.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا