المسيح قام. حقا قام!!!

يغتنم مجمع الكنائس الإنجيلية في إسرائيل فرصة احتفالنا بقيامة السيد المسيح لندعو الله أن يبارك كل المحتفلين بالقيامة المجيدة وكل أبناء وبنات شعبنا في هذه البلاد... لا عجب أننا نحتفل بيوم القيامة إذ أنها تؤكد أنتصار المسيح وبزوغ ملكوته وظهور باكورة الحياة القادمة وبذرة الإنسانية الجديدة...
14 ابريل 2012 - 18:58 بتوقيت القدس

يغتنم مجمع الكنائس الإنجيلية في إسرائيل فرصة احتفالنا بقيامة السيد المسيح لندعو الله أن يبارك كل المحتفلين بالقيامة المجيدة وكل أبناء وبنات شعبنا في هذه البلاد. وبإسمي وبإسم مجمع الكنائس الإنجيلية في إسرائيل أقر الإقرار الذي دوى صوته عبر تاريخ الكنيسة وغيرّ تاريخ البشرية: المسيح قام. وأقدم لكم ادناه بضع سطور عن تعليم كلمة الله عن القيامة.
يذكر الكتاب المقدس عدة أشخاص قاموا من بين الأموات. فلقد أقام المسيح لعازر (يوحنا 11) وابنه يايرس (مر 5: 21 – 43). وطلب النبي إيليا من الله أن ترجع نفس ابن ارملة صرفة. فعاد الولد إلى الحياة بعد أن فارقها (1 مل 17: 8 – 24). وأقام أليشع ابن المرأة الشونمية (2 مل 4: 8 – 37) وأقام بطرس طابيثا (أع 9: 36 – 43) وأقام بولس افتيخوس (أع 20: 7 – 12). وهكذا نجد أناسا قاموا من بين الأموات في العهدين القديم والجديد. ونجد أيضا أن العديد من رجال الله أقاموا الأموات. فما هو المميز بقيامة المسيح؟ سأذكر أدناه بعض النقاط التي تميز قيامة السيد المسيح.

أولا، كل الأشخاص الذين ذكر الكتابُ المقدس قصص موتهم وقيامتهم في العهدين القديم والجديد، باستثناء السيد المسيح، ماتوا ثانية. ولم يستطيعوا أن يقهروا الموت ويحيوا إلى الأبد. لقد اختبروا نعمة الحياة الأرضية لفترة قصيرة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يختبروا الحياة التي لن تتذوق الموت إلى أبد الآبدين.

ثانيا، كل الأشخاص الذين قاموا لم يقوموا بجسد ممجد، بل قاموا بأجساد فاسدة ستهرم وتمرض. فماتوا ثانية وفسدت أجسادهم وما زالوا ينتظرون قيامة الأجساد واكتمال الفداء. أما المسيح فقام بجسد ممجد يستطيع أن يأكل ويشرب بالرغم من أنه لا يحتاج إلى الأكل والشرب. ويستطيع الآخرون أن يلمسوا جسده بالرغم من قدرة جسده على الدخول عبر الأبواب.

ثالثا، كل الأشخاص الذين ماتوا وقاموا لم يكن لهم سلطان أن يقيموا أنفسهم، احتاجوا إلى شخص آخر ليقيمهم. أما المسيح فقال: "ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن اضعها [أي أضع نفسي للموت] ولي سلطان أن آخذها أيضا [أي أن أقيمها]" (يو 10: 18).

رابعا، كل الأشخاص الذين ماتوا وقاموا فُرض عليهم الموت لأنهم خطاة. وأجرة الخطيئة هي الموت. أما المسيح فلقد أختار أن يموت لأنه يحبك. ولم يكن موته مثل موت باقي البشر إذ قدم نفسه ذبيحة كفارة وكان حمل الله الذي يحمل خطايا العالم. ولا يوجد أيُّ حمل آخر بلا خطيئة أو أي شخص طاهر مثل المسيح. لهذا كانت قيامة المسيح تعبير سماوي عن قبول الذبيحة.

خامسا، قيامة المسيح هي القيامة الوحيدة التي تمثل كل الجنس البشري وهي الطريق الوحيد لخلاص البشر. قال الرسول بولس: "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت . . . وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم" (رو 10: 9؛ 1 كور 15: 14). وقيامة المسيح هي الدرب الوحيد لتبريرنا أمام الله إذ يقول الرسول بولس عن المسيح أنه "أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم من أجل تبريرنا" (رو 4: 25). ولا نستطيع أن نعرف المسيح إن لم نعرف قوة قيامته (في 3: 10).

ويوجد الكثير من المعاني الأخرى للقيامة التي بدونها لا توجد مسيحية. لا عجب أننا نحتفل بيوم القيامة إذ أنها تؤكد أنتصار المسيح وبزوغ ملكوته وظهور باكورة الحياة القادمة وبذرة الإنسانية الجديدة. فماذا نقول إذ نتذكر هذا الحدث الجليل. أنقول: كل عام وأنتم بألف خير؟ طبعا سنقول المسيح قام وحقا وبدون أدنى شك قام. لهذا نرفع الدعاء لله قائلين: أعنا يا الله أن نتحد نحن الكنيسة مع قيامة المسيح حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة (رو 6: 4). فقيامة المسيح ليست رجاؤنا ومستقبلنا فحسب بل هي قوتنا اليوم الآن وهنا. إن قام المسيح فلنا القوة والبركة والنعمة والسلطان. وأقول المسيح قام.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا