السّلم المجتمعي في عينيّ اختصاصية نفسية رائدة

فيما يلي تسليط الأضواء على نقاط ومضامين هامة في مفهوم ووجهة نظر الإختصاصية النفسية رائدة دعيم في مجال ثقافة السِلم المجتمعي:
17 نوفمبر 2016 - 00:19 بتوقيت القدس

مقابلة عزيز دعيم
مع الاختصاصية النفسية رائدة دعيم

د. عزيز دعيم مع زوجته الاخصائية  النفسية رائدة
الدكتور عزيز سمعان دعيم وزوجته الاخصائية النفسية رائدة
 

في مقابلة خاصة قمت بها مع زوجتي الغالية وشريكتي الرائعة في حياتنا الزوجية والعائلية واليومية، رائدة دعيم، وذلك بحكم خبرتها الواسعة وريادتها في مجال علم النفس العلاجي والتربوي، وإدارتها المميزة للعيادة النفسية القطرية التابعة لمستشفى زيف (صفد) في قرية المغار، ودورها الهام للمجتمع من خلال البحث الكبير الذي تديره ضمن دراستها للدكتوراه في جامعة تل ابيب، بدعم وزارة الصحّة، في تقصي حاجة الشبيبة العربية كأقلية لمراكز العلاج النفسي للأطفال والأحداث، وايمانًا مني بأهمية ما ستقدمه لدراستي الأكاديمية في محاولة تقصي مجال السّلم المجتمعي في الجليل، لذلك اخترتها ضمن من اخترتهم في مقابلاتي لإثراء هذا المجال الذي يحتاج إلى تسليط الضوء عليه من أجل رفع مستوى التوعية المجتمعية له. 
ولزيادة الفائدة قمت بتوثيق بعض المقابلات بما فيها المقابلة الحالية لنشر وتعميق فكر ثقافة السلم المجتمعي وتطوير مجتمع سلمي.
فيما يلي تسليط الأضواء على نقاط ومضامين هامة في مفهوم ووجهة نظر الإختصاصية النفسية رائدة دعيم في مجال ثقافة السِلم المجتمعي:

  • مفهوم ثقافة السّلم المجتمعي:

ثقافة السِلم هي التواصل الايجابي مع البيئة المحيطة، بحيث تُبنى البيئة ويُبني الأفراد من خلال عمل ومتابعة أشخاص مسؤولين يرون أنفسهم مشاركين في نتائج البناء.

  • مفهوم نشر ثقافة السّلم المجتمعي في المدرسة أو المؤسسة التربويّة:

نشر ثقافة السِلم يتطلب تعاون واحترام متبادل بين المؤسسات والهيئات، بحيث يتم تسخير كل شيء من أجل بناء الإنسان، فالمنطلق الأساس هو أن الإنسان في المركز.

  • دور الإدارة المدرسية في نشر ثقافة السّلم المجتمعي:

الإدارة هي الرأس، كما يفكر الرأس هكذا يفعل الجسم، بدون أن يقوم الرأس بالتفكير والتخطيط لا يعمل الجسم. الرأس هو الذي يعمل التناغم والتناسق بين الأعضاء، يبني خطط استراتيجية ويتوقع العقبات ويضع الحلول ويصنع المستقبل.

  • العوامل التي تعزز بناء شراكة مجتمعيّة بين المدرسة والمجتمع المحلي لنشر ثقافة السّلم المجتمعيّ:

هنالك مجموعة من العوامل التي بإمكانها تعزيز نشر ثقافة السِلم، منها:
-    مدى التواصل الحقيقي بين المدرسة والمجتمع، فكلما كان التواصل أكثر كلما كان التأثير أكبر.
-    أن تكون الأهداف محددة وقابلة القياس.
-    أن يَنصبّ التفكير على حاجات المجتمع وكيفية تحقيقها.
-    أن يتم تحضير وتدريب سفراء من المدرسة للمشاركة في الهيئات المجتمعية، كلجنة أهالي، وشركاء أكاديميون، والعمل على تواصل مع البلدية بهدف دعم المدرسة وأنشطتها وتعميق ربطها مع المجتمع. 

  • العقبات:

من أهم العقبات:
-    عدم وجود ارتباط وشراكة حقيقية، وضُعف في الثقة والتعاون بين المدرسة والمجتمع.
-    اهتمام المدرسة وانشغالها فقط في الأهداف التعليمية والتحصيل دون أن ترى الطالب كانسان له حاجاته.
-    عدم وجود استعداد من المجتمع للتعاون مع المدرسة وتقدير خدمتها له ودورها.
-    عندما تكون فوضى في المدرسة، أي تعمل بشكل عشوائي، بدون استراتيجية ورؤيا، وأهداف وقيم ومنهجية. 

  • الحلول المقترحة:

أقترح مجموعة من الحلول:
-    توثيق الاتصال العام والشراكة بين المدرسة والأهل.
-    أن تحدد المدرسة رؤيتها وأهدافها.
-    أن تُبنى أجسام لتكون حلقة وصل بين المدرسة وبين المجتمع مثل لجنة أهالي، مجلس إداري مرتبطة مع المجتمع.
-    أن تبحث المدرسة عن مشاريع مهمة للمجتمع وتربط معه تعاون وانتماء، على سبيل المثال المساهمة في برامج وأنشطة تتعلق بنظافة البيئة والأحياء.

  • عناوين ومضامين أهم الأنشطة المرتبطة بثقافة السِلم المجتمعي:

ممكن البدء بمشاريع مثل: 
-    حملات تطوعية.
-    مشاركات احتفاليه مع المجتمع في أعياد ومناسبات خاصة.
-    مبادرات إبداعية، فنيه، تراثية، بالمشاركة والاستعانة بأشخاص موهبين، محترفين من المجتمع.
-    توعيه للطلاب لقضايا مهمة في المجتمع عن طريق أفلام ومحاضرات.
-    حملات تبرعات وإغاثة مع فهم الفكرة من ورائها.

في ختام المقابلة، لخصت الاختصاصية النفسية رائدة دعيم مفهومها ورسالتها للمجتمع بخصوص ثقافة السِلم المجتمعي بقولها: أنا هو الآخر والآخر هو أنا (الآخر هو شخص أو مجتمع)، فمثلما أهتم أنا بالمجتمع وأبنيه هكذا المجتمع يبنيني، فالسِلم المجتمعي متى تعزز وتعمق في المجتمع يسهم في بناء الفرد والمجتمع معًا، فلنعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا ولمجتمعنا.

 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا