7 ملاحظات عن اولمبيادة لندن

لفت نظري تأثر الفائزين بالميدالية الذهبية بعدما استلموها وخلال عزف النشيد الوطني لبلدهم. كثيراً ما كانوا يشهقون بالبكاء أو تترقرق الدموع في اعينهم.. تساءلت هل نتأثر لسماع نشيد موطننا السماوي...؟
13 أغسطس 2012 - 16:26 بتوقيت القدس

شدّت الالعاب الاولمبية المنعقدة في لندن مئات الملايين حول العالم ليشاهدوها ويتابعوها بشغف طوال الاسابيع الأخيرة. لم يقتصر الاهتمام بالمباريات على مشجعي الرياضة وعاشقيها خلال كل ايام السنة. لم تقتصر على هؤلاء المهووسين الذي يتابعون خلال الايام العادية البريميير ليغ في انجلترا ، البوندس ليغ في المانيا ويسهرون حتى ساعات الصباح المبكرة لمتابعة بطولة كرة السلة أو الجامعات في امريكا وحتى العاب القوى في شتى بقاع الأرض. لا انتمي لهؤلاء المهووسين ورغم ذلك شدتني الالعاب الاولمبية على الثمانية والعشرين صنف من العابها.
.
وقد رصدت سبع ملاحظات عن البطولة:

1. ظهر للعيان جمال خليقة الله من الرياضيين من كل امة ولسان . انهم كقوس قزح من الثقافات والحضارات المختلفة بكل اطيافها. حمرٌ، صفرٌ، سودٌ وبيض- كلهم يحبهم.

2. تذكرت المقارنة الذي اطلقها بولس الرسول بين السباق وبين الجهاد في الحياة المسيحية. اللاعب الذي انضبط وعمل جاهداً لمدة سنين في التمرين وفي تناول الأكل الصحي والعادات الصحية فاز في السباق. من قام بذلك في حياته الروحية يكلل في نهاية سباق حياته (2 تيم 2: 5). اكليله ليس ميدالية (وحتى لو كانت ذهبية) بل هو اغلى واثمن من ذلك ولن نعرف معدنها إلا حتى نتقلدها لكي نعيدها الى يسوع.

3. كثرت اشارات رسم الصليب على الوجه والصدر بين اللاعبين أو التجمع للصلاة في اللعب الجماعي قبل المباراة أو بعدها. انتشر ذلك بين لاعبي العالم الثالث من كينيا وجمايكا واثيوبيا ويبدو ان ذلك يعكس امتداد المسيحية وقوتها في هذه الدول في الوقت الذي تنحسر في اوروبا.

4. لقد تم استثمار مئات ملايين الجنيهات الاسترليني والجهد والعمل الدقيق والخلاق في هذا الحدث المميز وبذلك استطاع منظمو الاولمبيادة جذب اهتمام مئات الملايين من انحاء العالم. وقد قاموا بذلك مع العلم انها مجرد رياضة وقد وصفها الكتاب المقدس انها "نافعة لقليل" (1 تيم 4 : 8). كيف يمكن جذب الانتباه لما هو نافع لكل وقت وهو التقوى؟ هل هذا اصلاً ممكن أم ان طبيعتها هي انها مخصصة للقليلين من يدخلون الباب الضيق؟ اعتقد انه يتوجب علينا فتح اذهاننا لكي نتعلم كيف يمكن جذب انتباه البشر. السنا نحب خير البشر وفي جعبتنا خبر سار لهم؟

5. لفت نظري تأثر الفائزين بالميدالية الذهبية بعدما استلموها وخلال عزف النشيد الوطني لبلدهم. كثيراً ما كانوا يشهقون بالبكاء أو تترقرق الدموع في اعينهم. يفعلون ذلك وبلادهم كثيراً ما تكون ذات نظام ديكتاتوري، قاسي، مجحف أو حتى عنصري. تساءلت هل نتأثر لسماع لنشيد موطننا السماوي مع ان فيه منازل لنا وفيه ما لم تراه عين وما لم يخطر على بال انسان وفيه يجلس فادينا ومخلصنا وشفيعنا؟!

6. ان شعار البطولة الاولمبية هو" أعلى ، أسرع واقوى" وقد جسدت البطولة صراع كل رياضي ليحصل على رقم قياسي شخصي او اولمبي او عالمي أفضل. وقد تساءل كثيرون: هل هناك حد للقدرة البشرية؟ هل هناك حد أقصى للارقام القياسية ولا يمكن استمرار المحاولة المتجددة لكسر رقم قياسي بعد الآخر؟ انهم لا يستسلمون بل يزيدون الجهد والانضباط والتعب للزحف ميليمتراً واحداً اضافيا.
هل نسعى للتميّز في خدمتنا للرب ونطلب عملاً أعلى واسرع وأقوى ونحسن اداءنا لمجد اسمه؟

7. الحدث الرياضي الضخم القادم هو بطولة العالم في كرة القدم في البرازيل بعد سنتين والاولمبيادة القادمة بعد اربع سنين في البرازيل ايضاً!
يشهد العمل الانجيلي زخماً في البرازيل في السنين الأخيرة ومن هنا فانها فرصة جميلة لوضع طابع انجيلي على البطولة وزائريها تصل مئات ملايين البيوت.
الى اللقاء في ريو ديجينيرو!

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا