فيلم 2012 من اخراج السينمائي الامريكي الجنسية و الالماني المولد رونالد امريخ، يتعرض لنهاية العالم يوم 21 ديسمبر 2012، اي بعد ثلاث سنوات منطلقا من اسطورة قديمة لقبائل "المايان " و التى ترى ان الارض ستتعرض الى دمار شامل و يتحول القطب الجنوبي الى شمالي و العكس صحيح.
دمار و محيطات تغرق القارات و براكين و شهب تسقط من السماء و تخرج من الارض لهيبا،و يستمرذلك خمسة اسابيع قبل ان يعود الوضع طبيعيا.
مناظر الامواج التى تأتي بارتفاع 200 متر في نهاية الفيلم و ربما اكثر، و الزلازل الكبرى التى تدمر شبكات الطرق و تسقط ابنيه و ابراج بالكامل مثل الدومينو، و صور القتلى و الغرقى بالالاف يدفع بالتساؤل، و هل ممكن حدوث ذلك بهذا الكم و تلك السرعة ؟، و كيف ستتم مواجهتها؟ و ما هي خطط الانقاذ العالمية ؟.
ولكن لا جدل في التقنية المتفوقة للتصوير و الاخراج الابداعي لتلك المناظر الفاجعة و المخيفة التى تحمل رهبة يوم "الاخرة".
و لعل صورة قلب حاملة الطائرات الامريكية كندي وسقوط الطائرات من عليها خلال موجة ارتفاعها ثلاثمئة متر و من ثم ارتطامها بالبيت الابيض و غرق نيويورك و واشنطن و صور غرق جبال التبت و الصين، كلها محاولات مبهرة في اخراج سينمائي غير طبيعي.
الاعتراض المسيحي على الفيلم
شرخ بين يد الله و يد ادم في اللوحة الشهيرة في كنيسة سيستان، تهدم كنسية سان بتسبرج في الفاتيكان، وسقوط البابا قتيلا، تهدم تمثال المسيح في البرازيل كلها تحققت في الفيلم باستناء تهدم الكعبة، و هو مااثار حفيظة احد رئيس في الكنس الكاثوليكي "بن دي لو " والذي اتهم الفيلم بمعاداة المسيحية، وقال : هي كذلك دوما روح هولويوود "ضد المسيحية ". و اتهم المخرج الالماني الامريكي بأنه جبان لعدم ذكر مواقع اسلامية ستدمر.
و تسائل الاعلامي جريج جاتفيلد عبر محطة تلفزيونية امريكية لماذا لم يكن هناك اي تحطم لرمز اسلامي، و لم يكن هناك دمار للكعبة او اغراق للمنطقة والتى تقع على نفس خط الامواج المرتفعه؟
و كان الرد من المخرج الالماني، انه فكر في ذلك و كان يرغب في تصوير مشهد هدم الكعبة و تدميرها، و لكن مساعد كاتب السيناريو"هارولد كراسلر " قال له ليس من اجل فيلم تقدم راسك للمذبحة في فتوى اسلامية..!!!
و استشهدوا في حديثهم للجرائد الامريكية المنشورة على مقتل السينمائي "فان جوخ " و الذي قتل في الثاني من شهر نوفمبر 2004 في الدانمارك بسبب فيلمه الذي تناول النساء في الاسلام و ضربهم. محجبة تظهر عارية و بها وشم على ظهرها يحمل ايات قرأنية. " " و نتيجتة حادث اغتيال.. Submission “ يحمل الفيلم اسم "قتل المخرج السينمائي و تم وضع علم في احشائه لاجل فيلم مدته عشر دقائق و انا غير مستعد لان اقتل لاجل فيلمي "، انتهى الاقتباس وهذا هو ما صرح به المخرج الالماني.
و لكن هذه هي النظرة للعرب و المسلميين في الخارج، ارهابيون للفكر و قتله للابداع والحريات.
افلام الكوارث مجتمعة في فيلم واحد
و عودة للفيلم، الذي يعرض في كل انحاء العالم تحت دعاية مكثفة منذ سته اشهر في اكبر دور العرض، باريس و لندن و امريكا و كندا و الصين و المانيا و مصر و الاردن و دبي و غيرها،ليصور كيف هي النهاية.
لقد جمع الفيلم معا افكار افلام سابقة للكوارث، و اختار مشاهد من خمسة عشر فيلما سابقا عن الكوارث تماثلت في غرق التايتانيك و فيلم الطائرة و الزلزال والاعصار و البركان و غيرها واضاف جانبا مسليا و دعابة و انتقادات، و اظهر غياب العدالة بين البشر و الجنسيات، و الانتهازية و سطوة راس المال و اهمية العلماء و الفيزيائين للعالم اكثر من الساسة و الحكام..
و اختار المخرج ان يكون الحل في سفن امريكية عملاقة، تماثل سفينة نوح تنقل الناجون الى اعلى قمة جبلية، و هي نفس القصة التاريخية القديمة، واعدت لتلك الغاية بتقنية ميكانيكية مبهرة، و دفع كل ناج من الدمار مليار يورو ليكون على متنها ضمن شروط السرية و عدم الافصاح عن خطة الهروب من كارثة الارض، و ظهرت تقنية الهواتف الجديدة التى تعمل بالبصمة الالكترونية و تسمح بمعرفة يوم و مكان و كيفية التوجه الى تلك السفن العملاقة و التى هي مدن كاملة يوم الدمار..
سفن، بحجم مائة ضعف لحاملة الطائرات و مجهزة بكل انواع الطاقة و الالكترونيات و المطارات و الهليكوبتر في اعجاز هندسي حقيقي يحتاج التأمل. سفن حملت ملكة بريطانيا و حاكم عربي و روؤساء العالم في الوقت الذي رفض الرئيس الامريكي ان يغادر امريكا وبقي الى جانب الشعب الامريكي بطلا تاريخيا.