الأرمن يخشون على المواقع التاريخية في ناغورنو كاراباخ

منذ أيام، ودع الأرمن بالدموع دير داديفانك القديم في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها مع أذربيجان.

كان من المقرر أن يتولى الجنود الروس السيطرة الرسمية على الدير يوم الأربعاء وفقًا لوقف إطلاق النار الذي توسط فيه الكرملين، والذي أنهى ستة أسابيع من القتال العنيف بين أرمينيا وأذربيجان حول ملكية الاقليم الجبلي غير الساحلي. تم بناء الدير بين القرنين التاسع والثالث عشر، ويضم قبر القديس دادي، تلميذ ثاديوس الرسول، الذي نشر الإنجيل في أرمينيا - التي تُعتبر عمومًا أول دولة في التاريخ تتبنى المسيحية.

على الرغم من وجود قوات حفظ سلام روسية، فإن الأرمن يخشون على مصير الدير، وهم قلقون أيضًا بشأن مئات الكنائس والآثار والمقابر المسيحية الأرمينية الأخرى، التي ستخضع الآن لسيطرة الأذربيجانيين المسلمين.

في الأيام التي سبقت وصول قوات حفظ السلام الروسية، أشعل الأرمن الشموع في الكنيسة الرئيسية وأربع كنائس صغيرة مجاورة، وكانوا يصلون أمام اللوحات الجدارية من العصور الوسطى والنصوص الأرمنية المنقوشة على الجدران.

قال العديد من الأرمن إنهم كانوا يخططون للفرار من المنطقة وترك منازلهم والانضمام إلى آلاف آخرين. في 10 تشرين الثاني (نوفمبر)، أمر رئيس دير الدير بإخلاءه من الأعمال الفنية المسيحية المهمة، والأجراس والأحجار المتقاطعة.

وقالت امرأة كانت برفقة ابنتها للصحفيين الروس "لا أصدق أننا جئنا إلى هنا لنقول وداعا". قالت امرأة أخرى في منتصف العمر، "أنا متأكدة أنه في غضون أسبوع أو شهر أو ثلاثة، سنعود إلى Dadivank." وقال قس للصحفيين "لا أستطيع أن أصدق أنه يجب تسليم Dadivank للأذريين." كان الجنود الأرمن من بين الذين أخذوا إجازة في جنوب القوقاز، غاضبين من هزيمتهم في هذه الجولة من الصراع الذي اندلع بشكل متقطع منذ عام 1918.

في مقابلة مع بي بي سي في وقت سابق من هذا الشهر، رفض الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف المخاوف بشأن وضع الكنائس والآثار الثقافية الأخرى.

وفي وقت سابق حذّر برلماني أوروبي من أن الأديرة، الكنائس والمقابر المسيحية الأرمينية في ناغورنو كاراباخ معرضة لخطر التدمير بسبب ما وصفه بـ"الحرب والتطرف الإسلامي".

ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عن عضو البرلمان الأوروبي، ماركو دريوستو قوله يوم الإثنين أن "وقف إطلاق النار الموقع في التاسع من الشهر الجاري، أنهى أعمال العنف، لكنه أجبر أرمينيا على التخلي عن جزء كبير من أراضي ناغورنو كاراباخ التي أصبحت الآن في أيدي أذربيجان".