المجالس المليّة الارثوذكسيّة ليست وجاهةً

ترددتُ كثيرًا قبل أن أخوض في مثل هذا الموضوع ، فالأمر لا يخلو من الحساسيّة ، خاصةً وأنّه يتعلّق بأناسٍ مُحترمين أقدّر جلّهم سواء عرفتهم او لم أعرف.
05 ابريل 2016 - 00:42 بتوقيت القدس

ترددتُ كثيرًا قبل أن أخوض في مثل هذا الموضوع ، فالأمر لا يخلو من الحساسيّة ، خاصةً وأنّه يتعلّق بأناسٍ مُحترمين أقدّر جلّهم سواء عرفتهم او لم أعرف.

انّه يتعلّق بالمجالس المليّة الارثوذكسيّة في البلاد ؛ هذه المجالس والتي من المفروض ان تخدم الكنيسة والمؤمنين ، وأقول من المفروض !.

كنيسة ارثوذكسية

لقد استوقفني خبر في احدى الصّحف العربيّة المحليّة ، يحكي عن احد اعضاء مجلس ملّي في بلدة عربيّة في الشّمال ، كتب بصورة مُقزّزة في تغريدة مشؤومة له ورسم صورة تسيء للرب يسوع والى صليبه الكريم المُحيي، الذي هو هو محور ايماننا .

هذا الأمر صعقني وهزَّ كياني ، رغم أنّني أعلم بل وأثق انّ الربَّ يغفر ويسامح ويصفح ، ولكن – ومع هذا كلّه - الأمر يحتاج الى وقفة والى حساب والى رأيٍّ.

كيف وصلنا الى هنا ؟!!

وكيف وصل انسان من هذا الصنف لأن يكون عضوًا في مجلس من المفروض ان يكون مُقدّسًا ؟!!

وهل يجب ان تكون هناك معايير لكي ما نُرشّح أنفسنا لمثل هذه الخدمة المُقدّسة أم يكفي ان يكون أحدنا ابنًا لعائلة كبيرة ويحمل شهادة جامعيّة حتى تنفتح الابواب الموصدة أمامه، علمًا أنّه لا يعرف الرّاعي الصّالح ولا رعيته ولا المرعى ولم يشرب ولم يرتوِ من ينبوعه الفيّاض، فلا فرق لديه بين العنصرة والصعود الالهيّ أو التجلّي ، وإن حدث وطُلبَ منه ان يرفع صلاة " الأبانا" يروح يتأتئ .

لا اتجنّى – والربّ يعلم- ولستُ أقصد الجميع ، فهناك من يستحقّ وأكثر ، وهناك من يُضحّي من ماله ومن وقته وطاقته وأعصابه في خدمة الربّ المُحبّ ، ولكن هناك من رشَّحَ نفسه من باب أن يحظى بالوجاهة و" شوفوني يا ناس" ومن أجل الحصول على مركز مرموق ناسيًا أو متناسيًا أن الزعامة الحقّة والوجاهة المُثلى هي في الخدمة بعيدًا عن كلّ مأرب أو هدف شخصيّ.

وممّا يثير ضحكي واستهجاني ان المجالس المليّة الأرثوذكسية في سوادها الأعظم تتألف من منزلتين فترى الصراعات والمصادمات والنزاعات ترقص في كلّ يوم وتحتفل في كلّ مناسبة وجلسة، فلا تواصل مع الكاهن ولا تواصل مع المؤمنين ، بل شلل وخمود وفتور، ناهيك عن الخلافات التي قد تطفو فوق غرفة الجلسات ممّا يزيد الطين بِلّة ويُحبط من عزم الرعيّة.

جميل ان نجد ان معظم اعضاء المجالس المليّة أطباء ومحامون ورجال أعمال ، والأجمل ان تراهم يتفرّغون ولو لساعات قليلة في الاسبوع من اجل خدمة الرب والرعيّة ...ولكن حرف الدّال لا يفيد شيئًا إن ظلّ صاحبه متقوقعًا وخارج التأثير الايجابيّ وخارج الخدمة الفعليّة ، والأدهى والأمرّ ان راح يحيك المؤامرات من اجل ايقاف عجلة التطوّر والعمل.

