قرائتك للواقع تحدد قراراتك

صوت الرب لكل واحد منا يقول: اخرج من المغارة وقف على الجبل أمام الرب، حتى تتمكن من رؤية الأمور بطريقة صحيحة. انت تتفاعل مع الواقع بناءً على تفسيرك له، والتفسير مبني على الفهم
12 يناير 2019 - 11:01 بتوقيت القدس

قراءة الواقع وتشكيل القرار

كيف تقرأ الواقع الذي أنت تنظره؟

ان اهمية الاجابة على هذا السّؤال الهام مرتبطة بحقيقة قد تغفل عنها وهي أن قرائتك للواقع هي التي تحدّد قراراتك. لأنه حين تختم الرؤيا على ما أنت ترى، فإن إتّخاذ الخطوة العملية تكون سريعة جدا. لذلك، ما نحتاجه لكي نعيش بتوافق مع مشيئة الله الصّالحة المرضيّة الكاملة هو تطوير قدرة على قراءة الواقع بشكل صحيح.

سليمان الحكيم يكتب: "توكّل على الرّب بكلّ قلبك وعلى فهمك لا تعتمد" (ام 3: 5).

وهنا لي ملاحظتين: اولًا، هذا كلام مقدّس وهو بمثابة إعلان كتابي من الله للإنسان. لذلك قبول التّعليم يصبّ في مصلحتي. ثانيًا، معنى "فهمك" ليس "إستخدام عقلك" (لأن استخدامه نعمة وأمر الهي)، إنّما المعنى هو "رؤية الواقع بحسب منظارك". والحل هو: إتّكل على الرّب من كلّ قلبك وهو يريك الواقع الحقيقي!

عندما سُئل بطرس "أما يوفي معلّمكم الدّرهمين" (ضريبة الهيكل) أجاب فورًا باندفاعيّة ميّزته دون سواه: "بلى". بعدها، سأل الرّب بطرس "ممّن يأخد ملوك الأرض الجزية؟ من بنيهم أم من الأجانب؟" فأجاب بطرس: من الأجانب. حينها قال له يسوع: "اذًا البنون أحرار. ولكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر والق صنّارة، والسّمكة التي تطلع خذها، ومتى فتحت فاها تجد استارًا (اربعة دراهم) فخذه واعطي عنّي وعنك" (مت: 17: 24 – 27).

في هذه المعجزة تعليم وتوبيخ لمؤمنين مخلصين!

لننتبه، لا فضل لبطرس باصطياد السمكة، لكن سلطان الرب يسوع على سمك البحر هو الذي جعل تلك السّمكة بالذّات تأتي الى الصّنارة مباشرةً وفي فمها إستار (دون ان تبلعه). وهنا أقول، اذا كانت السّمكة تطيع أمر الرّب فورا، كم بالحري يجب ان يطيع المؤمنون الرّب حين يخاطبهم؟

من منظار تأمّلنا بخصوص قراءة الواقع كقاعدة لاتخاذ قراراتنا سنرى ان بطرس قرأ الواقع قراءة خاطئة فأجاب بحسب "سمعان" العتيق أن الرّب يسوع يجب ان يدفع الجزية! بالرّغم من كلّ ما رآه من الرّب يسوع وبالرّغم من انه عاين قبل قليل مجد الرّب على جبل التّجلي، لكن فهمه لشخص الرب كان خاطئًا والواقع الذي رآه وقيّمه بحسب فهمه كان خاطئًا وجعله يخطىء.

الرّب أرسل بطرس الى البحر ليأتي بإستار من فم سمكة هادفًا أن ينير ذهن بطرس من نحو حقيقة الرّب. عندما ذهب بطرس ليفتّش على صنارة ثم سار في الطّريق الى البحر وفي قلبه تساؤل من نحو السّمكة والإستار – كان هذا وقتًا طويلا راجع فيه بطرس افكاره من نحو يسوع وشعر بتوبيخ شديد لانه رآى بحسب فهمه وقرّر بحسب منظاره، عوض ان يرى رؤية القدير. كان الرّب يشكّل بطرس من جديد!

لو كان بطرس يرى بمنظار الله لتحوّل السّؤال "أما يفي معلّمكم الدّرهمين" إلى "اما يفي ملك الملوك وربّ الأرباب الدّرهمين"! حينئذ يقينًا ستتغيّر إجابته.

حين تكون لديك أفكار تتمركز حول فهم شيء يخص دائرة حياتك (العمل، الجيران، الكنيسة، الخدمات ....) اشير عليك ان تصلّي لكي ينير الرّب ذهنك فترى حسنًا وتقرّر وتسلك حسنًا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا