لماذا سكتنا على فصل أردنية مسيحية؟!

هي أردنية مسيحية، تم فصلها من مؤسسة، والمؤسسة هذه ليست أردنية، بل عربية، جاءت لتستثمر مشكورة في عمان، وهو امر ُمقدّر بطبيعة الحال لهؤلاء... اضطرت موظفات اردنيات مسيحيات للبس الحجاب في ذات المؤسسة، حفاظاً على الوظيفة، في ظل اشتراطات المؤسسة...
28 مايو 2012 - 21:17 بتوقيت القدس
ماهر ابو طير - الدستور الأردنية

هي أردنية مسيحية، تم فصلها من مؤسسة، والمؤسسة هذه ليست أردنية، بل عربية، جاءت لتستثمر مشكورة في عمان، وهو امر ُمقدّر بطبيعة الحال لهؤلاء.

المؤسسة اسلامية، وتفرض لباساً محدداً على موظفيها، بما في ذلك السيدات، عبر ارتداء حجاب الرأس، والموظفة لم تلبس الحجاب، لانها غير مسلمة، ولانها لا تريد ذلك، مثلما لم نقبل نحن لمسلمة ان تخلع حجابها من أجل وظيفة في تونس قبل الثورة.

اضطرت موظفات اردنيات مسيحيات للبس الحجاب في ذات المؤسسة، حفاظاً على الوظيفة، في ظل اشتراطات المؤسسة، ولانهن حصلن على قروض من هذه المؤسسة، ولا قدرة لهن على رفض القرار، خشية خسارة الوظيفة، وبالتالي، الغرق في التزامات مالية.

«فيفيان سلامة» تعمل في المؤسسة في ما يسمى الدوائر الخلفية، اي انها لا تتعامل مع الجمهور مباشرة، وبرغم انذارها مرات عدة، من اجل لبس الحجاب، الا انها لاسباب دينية وشخصية تخصها، لم تقبل ان تلبس الحجاب.

تلقت انذاراً، ووصلت القصة الى اسماع جهات ذات صلة بحقوق الانسان، وتم التوصل الى اتفاق بأن تبقى في وظيفتها، مقابل ان تضع المنديل بشكل معين على الاكتاف، دون ان تلبسه، ثم بوغتت بالفصل، تحت عنوان عدم الالتزام بتعليمات المؤسسة.

القضية فجّرت ردود فعل، والبعض قال ان هذا تدخل في حياة الناس وخصوصيتهم الدينية، والبعض قال ان اردنيين مسيحيين ُيشغلون مسلمين، ويسمحون لهم بالصلاة والصيام في مؤسساتهم، ويشغلون ُمسلمات ولا يفرضون عليهن مثلا خلع الحجاب.

البعض ذهب ليتشفى بأسلوب مؤسف ليقول ان المسلمات في اوروبا حوربن بشأن الحجاب، وتم منعهن من لبس الحجاب، ولا تعرف ما علاقة ذلك بمجتمعنا الاردني والعربي، الذي لا يعرف هذه النغمة الثأرية، ولا يعيش اساساً على هكذا مناكفات ارتدادية؟!.

ثم ان المؤسسة ولكونها غير اردنية اساساً، لامست وتراً حساساً في البلد، الذي يعيش فيه الناس مسلمون ومسيحيون مع بعضهم، دون نعرات او حساسيات، وكأن هناك من تسبب بغير قصد بالعبث بموقد النار وجمره، الذي لم نقترب منه طوال عمرنا.

آخرون قالوا ان المؤسسة اسلامية، ومن الطبيعي ان تفرض نمطاً معيناً، والقصة لا تتعلق باضطهاد ديني لفيفيان سلامة او الاعتداء على حرمتها او خصوصيتها.

هكذا اثارت القصة ضجة كبيرة، نحن في غنى عنها، خصوصاً، ان مصدرها الاساس جاء من استثمار عربي، والادهى والامر ان كثرة من النخب والجماعات والمؤسسات سكتت امام القضية، اما لخوفها من حساسية القصة، واما لرغبتها بالحفاظ على المستثمر.

لا الحكومة ولا البنك المركزي ولا اي طرف رسمي توقف عند القصة، فيما السفارات الغربية، وعلى رأسها الاميركية تابعت كل تفاصيل القصة، وكأننا نقول ان القصة لا تعنينا من قريب او بعيد، في مناخ من السلبية.

المثير في القصة انها استعملت لاذكاء التجاذبات بين المسلمين والمسيحيين، لرسم صورة تقول ان الاردنيين المسيحيين يتعرضون لاضطهاد، وعلينا ان نتذكر ان كل مناخات المشرق تفيض باشارات سلبية ضد العرب المسيحيين.

بصراحة لا يمكن اعتبار القصة مجرد لباس رسمي تعتمده المؤسسة، وهذه المؤسسة ورثت موظفيها من مؤسسة أردنية كانت تعمل في نفس المجال، وبالتالي لا قدرة لها على اطلاق شروطها كما تشاء، ولو قامت بالتعيين هي لفهمنا اشتراطاتها المسبقة، غير انها ورثت الكادر كما هو.

على هذا لايمكن ترك القصة، وهي دعوة للمؤسسة لأن تعود عن قرارها هذا، لاعتبارات كثيرة، وان تعيد الموظفة الى عملها، والا فلتقم اي مؤسسة بانصافها وتعيينها،حتى لا تصبح علاقة المسلمين والمسيحيين في كفة، ولبس المنديل في كفة أخرى.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جورج 28 مايو 2012 - 20:36 بتوقيت القدس
من المحزن من المحزن
من المحزن ايضا ان لا نرى تعليقا من الاخوة والاخوات. اذا كان موضوع طائفي بين انجيلي وكاثوليكي، لوجدتم التعليقات تغرق الموضوع. ما علينا. للأسف، هذه مؤسسة خليجية، وعلى ما يبدو ان الدول الخليجية اصبحت تحاول غرس قذارتها في دول الشام. على الوضع جديد على الاردن، التي لطالما كانت رمزا يفخر به، يبدو اننا ندخل في مرحلة جديدة ساخنة.
2. يوسف 28 مايو 2012 - 21:18 بتوقيت القدس
اويدك ياصاحب تعليق رقم واحد اويدك ياصاحب تعليق رقم واحد
صحيح يااخي لو كان موضوع علئ كاثوليكي او البابا او الفتيكان اوعلئ الانجيلي او البرتستانت او الارثدوكس لكنت قرات عشرين تعليق من فرسان اللي يحبوا مواضيع الطائفيه السخيفه
3. مؤمن 28 مايو 2012 - 21:30 بتوقيت القدس
إلى الأخ جورج إلى الأخ جورج
عزيزي جورج أنا بالعكس أخذت الموضوع بنظرة تفاؤل لسبب واحد أنها رفضت شيئا ضد مبادئها فبالتالي من الطبيعي ياعزيزي أنها قد تخسر عملها . أنا في إعتقادي ياعزيزي أنها هي الرابحة حتى لو خسرت وظيفة . لو نتفكر ياعزيزي ونتذكر أنا هناك إخوة لنا خسروا بلدانهم بسبب التدخل السعودي والخليجي المجحف بحقهم والسبب وراء ذلك هو البترول الذي لا زالت الحكومات الغربية تبيع مالها وماعليها من أجله . إذا كان في الخليج نفسه مؤمنين سلبوهم أهاليهم كل شيء بسبب إيمانهم بالسيد المسيح أو حتى بسبب عدم إقتناع البعض بالحكومة او بالوضع المخزي في بلدانهم فما بالك وأنت تعلم أن السعوديين على سبيل المثال يعتقدون أنهم أفضل من مشى على هذه الأرض . أنا من وجهة نظري أنها هي الرابحة في هذا الموضوع لأنها تركت مكان عمل قد يقلل من قيمتها وقد يحتقرها وقد يفرض عليها في المستقبل أشياء لا تقال وخصوصا أنني أعرف أبناء جلدتي جيدا فهم مع الأسف لا يلهثون فقط لأجل المال وحده , بل لأجل المال ولمآرب أخرى سيئة . ويجب أن نتذكر أننا لسنا من هذا العالم وأن الجميع زاغ وفسد لكن أعوزهم مجد الرب . ونتذكر الإضطهاد الذي يحصل لنا كمؤمنين بسبب إيماننا بالمسيح وأن نعي تماما ما يجب علينا فعله كما قال السيد المسيح : إفرحوا وتهللوا , هكذا إضطهدوا الأنبياء من قبلكم . فأكرر وأقول نشكر الرب أنها لم تخسر إيمان أو حياة بل هي خسرت عمل والعمل بدالوه عشرة وهي الرابحة في بادىء الأمر وفي نهايته
4. يوسف 29 مايو 2012 - 22:28 بتوقيت القدس
الصورة الحقيقية للاخوان والسلفيين الصورة الحقيقية للاخوان والسلفيين
هذه هي صورة تبين لنا فكر الاخوان والسلفيين اذا سيطروا على الحكم في الاردن فانهم سيضطهدون المسيحيين وبقية الطوائف .
5. ماجد الخطيب 25 يونيو 2012 - 23:01 بتوقيت القدس
لماذا سكتنا على فصل اردنيه مسيحيه لماذا سكتنا على فصل اردنيه مسيحيه
يؤسفني ان اسمع هذه الاخبار ويجب على الجميع رفضها لان الاردن كان دائما ارض المحبه والسلام بين ابناء شعبه من مسلمين ومسيحيين متمنيا ان تستمر العلاقه الحميمه بين الجميع والابتعاد عن التعصب الديني لان الدين لله والوطن للجميع
6. هانى بطرس 04 يوليو 2012 - 12:27 بتوقيت القدس
فصل مسحيه اردتيه فصل مسحيه اردتيه
عليكى بمكتب العمال وحقوقهم فى الاردن ووصليها للملك عبدالله وهو رجل حق وابعتيها لمكتب الامم المتحده ده ضد مبدائها التميز بسبب الدين
قد يهمك ايضا