الطائفة الإنجيلية المسيحية في أمريكا تفقد قوّتها

لقد ظهرت المسيحية الإنجيلية في أمريكا كأكثر حركة إنجيلية سائدة قبل عشر سنين، إذ يعد الإنجيليون الأكثر تنوّعاً من النواحي اللاهوتية والأكثر انفتاحاً على العالم مقارنة بإخوتهم الأصوليين
19 ديسمبر 2013 - 00:37 بتوقيت القدس
لينغا

كاتدرائية كريستيل في كاليفورنيا
كاتدرائية كريستيل في كليفورنيا / الصورة من موقع ويكيبيديا

تعدّ كاثدرائية كريستيل من أكبر المباني الكنسية وأشهرها في أمريكا، إذ استخدمت كمكان عبادة لروبرت شولر، أكثر الخدّام المسيحيين شهرة وتأثيرا في الولايات المتحدّة عبر الستين عاما الماضية. تمّ إقامة آخر اجتماع عبادة وتصوير لحلقة "ساعة القوّة" في هذه الكاثدرائية في حزيران 2013 إذ قد أعلنت الخدمة إفلاسها قبل ثلاث سنوات من هذا التاريخ، وباعت الكاثدرائية بمبلغ 58 مليون دولار لأبرشية أورانج كاونتي الكاثوليكية. هذا وستجري الأبرشية تغييرات وإضافات جديدة على المباني وستقوم بإعادة هيكلة المبنى. سيتم إعادة افتتاح المبنى في عام 2016 للصلاة مما سيقود إلى تحوّل روحي ملموس!

لقد ظهرت المسيحية الإنجيلية في أمريكا كأكثر حركة إنجيلية سائدة قبل عشر سنين، إذ يعد الإنجيليون الأكثر تنوّعاً من النواحي اللاهوتية والأكثر انفتاحاً على العالم مقارنة بإخوتهم الأصوليين. ووفق دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في عام 2012 فإنّ 19% من الأمريكيين البيض يعدّون أنفسهم من الطائفة الإنجيلية البروتستانتية، حيث بلغ ذلك الرقم 21% قبل خمس سنوات، وقد عرّف 19.6 % أنفسهم أنّهم غير منتمين لأي ديانة وهي المرّة الأولى التي تخطّت فيها هذه المجموعة أعداد الإنجيليين.

إنّ شولر مثل بيلي غراهام وخدّام إنجيليين مشهورين آخرين، حيث قاد نهضة روحية في منتصف القرن العشرين والتي تزامنت مع حقبة المواليد المتزايدة في أمريكا. بعد عقد من الزمان سادت كنائس الميجا (الضخمة) على نمط المسيحية في أمريكا ونمت ببراعة في الضواحي التي نشأت فيها و قد شكّل ذلك وتيرتها الروحية.

يعدّ الإنجيليون اليوم أقل تشدّدا وأكثر تنوّعا من الناحية اللاهوتية من المسيحيين الأصوليين الذين نشأوا في آواخر القرن التاسع عشر كرد فعل على التأثيرات المزعزعة للثورة الصناعية والحرب الأهلية والتقدّم العلمي إذ انحدرت الأصولية بشكل ثابت. ترى الأصولية أنّ الكتاب المقدّس معصوم في تعاليمه، أمّا الإنجيليون فهم يعترفون بسلطة الكتاب المقدّس إلّا أنّهم يركّزون أكثر على علاقة الفرد الشخصية مع المسيح.

إنّ مستقبل الكنيسة الإنجيلية كما هو ملحوظ من مثال بيع الكاثدرائية هذا يوحي بعدم وجود أي كنيسة على الإطلاق. إنّ نمط عبادة روربرت شولر قد يغدو كونه مجرّد صيحة روحية عابرة وحسب، إذ سرعان ما سيموت الجيل الذي احتضن هذا النمط وبالتالي ستموت الروحانية التي بداخلهم. لا يعني هذا بأنّ الكنيسة ستندثر. إنّ كاثدرائية كريستل ستبقى صامدة ولكن سيصبح اسمها الآن "كاثدرائة المسيح" وستزول رؤية شولر التي كان يعكس من خلالها نفسه والضواحي التي يكرز فيها.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا