فليُضئ نوركم هكذا قدام الناس

هذا هو التزامك كمؤمن. فعليك أن تُضيء في كل مكان وفي أي مكان؛ في عائلتك، ومدرستك، وجيرانك، ومكان عملك، ومنطقة إقامتك، وبلدك – في كل مكان!
09 ديسمبر 2020 - 14:37 بتوقيت القدس

شدّتني كثيرا الاضواء البرّاقة والنور المُتدفّق من بيوت كثيرين في منطقتنا في هذه الايام (في بلدي وفي البلاد المجاورة). لكنني تنبّهت الى ان مشاعري لم تكن ممزوجة كليّاً بفرح العيد القريب (عيد الميلاد المجيد) لكن الحيرة انتابتني من نحو "حُصّة" صاحب العيد بهذه التزيينات والانوار المُشعّة.

لذللك، اشارك مُحبّي الرب يسوع بهذه الكلمات القليلة عن حقيقة الاحوال، مُصليّا لاجل كل عضو في جسد المسيح ان يمتحن نفسه في نور كلمة الله.

يوحنا المعمدان اتى ليشهد للنور لكنه لم يكن النور. يوحنا اللاهوتي يكتب ان "النور الحقيقي" الذي ينير كل انسان كان اتيًا الى العالم (يو 1: 9). انه شخص الرب يسوع المسيح، وليس سواه. الرب له كل المجد قال هذا الاعلان عن نفسِه انّه هو نور العالم وان كل من يتبعه لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8: 12).

لكن الرب ذاته  قال عن التلاميذ "انتم نور العالم" (مت 5: 14)، ويوحنا الرسول يكتب في الرسالة بعد صعود الرب مُمجدًا الى السماء ان "النور الحقيقي الان" يضيئ في العالم (1 يو 2: 8).

فماذا اذن؟
ببساطة، الرب يسوع هو النور الحقيقي وحده، ولكنه استودع نورَه في تلاميذه (وكل المؤمنين) لكي يُنيروا من خلال هذا النور وسط عالمنا المظلم! نحن مستودع نور المسيح! انه حقا امتياز كبير ولكن ايضا مسؤولية عظيمة.

لذلك، اتى التحريض على فم السيد "فليُضئ نوركم هكذا قدام الناس" (مت 5: 16). كل مؤمن تقي يعلم انه في ذاته لا يوجد نور يضيئ، ولكن نور المسيح قادر بكل يقين ان يُنير من خلال المؤمن. الطبيعة نفسها تعلمنا ان القمر (رمز للكنيسة) مُظلم في ذاته، ولكنه يلمع جمالاً عندما يعكس نور الشمس (رمز للرب له كل المجد). وهذه التبعيّة للرب (المُضيئة) يجب ان تكون مُعلنة وليست خفيّة، ولذلك ينبغي ان نور المسيح الذي يضيئ من خلالنا يكون مُعلناً قدام جميع الناس. فقط عندها نستطيع ان نُثمر باعمالٍ حسنة تُمجّد ابانا الذي في السموات.

ارى نافعا ان اشير ان المحك (او الامتحان) للسؤال هل النور الذي يُشع من خلالي او من خلال زينة بيتي هو نور حقيقي ام لا، مربوطٌ بالنتيجة النهائية: هل يُمجدوا ابانا الذي في السموات ام لا؟

التعبير "النور الحقيقي" ياتي لكي يصنع مفارقة واضحة بينه وبين النور الزائف. وسط عالمنا المليئ بالزيف يوجد ايضا نور زائف كثير. والسؤال من نحو دائرة المؤمنين هو هل نعكس نور المسيح ام اننا انخرطنا في نور العالم الزائف؟

ها انا انظر الى بيوت اولاد الله وارى انوارًا كثيرةً لا تختلف اطلاقا عن انوار المُنتسبين او حتى المُلحدين الذين يُشبعون رغباتِهم الارضيّة بدون اي علاقة مع النور الحقيقي، مُستعملين اضواءً كثيرة وساطعة.

اين نحن من النور الحقيقي؟ اين انت؟ اين انا؟ كل واحد يُعطي اجابةً عن نفسه. لكنّني اصلي لاجل الجميع ان نفتكر ونسلك عمليًا بما يرضي ذاك الذي اتى مُتجسدا لكي يموت عنّا على الصليب. 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا