الأم، الربيع، الجمال

الأم هي كنز جواهر ثمينة من أغلى الصفات الرّفيعة. إنها لوحة من أروع التّحف وأجمل اللّوحات التي رُسمت بيد الله وقد ذيّلها بختمه وتوقيعه، معلنًا في اتقائها إيّاه أنها له، ولذلك يمتدحها
21 مارس 2013 - 10:01 بتوقيت القدس

الأم هي كنز جواهر ثمينة من أغلى الصفات الرّفيعة. إنها لوحة من أروع التّحف وأجمل اللّوحات التي رُسمت بيد الله وقد ذيّلها بختمه وتوقيعه، معلنًا في اتقائها إيّاه أنها له، ولذلك يمتدحها (امثال 30:31). فالأم ينبوع حنان نادر يعجز اللسان عن وصف عذوبته، والقلم عن تصوير دفْقه. فهي الحب؛ والحب هو أرق وأعظم كلمة في كتاب الوجود على الإطلاق. كما ان قَصر الحب هو قلب الأم النّابض بكل عطف وقوة (امثال 22:31). كذلك هذا الحب قد امتزج بحكمتها (امثال 26:31)؛ ونحن نعجب من صبرها وتضحيتها، وإخلاصها الذي لا يتغير بل يتجدد في كل يوم بصدق محبتها. فكم من أزمات تحتمل، وكم من صعاب بها تجتاز، ومع ذلك نجدها صامتة صابرة، لأنها امرأة تقيّة فاضلة تحيا لفادي حياتها. وهي رائعة، بارعة، تجارتها التقوى مع القناعة؛ لذلك قد تربّعت على عرش الفضيلة والجمال فوجدت مبدعة في كل شيء. فالأم المتقية الرّب هي أجمل من الجمال نفسه، فالجمال يقوم ليضع في عنق هذة الأم الفاضلة قلادته لتبدع في تقديم قصيدة الحسن والحياة. فالعيشة لا تتألّق وتتجمل في بيتها ومع أولادها إلاّ برونق حياتها النّبيلة. فحياتها ريشة فنّان ماهر وانجيل مقروء، وحسنها فيّاض قوي وآسر وعميق الأثر؛ "فبنات كثيرات عملن فضلا، أما انت ففقت عليهن جميعا" (امثال 29:31). تفوقت! ذلك لأنها ترضي الله وتخافه بإجلال معطية إيّاه مكانته الفُضلى والأولى في حياتها. لذلك عنوانها النجاح مع رجلها المعروف بسببها في الأبواب (امثال 23:31)؛ إذ قد قيل إن "وراء كل رجل عظيم امرأة". أجل، لقد نجحت لأن رسالتها لأهل بيتها رسالة فضيلة وقدوة تقويّة، لذلك هم يطوبونها.

هذه الأم النبيلة والزّوجة الحكيمة، ذات أخلاق رفيعة تعي وتحترم أنوثتها، وذات قلب مملوء بالرحمة والنعمة، وزينتها بديعة ومقدسة، إذ تتحلّى بزينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن (1 بط 3:4).

هذه المرأة والأم في آن معاً، لا ترضى بعبودية الشهوات ولا بِزيّ ثياب ملوم، لأن العز والبهاء لباسها (امثال 25:31) والرب هو الكل في حياتها، هو شبع قلبها. إنها تتمتّع بحس روحي مرهف وبنظرة ثاقبة للأمور التي تأتي في طريقها وأهل بيتها، فهي ترى يد الله في كل الأشياء والأحداث، لذلك تعلم أنه مهما جرى فالكل يعمل معًا لخيرهم ولخيرها.

وفي تميُّزها بروح اللطف والانضباط، كامرأة فاضلة، غدت أشبه بتاج مرصّع بالذهب والجمان في عيني الله، فقد ملكت الصفات السامية للأم والزوجة، التي كلما نظر الرب إليها يبتسم تعبيرًا عن الرضى والسرور، تماماً كما ينظر رسام إلى لوحة نادرة أبدع فيها وفرغ لتوه من رسمها. إنها لوحة رائعة الجمال والأدب، مليئة بالفتنة والأنوثة المهذّبة تأسر ألباب ناظريها.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. rogeh es. 21 مارس 2013 - 08:29 بتوقيت القدس
the love of the mother the love of the mother
kol sene wente salme a5t rooz aem ehab..alrb ybarkek kol yoom wy3teke so2al kalbek..amen