تستحقين في كل يومٍ عيداً ‏

ليس من الصدفة أن يتزامن الإحتفال بأرق وأنعم، بأجمل وأحلى إنسانة في الدنيا مع أجمل وأروع ‏الفصول، ألا وهو فصل الربيع، الفصل الذي به تتفتح الأزاهير، وتزقزق العصافير، وتمتلأ الأرجاء بعبق ‏العبير.
21 مارس 2016 - 21:18 بتوقيت القدس

ليس من الصدفة أن يتزامن الإحتفال بأرق وأنعم، بأجمل وأحلى إنسانة في الدنيا مع أجمل وأروع ‏الفصول، ألا وهو فصل الربيع، الفصل الذي به تتفتح الأزاهير، وتزقزق العصافير، وتمتلأ الأرجاء بعبق ‏العبير. ‏

هذا ليس من باب الصدفة والعشوائية أبداً، فالأم هي الزهرة الجميلة التي تزين البيت، هي ربيع البيت ‏وجَنَّته.

الأم، كلمة صغيرة، تحمل معاني وأبعاد كبيرة، فهي الحب والحنان، هي البذل والعطاء، هي التضحية. ‏ضمتها تعطي الأمان، لمستها تمنح الإطمئنان، حضورها في البيت يبعث الراحة والدفئ والحنان، هي لكل ‏شيء جميل العنوان. ‏

وفي يوم عيد الأم، تجد الشوارع تمتلأ بباقات الزهور، والمحلات التجارية تعلن عن حملات خاصة احتفالاً ‏بهذه المناسبة، وتجد الآباء يقصدون هذه المحلات ليشتروا أحلى هدية ليكرموا بها زوجاتهن، والأبناء ‏يبحثون عن أحلى وأجمل باقة ورد أو هدية، ليكرموا ويعبروا عن حبهم وتقديرهم لأمهم. إنها حقاً مناسبة ‏خاصة ومميزة، مناسبة جميلة وما يزيد جمالها هو تزامنها مع فصل الربيع. ‏

الأم هي من أعظم مخلوقات الرب، فهي الزوجة، المُرَبية، المنشأة أجيالاً، المعينة ورفيقة الدرب. منحها ‏الرب قدرة وقوة خاصة لاحتمال الألم والتفهم، هي من تحتوي ألأمور، تستمع لمشاكل أولادها وزوجها ‏بصدرٍ رحب، تعطي النصيحة والإرشاد، تضم، تساند، رغم التعب والإجهاد. فعندما يدخل الأولاد البيت، ‏أول ما ينادون به:"أمي"، وأول من يبحثون عنه هو الأم، فهي مصدر الأمان والتشجيع، هي المتفهم ‏والسميع. ‏

واعطى الرب قيمة عظيمة للأم، فإن ثمنها يفوق أعظم اللآلئ (أمثال31)، وهي مساوية لزوجها (غير أن ‏الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة دون الرجل في الرب- 1كور12:11). كذالك فإن الرب أوصى ‏بإكرامها مثلما يُكرَم الأب(أكرم أباكَ وأمك - خروج 12:20)، وهذه أول وصية قد ارتبطت بوعد:"لكي ‏تطول أيامك على الأرض التي يعطيكَ الربُّ إلهك". إذاً، إكرام الأم مرتبط بالبركة، وإن كنا نكرم الرب ‏في حياتنا، فحتماً سنكرم أمنا، لا مجال للفصل بين الإثنين.  ‏
تقال في الأم عبارات وشعرات كثيرة، رددنا معظمها في الطفولة، مثل:"الجنة تحت أقدام الأمهات"، "الأم ‏التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها"، "أمي يا أجمل أعيادي، لولاكي يا امي ما كان ميلادي". حقاً ‏إنها كلمات رائعة ومعبرة، لكن هل نرددها في المدارس أو المناسبات الخاصة فقط؟ أم يجب ان تكون ‏شعاراً دائماً في تعاملنا مع أمهاتنا؟ ليس من الشك أنه شيء رائع ومميز ان يتغنى بالأم، وان تقدم لها ‏أجمل الهدايا وأثمنها، لكن الامر لا يقتصر على العبارات والشكليات، بل على الحب والتقدير. نعم فالأم لا ‏يجب أن يحتفل بها يوماً واحداً في السنة، بل إنها تستحق في كل يوم عيد.‏

وبهذه المناسبة أهدي الأمهات الفاضلات هذه الكلمات:‏

استدعيت الفكر، جمعت العبارات
ناديت الأحاسيس والمشاعر ‏
رتبت ونظمت الكلمات ‏
كل هذا لأكتب عنها
هي الدفئ، هي الحب، هي العطاء ‏
هي الوردة الجميلة الذي بعبق عطرها في الأرجاء
هي الكلمة المرادفة للحب في قاموس الشعراء
هي التي تعطي وتعطي حتى الفناء
أريد كلمة، أريد وصفاً، تعبيراً يجمع كل هذه الأسماء
فتجدني أنطق وأقول:"أمي"، يا أجمل هدية من السماء

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا