بينما تهدد الحرب ألاهلية في سوريا بالامتداد إلى صراع طائفي إقليمي، هناك أدلة متزايدة على أن المجتمع المسيحي في سوريا مستهدفاً على وجه التحديد.
يشعر المسيحيون السوريون بانهم معرضون بصفة خاصة لخطر الاختطاف للحصول على فدية. فقد أصبح من الشائع جدا حدوث ذلك. ويعتقد الكثير منهم أن العديدين من مجتمعهم، يُستهدف بسبب هويتهم الدينية، والبعض الآخر يشك بسبب "سمعة المسيحيين" بانهم اثرياء.
إن مرقس (اسم مستعار) وعائلته، ليسوا سوى عائلة من نحو 700 عائلة مسيحية من مدينة القامشلي قد فروا من البلاد. ويقول مرقس: "المسيحيون خائفون، خصوصا بعد خطف اثنين من الأساقفة مؤخرا. كان هذان الرجلان يعملان من أجل السلام ومع ذلك خطفا. نحن لا نعرف عنهما شيئا الآن و قلقون جدا بخصوصهما".
واضاف يقول: "خلال الأيام العشرة الماضية لم يكن لدينا لا ماء ولا كهرباء ولا هاتف او اي شيء اخر سوى بعض القنابل التي تنفجر في مدينتنا. لكن السبب الرئيسي لترك المدينة هو عدم وجود اي شيء، ومشكلتنا الرئيسية هي التعرض للخطف".
ويكمل مرقس ويقول ان عمليات الخطف تحدث كثيرا في مدينته. "معظم المخطوفين هم من المسيحيين، اي نحو 90 في المائة منهم. وقال ان صديقا له تم اختطافه وتم دفع فدية مقدارها 50.000 جنيه استرليني لاطلاق سراحه بعد اختطافه لمدة 40 يوما."
ويخشى مرقس بشكل متزايد على سلامة أطفاله الثلاثة. وقال نحن لا ننام فعليا. وعندما يرسل مرقس ابنته الصغيرة إلى المدرسة، يقوم بانتظارها خارج المدرسة لإعادتها الى البيت بعد نهاية اليوم الدراسي.
ويقول مرقس وعيناه مليئة بالدموع"بالنسبة لاطفالنا، كان من الصعب جدا ترك البيت"، ويضيف "لقد تركوا أصدقائهم، الجامعة، والمدرسة. ابننا البكر كان على وشك الحصول على وظيفة وفجأة انقلبت الامور رأسا على عقب."
ويقيم مرقس والأسرة حاليا في دير بالقرب من مدينة بيروت، بانتظار معرفة ما اذا كان بامكانهم الحصول على تأشيرة للسفرإلى فرنسا. ويقول مرقس " نحن نصلي يوميا إلى الله لإنقاذ سوريا من هذه الكارثة ونحن نصلي من أجل السلام لبلدنا ونحن على ثقة أن الأشياء سوف تتغير بالصلاة للرب وأن الأمور في سوريا سوف تتحسن."