حقيقة واقولها بالفم الملآن – وقد أكون مخطئًا- من الخطأ ان يكون في المجلس الملّيّ أناس لا يعرف الكنيسة ولا ربّ الكنيسة ؛ أناس علمانيون ، السياسة هي رأس مالهم ، والمراكز المرموقة هي هي محطّ آمالهم ، فيديرون هذا المجلس المُقدّس بعقلية الربح والخسارة والانقسامات والتحزّبات والانشقاقات والكلمات الجارحة وتصفية الحسابات و..الأحزاب

ان مثل هؤلاء " الأوادم" من المفضّل ان يكون مكانهم في المجالس المحليّة والبلديات ، لا في أجواء الروحانيات والبخور والقداسة.

وأخيرًا أقول مع الربّ الغالي :" أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله "

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. شاب 05 ابريل 2016 - 18:50 بتوقيت القدس
شكرا" لهذا المقال الحقيقي والجريء شكرا" لهذا المقال الحقيقي والجريء
مقال صادق وواقعي للاسف وانت اخ زهير صاحب موقف جريء متل رب المجد يسوع ،نصلي ان يعطي الرب اشخاص يخدمونه ويغسلون ارجل كمعلمنا الاعظم ولا ننسى ما قاله السيد المسيح من اراد ان يكن اعظم فيكم فليكن خادما ، فان راس الحكمه مخافه الله
1.1. زهير دعيم 05 ابريل 2016 - 22:55 بتوقيت القدس
يسوعنا الحلو هو رأس مالنا
اخي وابني الشاب الجليلي..شكرا على اطرائك. يسوعنا الفادي يستحقّ ان نعشقه ونُغنّيه ونخدمه كما كانت تقول جدتي " برموش العين"..ألم يقدّم نفسة ذبيحة حيّة لأجل خلاصنا نحن الخطأة. الرب يحميك ويحمي شعبه اينما حلَّ
2. مسيحي مؤمن 09 ابريل 2016 - 23:43 بتوقيت القدس
كلام سليم كلام سليم
للاسف ان المجالس المحليه الارثوذكسيه منذ سنوات طويله تحولت الى حلبه للصراعات السياسيه الحزبيه والفئوية الضيقة بدءا بالناصرة حتى الرامه وصولا الى كفرياسيف وحيفا وبعض القرى لان أعضاءها لا يعرفون أسس الايمان القويم الذي يدعونه عدا عن الملحدين من شيوعيين وغيرهم وهذا شانهم ويتفاخرون بأنهم هيئه علمانية ! نعم انهم ليسوا من الإكليروس ولكن علماني تعني مؤمن عادي وغير مكرس ولكن ليس كافر !! وحسب رايي انهم قائمون على املاك كنيسه وعليهم ان تتوفر فيهم بذور الايمان الأساسيه أقله ! لذلك في الكنيسه الكاثوليكية (روم كاثوليك/لاتين/موارنه)على كل عضو مجلس راعوي منتخب/معين ان يصادق عليه من كاهن الرعيه والأسقف لأنهم يقيمون الشخص روحيا الشئ الذي يثير السخريه لدى الأخوه الارثوذكس لان ذلك تخلف وضد الديمقراطية حسب رأيهم !! فتبا للديمقراطيه التي تجلب الانحلال الإيماني والاخلاقي لنهم يخدمون الكنيسه التي هي البشر اولا والحجر ثانيا الشئ الذي اضعف الكنيسه الارثوذكسيه وأدى الى تراجعها كثيرا من الناحية الروحيه عدا عن السيطره اليونانيه لو كانوا مؤسسه تجاريه مدنيه او سياسيه لحاولوا تفهم الوضع لا يسعنا القول في زمن الصوم "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لاىيعرفون ماذا يفعلون "