النير المخالف - الجزء الثالث: الصداقة

الجزء الثالث من سلسلة مقالات الأخ أيهاب عليمي - النير المخالف - الصداقة. الصداقة هي غاية وهدف لملء دافع الشعور بالوحدة، الاحتياج الى رفيق ومعين فالصديق هو الغاية لملء فراغ واحتياج نفسي وروحي.
10 يوليو 2011 - 23:53 بتوقيت القدس

الصداقة هي غاية وهدف لملء دافع الشعور بالوحدة، الاحتياج الى رفيق ومعين فالصديق هو الغاية لملء فراغ واحتياج نفسي وروحي.

الصداقة هي احتياج ضروري يبدأ في سن الشباب، لانه تصبح للشاب ارادة لتكوين علاقات وثيقة مع اشخاص يختارهم هو. لكي تتم الصداقة لا بد من ملائمة العواطف والافكار والاهداف بين الصديقين. فالصداقة لا يمكن ان تبنى الا بعد فترة تعارف وتقارب وبعد ملائمة الواحد للآخر، ولا بد من تقديم التنازلات من احد الطرفين عن اشياء معينة وربما اساسية لكيما يكتمل التلاؤم والتناغم بين الطرفين، وكثيرًا ما يكون التنازل مكلفًا لأحد الطرفين.
لكي يحتل الصديق مكانًا في قلبك وفي فكرك وفي طريقك لا بد ان تفرغ له مكانًا، وتنحي جانبًا اخرين لكيما تعد المكان للصديق الجديد. قد يكون الاشخاص الذين تنحيهم جانبًا مهمين كأبيك، أمك او أخيك او ربما تتنازل عن مبادىء او افكار وعقائد او قيم وذلك ليتسنى اعداد مكان للصديق الجديد.

أهمية الصداقة ومدى تأثيرها :
1. الشاب يتأثر كثيرًا بافكار وميول وسلوك أصدقائه أكثر من تأثره من أهل بيته.
2. الشاب عادة يقلد اصدقاءه، سواء فعل ذلك وعيًا ام لا، اي سواء شعر بذلك ام لم يشعر.
3. عادة هنالك امور يسهل على الشاب مشاركة صديقه عن مشاركة اهله. الصداقة لها التأثير الكبير على تكوين شخصيتك والعشرة تترك اثرًا ليس بالسهل محوه فيما بعد، تأثير على خلقك الداخلي وشخصيتك الخارجية كما وضح الحكيم " لا تستصحب غضوبًا ومع رجل ساخط لا تجيء لئلا تألف طرقه ( اي تتعلم اساليبه ) وتاخذ شركا الى نفسك " امثال 22 : 24-25. هناك مثلا معروف يقول " قل لي من تعاشر اقل لك من انت " وهذا ما سبق واكده الحكيم " المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يضر " امثال 13 : 20، و " ان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة " 1 كورنثوس 15 : 33 ومما يؤكد اهمية الصداقة وتاثيرها ايجابيًا او سلبيًا. قال النبي عاموس " هل يسير اثنان معا ان لم يتواعدا " عاموس 3:3، بما معناه لا يمكن لاثنين ان يسيرا معًا في طريق واحد الا اذا تواعدا، اي اتفقا على مسلك واحد وهدف واحد فكيف يسير المؤمن مع غير المؤمن كأصدقاء في طريق واحد. بكل تأكيد على حساب تنازلات من الواحد للاخر وغير المؤمن لا يوجد عنده ما يتنازل عنه وبذات الوقت غير المؤمن لا يحتمل الامور الروحية التي عند المؤمن. فالمطلوب للمشي معًا ان المؤمن يقدم التنازلات عن الامور الشريفة ليصطحب هذا الصديق وهل هذا يليق ؟ هل تقبل ايها المؤمن وترضى ان تدفع هذا الثمن لكيما تحتفظ بهذا الصديق ؟ الا تذكر ما قاله الحكيم " المكثر الاصحاب يخرب نفسه ولكن يوجد محب الزق من الاخ " امثال 18 : 24.

ان كنت تحتاج الى رفيق او صديق تحكي له وتبوح له بكل أسرارك، شخص يهتم ويَعلم كل احتياجاتك الروحية والنفسية والجسدية، صديق يطلب خيرك، فسر نحوه انه في انتظارك فهو المحب الالزق من الاخ هو ربنا وفادينا يسوع المسيح. ما أحلى ان ينطبق علينا القول الذي قيل عن موسى في خروج 33 : 11 " ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرب صاحبه ".

من الجهة الاخرى علينا ان نعرف ان الصداقة مع المؤمنين حلوة ومهمة جدًا ولكن لننتبه ان لا يكون تعلقنا بصديقنا أكثر من تعلقنا بالرب فينطبق علينا القول الذي قيل عن لوط " لوط السائر مع ابرام " تكوين 13 : 5 بدل ان يكون السير مع الله فحين ترك ابرام، اندمج في سدوم الشريرة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا