بين الاي فون ونوبل!

يظهر الرب مرة تلو الأخرى أن العالم معقّد ومركّب بشكل لن يستطيع العالم فهمه رغم التطور العلمي. ما زال العلماء ورغم التطور الهائل يحاولون رصد حركته وتركيبة. تظهر نظرية وسرعان ما يتم ضحدها. يسخر الرب من عنفوان وتبجح العلماء ويوضح لهم المرة تلو الاخرى انه لا يُشمخ عليه.
06 أكتوبر 2011 - 11:08 بتوقيت القدس

خطى العالم خطوات جبارة في العقود الأخيرة ونشهد خلال سنين حياتنا التطور الكبير الحادث يومياً. وربما كان اكبر دليل ملموس للتقدم العلمي هو الهاتف النقّال والتطورات الحثيثة والجبارة التي تطرأ عليه بين شهر وآخر. فخلال اقل من عقدين من ظهوره كهاتف بسيط وضخم الحجم تحول الى هاتف نحيف ظريف ومتطور بشتى الألعاب والبرامج المساعدة. تحول من "دبشة" تتزين عليها الارقام وال-send بالاخضر وال-end بالاحمر فحسب الى هاتف وكمبيوتر مدجج بالانترنت ، مرشد متحكم بالمواقع الجغرافية، مفكره عجيبة وكاميرا متطورة (8 بيكسل في الأيفون الحديث رقم S4 ) ومخزون هائل من الألعاب.

وقد ادى هذا التطور العلمي الباهر الى تربّع العلماء في مكانة مرموقة في أعين البشر وحتى الى تكوّن هالة حولهم وكأن بمقدورهم سبر غور أسرار الكون برمّتها. لقد ادى ذلك الى ادّعاء العلماء انه بمقدورهم فهم كل شيء والى "حقيقة" مفادها أن الطريقة العلمية في وضع النظرية ومن ثم الى اثباتها بالتجارب هي الطريقة الوحيدة للنظر للحياة بتجليّاتها المختلفة. بحسب ذلك - فلا مكان للمعجزة او لفوق الطبيعي. فالنظرية العلمية الشمولية تدّعي انه يتوجب إثبات كل شيء بالتجربة وما لا يمكن اثباته او اعادة تمثيله – ليس حقيقي اصلاً. اصبح العلماء وطريقة البحث العلمي مرجعاً حتى في سؤال يتخطى العلم أو العالم الملموس وهو حقيقة وجود الله. ادعّى بعض العلماء انه نظراً لاستحالة إثبات وجود الله بحسب معاييرهم فذلك يبرهن عدم وجوده.

من هنا اتى اعلان الفائزين في جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء في اليومين الأخيرين ليضع الشموخ العلمي في إطاره الصحيح. أخبار جائزة نوبل قزّمت المدّعين.

فقبل يومين أعلن اسم علماء الفيزياء الأمريكان الذين اكتشفوا ان الكون في اتساع مستمر. لقد كان الفكر السائد ان حركة الكواكب في الطبيعة في تباطئ مستمر في سبرها في الكون بعد الانفجار العظيم ونظراً لنظريات نيوتن في انجذاب الأجسام لبعضها. لسنوات طويلة اتخذ الفيزيائيون قوانين نيوتن الثلاثة كأساس للحركة في الطبيعة. ولكن النظرية النسبية التي اكتشفها العالم البرت اينتشتاين أثبتت ان قوانين نيوتن محدودة ولا يمكن تطبيقها في كل حالات الحركة . كما خلص اينشتاين ان سرعة الضوء هي الأسرع في الكون. مؤخراً تم قياس سرعة لجزيء هي اعلى من سرعة الضوء. اكتشاف الفيزيائيين الحائزين على جائزة نوبل يخلص أيضاً الى وجود "مادة سوداء" في الكون تشكل 70% من الكون ولا نعرف شيء عنها!! وأصبح العديد من الفيزيائيين يقولون ان أساسات نظرية اينشتاين نفسها قد اهتزت حتى الأركان الآن وهناك حاجة لفيزياء جديد ومن نوع آخر!!

أما أمس فقد أعلن الفائز بالجائزة العالمية الشهيرة في الكيمياء وهو عالم إسرائيلي من التخنيون هو البروفيسور دانيئيل شيختمان .وقد فاز البروفيسور بالجائزة لاكتشاف بلورات في المادة. اعتقد العلماء حتى اكتشاف هذا البروفيسور ان البلورات متناظرة وشكلها دوري ولكنه وجد 3 أنواع جديدة من بلورات في المادة يناقض وجودها وشكلها هذه الدورية.

يظهر الرب مرة تلو الأخرى أن العالم معقّد ومركّب بشكل لن يستطيع العالم فهمه رغم التطور العلمي. ما زال العلماء ورغم التطور الهائل يحاولون رصد حركته وتركيبة. تظهر نظرية وسرعان ما يتم ضحدها. يسخر الرب من عنفوان وتبجح العلماء ويوضح لهم المرة تلو الاخرى انه لا يُشمخ عليه.

لقد وهبنا الله الفكر بالخليقة ويريدنا الاستزادة من عظمته بسبر غور الكون بتواضع وبإعطاء المجد على السموات التي تحدث بمجد الله والفلك الذي يخبر بعمل يديه.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. luca 06 أكتوبر 2011 - 11:11 بتوقيت القدس
wow wow
الرب يباركك على هيك مقال كتيييييررر حلو, وعنجد الرب مخفي اسرار عظيمه بالكون وبالخليقه من الصعب فهمها او اكشافها, الرب عظيم.
2. عنان نجار 06 أكتوبر 2011 - 13:02 بتوقيت القدس
عظيم عظيم
الة عظيم ويتعظم اكثر من خلال الاكتشافا من العلماء الباحثين .
3. ابن الرب 06 أكتوبر 2011 - 22:46 بتوقيت القدس
شيئ يستحق القراءة ! شيئ يستحق القراءة !
بالفعل يا أخ بطرس كلام موزون، كل يوم عمالنا منواجه هاي التحديات داخل جامعاتنا... و لكن من الصعب علينا اقناع الاساتذة بهذه الحقيقة و لكن نؤمن ان الرب حكيم و له طرقه الخاصة لإثبات نفسه... وكما ذكرت بتعليق سابق... ليكن قلمك و فكرك بركة لنا جميعا باسم المسيح يسوع لأن بلادنا العربية بحاجة لأمثالك. ربنا يباركك و يستخدم قلمك لإنارة العقول لمجده الأبدي