بناء اول كنيسة في قطر ولكن لن تعلوها الصلبان

جدل حول افتتاح أول كنيسة بقطر: اصوات عبرت عن "الاشمئزاز" ازاء ارتفاع صرح مسيحي في بلد مسلم، والبعض يدافع...
08 فبراير 2008 - 02:00 بتوقيت القدس

يدور جدل في قطر حول الافتتاح المتوقع الشهر المقبل لاول كنيسة في هذا البلد, ففيما ارتفعت اصوات عبرت عن “الاشمئزاز” ازاء ارتفاع صرح مسيحي في بلد مسلم, دافع آخرون عن حق حوالى 100 الف مسيحي في قطر بالحصول على دور عبادة.

وذهب الكاتب في صحيفة “العرب” القطرية لحدان بن عيسى المهندي الى حد القول بان الكنائس في قطر امر “يثير الاشمئزاز”.


وقال في مقالة تم نشرها قبل اسبوعين “لا ينبغي ان يرتفع الصليب في سماء قطر ولا ينبغي ان يسمع قرع النواقيس في الدوحة”.

من جانبه قال المهندس راشد السبيعي في رسالة لصحيفة “الوطن” القطرية “لا يجوز لهم (المسيحيون) بناء دور عبادة” ولو انه اقر بانه يجب السماح للمسيحيين بإقامة شعائرهم “ولكن وفقا للاداب العامة ومن دون الحاجة الى اعطائهم تراخيص لاقامة معابد (..) اما المجاهرة والاعلان فلا”.

والكنيسة الكاثوليكية التي سيتم افتتاحها منتصف الشهر المقبل في قطر، التي يتبع معظم مواطنيها المذهب الوهابي, هي الاولى بين سلسلة كنائس للطوائف المسيحية وافقت قطر على بنائها. ونقلت صحيفة “الراية” عن الاب توماسيتو فينيراثيون المسؤول في مركز الرعية الكاثوليكية في الدوحة قوله ان “الكنيسة التي ستحمل اسم العذراء مريم لن تعلوها صلبان, وهي ستكون مجرد مكان للصلاة الجماعية” علما ان المسيحيين يحتفلون حاليا بشكل معلن بشعائرهم في منازل او في مدارس.

من جانبه قال الاب سلفرج من رعية الدوحة الكاثوليكية ان “الكنيسة ستفتتح في 15 مارس برعاية الكاردينال ايفان دياس مبعوثا من الفاتيكان”. ونشرت صحيفة “الراية” تحقيقا مطولا حول استعداد الجاليات المسيحية في قطر “للاحتفال بتدشين اول كنيسة يتم اقامتها في البلاد منذ 1400 عام”.

الى ذلك, قال الاب فينيراثيون ان “تكلفة الكنيسة بلغت حوالى 18 مليون دولار عدا كلفة الأرض” التي منحت للكنيسة بموجب عقد طويل الامد مع السلطات. من جانبه, قال الموقع الكتروني تابع للفاتيكان “ان قطر تستعد لافتتاح اول كنيسة كاثوليكية على ارضها منذ الف واربعمائة سنة بعدما وصل عدد المسيحيين فيها الى مائة الف”.

ومعظم المسيحيين في قطر من الوافدين الاجانب, خصوصا الهنود والفيليبينيين واللبنانيين اضافة الى الغربيين.

من جهته, تصدى العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين في قطر الدكتور عبد الحميد الانصاري لمعارضي بناء الكنائس في قطر عبر مقالات مرحبة بافتتاح الكنيسة. وقال الانصاري ان “اقامة دور عبادة لمختلف الاديان حق اساسي من حقوق الانسان كفله الاسلام قرآنا وسنة”.

واضاف ان “مرد الجدل الدائر هو الثقافة التعصبية بسبب تعليم ديني كاره للاخر وعادات واعراف مجتمعية انتقصت من حقوق غير المسلمين لمبررات قديمة سياسية وامنية انتفت الان”.

يرد الانصاري بقوة على معارضي اقامة كنيسة لاسباب شرعية, لاسيما على الكاتب لحدان المهندي الذي يبني معارضته على “خصوصية شرعية قررها  محمد” مستشهدا خصوصا بحديث نبوي يقول “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب”.

وقال الانصاري ان “هذا الاستشهاد لا يفيد منع الكنائس في قطر لان جمهور الفقهاء يرون ان المقصود به الحجاز ومكة والمدينة بالذات”. ودعا العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين الى “ان نرحب جميعا بوجود كنائس في قطر اعلاء للتسامح الاسلامي واظهارا للاخاء الانساني”.

من جهته يقول الداعية الاسلامي القطري الشيخ علي القرداغي لوكالة فرانس برس “لا ارى مانعا في وجود اماكن عبادة خاصة لكن بناء كنيسة او اي معبد اخر قد يكون امرا فيه اشكال”. لكن الاب فينيراثيون الذي يثمن جهود الحكومة القطرية, يؤكد ان الكنيسة الجديدة “لن تكون منطلقا لاي نوع من انواع التبشير”.

إلى ذلك, اعترض وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي على بناء الكنيسة “من زاوية قانونية ومجتمعية”. وقال النعيمي “يجب ان نعلم اولا ان قطر دولة اسلامية وليست علمانية بحسب دستورها وبالتالي كان يجب استفتاء الناس على اقامة هذه الكنائس لضمان القبول الاجتماعي لها”.

لكن الانصاري رأى ان “قطر اذ تسمح بها انطلاقا من مبدا عقلاني يلتزم بمواثيق حقوق الانسان ويترجم نص دستورها الذي يكفل حرية العبادة للجميع ويحقق المصلحة العامة”.

وتحتضن الدوحة منذ 7 سنوات مؤتمرا سنويا للحوار بين الاديان السماوية الثلاثة، وتحضره رموز الاسلامية ومسيحية ويهودية, كما تحتضن العاصمة القطرية مركزا لحوار الأديان. واكد الاب توم فينير ان “المسيحيين عموما والكاثوليك خصوصا سيحتفلون بعيد الفصح في مارس المقبل في كنيسة العذراء مريم” التي ستتبع من الناحية الإدارية والمالية لاسقف الخليج الكاثوليكي الذي مقره ابوظبي ويشرف على الكنائس في الإمارات وسلطنة عمان والبحرين واليمن.
 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. انا 08 فبراير 2008 - 00:00 بتوقيت القدس
عجبا عجبا
عجبا اقرأ وعجبا ايضا ارى , انها قمة العنصرية لردود فعلهم المعارض , يملؤون اوروبا وامريكا بالجوامع وينادون بحرية هناك وييفتحون حناجرهم ويتشدقون في توابل العنصريةوالكراهية سم اصلال تحت شفاههم وافواههم مملوءة لعنة ومرارة وارجلهم سريعة لسفك الدم وطرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه وليس خوف الله قدام عيونهم ويا ليت يستوعبوا ان بر الله هو فقط بالأيمان في يسوع المسيح .
2. نبيل 09 فبراير 2008 - 00:00 بتوقيت القدس
هناك آلاف المآذن في الغرب المسيحي ماذا بشأنها ! هناك آلاف المآذن في الغرب المسيحي ماذا بشأنها !
المقالة نشرت على صفحة العربية قبل يوم- ان ما يثير الاشمئزاز حقا بالاضافة لمناضر معابد ومآذن الديانات الباطلة الكاذبة هو أن يخرج من يتكلم من رجال الدين أن الاسلام دين سماوي.وكذلك اليهودي الذي لن يخلص أتباعه اطلاقا. الغرب يسايس ويساير العرب والمسلمين في كل شيء طمعا في الدنيا ولكن حال المؤمنين لا يمكن أن يكون كذلك. (في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم - كلام الرب يسوع المسيح له المجد)
3. sami 09 فبراير 2008 - 00:00 بتوقيت القدس
لي خراف اخر لي خراف اخر
لقد اعلن رب المجد يسوع انه(( لي خراف اخري ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضا ليكونوا رعية واحدة لراعي واحد)) . وبناء كنيسة هنا اوهناك انما يدل علي ان الله ساهر علي كلمته ليجريها ونحن ننظر عمله الذي لا يستطيع انسان علي هذه الارض ان يوقفه ونقول ههللويا يارب مااعظمك . امين
4. امير 10 فبراير 2008 - 00:00 بتوقيت القدس
الأسلام الأسلام
في المانيا وفرنسا اصبح يوجد جوامع اكثر من كنائس فما بالكم في بناء الكنائس في البلدان الاسلامية و اين هي حرية العقيدة اللتي تتطالبون يا ايها القوم.
5. عادل سيد سبع 15 فبراير 2008 - 00:00 بتوقيت القدس
من يزرع بالخيرات فبالخيرات يحصد من يزرع بالخيرات فبالخيرات يحصد
ما سوف تفعله دولةقطر الشقيقة ببناء كنيسة سوف يكون له أكبر الأثار الإيجابية على المدى البعيدوالقريبن والفائدة التى سوف تعود على العالمالإسلامى بتقليل فجوات الخلاف مع الغرب المرحلة الحالية إذا كانوا يصدقون فى نواياهم - ونحن فى امس الحاجة لذلك- للحب والسلام. و إلهنا هو مصدر الحب الوحيد.
قد يهمك ايضا