هذا السؤال شغل وما زال يشغل بال مؤمنين كثيرين الى هذا اليوم، مع ان المسيح له كل المجد قد فصل فيه منذ الفي عام! سألته امرأة سامرية عن مكان العبادة والسجود، فاجابها أن المكان ليس بذات اهمية، لان الله طالب ساجدين، لا سجود (يو 4: 23).
لذلك، أرى انه لا منفعة من تخصيص طاقات وموارد للفصل بالسؤال: اي جماعة تملك التعليم الصحيح؟ (وكم وكم إذا كان الادعاء عن احتكار الحق الكتابي)، وذلك لسبب بسيط ان التعبير "الصحيح" هو تعبير نسبي وليس تعبيرًا مطلقا!
بولس حذرنا قائلا ان "العلم ينفخ"، ووجه انظارنا ان "المحبة تبني" (1 كو 8: 1). ولأن بولس كان عنده ما يكفي من الاستنارة الروحية الصحيحة لكي يقدم تعليما صحيحا في هذا الامر، فانه كان يعلم انه سيكون من بين الاتقياء من يظن انه يعرف "شيئا" ما بشكل كامل لدرجة انه قد اقفل الباب من نحو هذا "الشيء" لأي تغيير او مراجعة او تجديد للذهن! على ضوء ذلك، أردف بولس ليكتب "فان كان أحد يظن انه يعرف شيئا فانه لم يعرف شيئا بعد كما يجب ان يعرف" (1 كو 8: 2). بل واضاف " ليس اني قد نلت او صرت كاملا، ولكني اسعى... " (في 3: 12)، وايضا " انا لست احسب نفسي اني قد ادركت... " (في 3: 13).
لذلك، اذا افتكر احدٌ عن جماعة اخرى أنه عندها "خلل في التعليم" ولذلك لا أمل أن يمارس الحق الكتابي بشكل صحيح، اقول له بكل اتضاع ان التعبير "خلل" في التعليم يعني ضمنا ان المتكلم "يعرف الحق" الذي طبقا له يقاس التعليم الذي يتمسك به الاخرون!! من اين لك؟؟
اذاً ماذا؟
بكل بساطة قلب واتضاع حقيقي، علينا ان نطبق المكتوب "واما ما قد أدركناه، فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه، ونفتكر ذلك عينه" (في 3: 16). النور الذي وصلني من عند الرب هو لي لكي اسلك بحسبه واقدمه بالنعمة للاخرين ليكون مادة روحية للمشاركة والصلاة، ولكن ليس لكي يكون اساسًا للادانة!
قد يسال احدهم: ولكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومه بولس مواجهة، لانه كان ملوما. وهكذا نتعلم ان الرسول بولس وجد خللا في تعليم وسلوك بطرس! اجابتي: حقا، بولس رأى في موقف بطرس خللا، وكان رد فعل بولس حقًا وصحيحا. لكن، يبقى السؤال من نحو الحاصل في ايامنا: من هو "بولس" (بمعنى: اي جماعة؟) ومن هو "بطرس"؟ من له الحق ان يميز الجماعات في ايامنا؟ انا لا اجرؤ ان اقوم بهذه المهمة! وانت؟
ليعطنا الرب نعمة خاصة لكي نعيش زمان الحياة الباقي مستثمرين كل قدراتنا وطاقاتنا لامتداد ملكوت الرب يسوع، وناتي بكثيرين الى دائرة الخليقة الجديدة.
معا في خدمة السيد - جميل ناصر