كيف يسيء المسيحيون فهم الصحة العقلية وعلاقتها بالكنيسة؟

تم توجيه هذه الأسئلة للبروفسور ماثيو ستانفورد، وهو بروفسور علم النفس في جامعة بايلور وسيكون أحد المتكلّمين في مؤتمر مهم حول الصحة العقلية في كنيسة سادلباك التي يرعاها القس ريك وارين.
25 مارس 2014 - 22:16 بتوقيت القدس
لينغا

تم توجيه هذه الأسئلة للبروفسور ماثيو ستانفورد، وهو بروفسور علم النفس في جامعة بايلور وسيكون أحد المتكلّمين في مؤتمر مهم حول الصحة العقلية في كنيسة سادلباك التي يرعاها القس ريك وارين.

كيف يسيء المسيحيون فهم الصحة العقلية وعلاقتها بالكنيسة؟

السؤال الأوّل: ما هو سوء الفهم الشائع بين المسيحيين حول الصحة العقلية؟
لدي مجموعة من طلبة الدكتوراة الذين يقومون بأبحاث في هذا الحقل ليكتشفوا كيفية تفاعل المرضى النفسيين مع الكنيسة المحلية. باعتقادي إنّ سوء الفهم الأوّل في أوساط الكنيسة المحلي هو بأنّ هذه المشاكل سببها عدم الإيمان أو قضية روحية أخرى. وعادة تنسب الكنائس المرض النفسي إلى 3 أمور:
1. الخطيئة الشخصية
2. نقص الإيمان لدى الفرد
3. الروح الشريرة

السؤال الثاني: ما مدى تأثير المعتقدات القديمة حول الصحة العقلية على الافتراضات المسيحية المتعلّقة بهذه الأمراض؟
عبر تاريخ الكنيسة، لطالما خدم المسيحيون المرضى النفسيين وذلك قبل ظهور أي نوع من الأدوية لمعالجة المرض. وبالتحديد كانت طائفة المنونايت هي التي أنشأت إحدى أوّل مؤسسات الصحة النفسية، إذ تمّ إنشاء أوّل مستشفى للأمراض العقلية في القدس في أوائل القرن الخامس.
ولكن مع تطور علم النفس في بداية الستينات وظهور علاجات للأمراض النفسية، تغيّرت طريق علاج المرضى النفسيين. حاول المسيحيون تبني العلاجات الطبية بعض الشيء ولكنهم بدلاً من أن يعتنوا بمشاكل الصحة العقلية كأي مرض آخر مثل السكري أو السرطان، فإنّهم تعاملوا مع الدماغ على أنه شيء مختلف وليس عضوًا من الجسم.

السؤال الثالث: من أين تنبع فرضيات علاقة الأمراض العقلية بالأرواح الشريرة؟
 بالتأكيد، إذا نظرت بعيدًا عن العالم الغربي، فسترى أنّه من الشائع أن تجد في ثقافات العالم ارتباط أي شيء من أمور الحياة بالأرواح الشريرة وذلك ينطبق على المرض النفسي أيضًا. ولكن في الولايات المتحدة نجد أن اللاهوت محافظًا بعض الشيء إلّا أنّ الكارزماتيك هم الذين يميلون إلى إنكار المدخل العضوي الأحيائي وعلاقته بالمرض النفسي وينسبون ذلك المرض إلى القضايا الروحية.
إذ أنه من السهل أنّه عندما يدّعي شخص أنّه يسمع أصوات معيّنة أو عندما تخطر على باله أفكار غريبة، من السهل أن ننسب ذلك إلى الأرواح الشريرة. هذه أمور نخاف منها ولا نفهمها ونحاول وضعها في قالب روحي.

السؤال الرابع: هل يمكن أن يكون الأشخاص الذين طرد منهم يسوع الأرواح الشريرة مجرّد مرضى نفسيين؟
إحدى الإجابات السهلة لهذا السؤال هو أننا نتعامل مع شخصيات في عصر المسيح، لم تكن لديها العلم الذي في زمننا هذا ويحاولون أن يصفوا هذه الظواهر على أنّها شيطانية. ولكن هذا جواب بسيط جدًّا، لأنّه يدعو إلى وضع كامل إيماننا محط الشك، لأنّ يسوع كان يعتقد بأنّ هؤلاء الأشخاص الذين شفاهم كان فيهم أرواح شريرة.
عند النظر إلى الحالات التي شفاها يسوع، نجد فقط أن البعض منها يعزى إلى أرواح شريرة، إذ هنالك العديد من الأمثلة عن أشخاص بأمراض جسدية ممن شفاهم يسوع وأشخاص آخرون بأرواح شريرة مما شفاهم يسوع. بالنسبة لكتاب الإنجيل لا يوجد فرق بين هاتين الحالتين، إذ يرون أنّ الله هو الشافي من كل الأمراض.

السؤال الخامس: ماذا تعتقد بشأن المسيحيين الذين يرفضون الخضوع للعلاج الطبي والذين يؤمنون بأن الله سيشفيهم؟
هذه المجموعة تمّثل جزءًا صغيرًا من المسيحيين، وهم لا يعتقدون أنّ الله سيشفيهم بالتأكيد، ولكنّهم يقولون "يجب أن أضع ثقتي بالله وإذا أراد أن يشفيني فسأشفى وإلاّ سأموت"، وهذا أمر غير منسجم مع اللاهوت.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا