الثائر الحقّ، بقلم: مرثا فرنسيس

الثائر الحقيقي يهدف إلى التغيير للأحسن والأرقى ويبغي رفاهية مجتمعه وسلامه. الثائر الحقيقي لا يهدف إلى غرض شخصي، فهو يثور ليحقق المُثل العليا للإنسانية مثل العدل والديموقراطية والحرية فلا يمنعه ولاؤه الأيدلوجي أو العقيدي عن ولائه لوطنه فهو يدرك جيدا معنى القول: اعطوا مالقيصر لقيصر وما لله لله.
31 مارس 2011 - 00:09 بتوقيت القدس

الثائر الحقيقي يهدف إلى التغيير للأحسن والأرقى ويبغي رفاهية مجتمعه وسلامه. الثائر الحقيقي لا يهدف إلى غرض شخصي، فهو يثور ليحقق المُثل العليا للإنسانية مثل العدل والديموقراطية والحرية فلا يمنعه  ولاؤه الأيديولوجي أو العقيدي عن ولائه لوطنه فهو يدرك جيدا معنى القول: اعطوا مالقيصر لقيصر وما لله لله.

الثائرالحقيقي يقوم بثورته ضد الأخطاء التي تسببت في تخلف المجتمع حتى لو كانت هذه الأخطاء قد اكتسبت حصانة أو قداسة بمرور الزمن فيثور على من يستغلون أماكن العبادة في البيع والشراء، ويقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ، ويكون هدفه أن يعود لمكان العبادة قدسيته واحترامه. هذا تغيير وتعبير عن ثائر يرفض وضعا مغلوطا.

الثائر الحقيقي هو من يثور على الجمود والسجود امام تقديس لا معنى له أمام القيم الإنسانية فيصبح كسر هذا التابوه ومخالفة ذلك التقديس ضرورة عندما يتعلق الأمر بانقاذ حياة شخص او تقديم مساعدة ضرورية لا يمكن تأجيلها، ويكون لسان حال الثائر؛ أيهما أهم الانسان ام التابوه.

الثائر الحقيقي هو من يجعل الإنسان هو المحور، وأن تكون المبادئ والقيم والتابوهات لصالح الإنسان ولرفاهيته وتقدمه. ويمكن وضع هذه القاعدة في عبارة محورية: جُعل السبت لأجل الانسان وليس الانسان لأجل السبت. ويمكن ان نضع مكان كلمة السبت أي كلمة مرتبطة بالإنسان مثل: الحكم، النظام، الطقس، الدستور، القانون.. إلخ.

الثائر الحقيقي هو من يطالب بحفظ كرامة الانسان في تعاملاته مع الآخرين، حتى انه يصف من يقول لاخيه الانسان بكلمة (احمق) او من يبغض اخاه بأنه قاتل نفس. وهو بذلك يقوم بثورته ضد الكراهية وضد عدم قبول الآخر. لا يمكن تقليص مبادئ الثورة في مجرد كلمات ولكن بصبها في مواقف حقيقية يُظهر فيها الثائر محبته وقبوله للمختلف عنه في الرأي أو الهوية أو العقيدة أو منهج الحياة؛ وعلى الثائر أن يدعو لمبادئه بصورة تطبيقية وبشكل سهل الفهم: فمن يقول انه يحب الله وهو يبغض اخاه الإنسان فهو كاذب، لأن من لا يحب اخاه الذي يراه ، فكيف يقدر أن يحب الله الذي لا يراه ؟

الثائر الحقيقي هو من يثور على كل من يريد ان يجعل نفسه حاكما وقاضيا وديكتاتورا بل  مندوبا عن الله في حكم الناس ؛ فيحاسبهم على اخطائهم التي قد تكون اقل كثيرا من اخطائه الشخصية. هذا الحاكم الثيئوقراطي (الذي يحكم باسم الدين) أخطر من الديكتاتور (الحاكم الفرد). هذه النوعية من البشر تعطي نفسها حقا غير مقبول لأنه حق الله، فمن يحاكم الزانية ويريد رجمها وهو يغض الطرف عن شريكها يخطئ في حق الإنسانية جمعاء لأن حكمه حكما ظالما والظلم مثل الكفر.

الثائر الحقيقي يواجه الجميع بقوله: من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر.
الثائر الحقيقي هو من يثور على السلوكيات و المواقف الخاطئة مهما كان مركز مرتكبها أو منصبه الديني او السياسي، فيثور على رجال الدين اذا كانوا يضعون احمالا عسرة الحمل على اكتاف الناس فيئنون تحتها؛ ويكون غرض رجال الدين هو الرياء فينظر الناس ويمدحونهم ويكون اهتمامهم الأول هو أنفسهم ومصالحهم باستعراض بطولاتهم الظاهرية، لكسب المديح والمال.

الثائر الحقيقي لابد ان يغير ليس فقط شكل الحياة من الخارج، بل بالأحرى هو يجعل داخلها كما خارجها بنفس النقاء والروعة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جوزيف 31 مارس 2011 - 14:33 بتوقيت القدس
nice but it is a stolen subject nice but it is a stolen subject
كلام كتير حلو بس منقول من شيخ الازهر السابق متولي الشعراوي وما بصير ناخد كلام وننقله ونكتبه باسمنا وعلى فكرة انا مسيحي عشان ما حدا يقول هاد بس بيقول كلام وبس بس لاني ما بحب النقل والاشيا اللي من النوع هاد ويارب بس تنشروا هاد التعليق
2. Nader 31 مارس 2011 - 15:26 بتوقيت القدس
If it is true? If it is true?
If what number one Josef is saying is true then the article should be taken out .And Martha should apologize
3. مرثا 31 مارس 2011 - 15:10 بتوقيت القدس
الفاضل جوزيف الفاضل جوزيف
المقال مركزه ومحوره هو شخص الرب يسوع ومواقفه الثورية التي كانت تهدف الى تغيير القلب والنفس، وهذه المواقف تفصيلية متاحة لكل الناس في الكتاب المقدس ، وصدقا لم اسمع او اعرف ان الشيخ الشعراوي قد تحدث او اقتبس حياة المسيح واعلنها مباشرة كما كتبت. شكرا لك تقديري
4. نسيم حزان 31 مارس 2011 - 15:51 بتوقيت القدس
اعلان محبة الله للبشر اعلان محبة الله للبشر
قد جاء الرب يسوع المسيح مُخلصاً للانسان من الدينونة الرهيبة التي هي مصير الانسان بسبب خطية الابتعاد عن الله ورفضه. قد ظهرت محبة الله للانسان وبيّنها فوق الصليب وهكذا اعلن الله موقفه من الخطية ولكن اعطى طريق الخلاص والحياة الابدية. فحوى المقال غامض على ما اظن , اذا امكن ان توضح الاخت مرثا ما هو قصدها باستخدامها كلمة "ثائر" الرب يبارك شعبه في كل مكان بمحبة المسيح
5. مرثا 31 مارس 2011 - 20:42 بتوقيت القدس
الفاضل صاحب تعليق 4 الفاضل صاحب تعليق 4
اتفق معك فقد جاء المسيح لخلاص الانسان وقدم حياته فداء لتحقيق الهدف على الصليب، ولكن ماقصدته ان المسيح في حياته على الأرض ثار ثورة مقدسة على الشر والظلم وخلط المفاهيم، فهو من حث على الفصل بين العبادة وبين متطلبات الدولة فقال ان يعطى مالقيصر لقيصر ومالله لله، وثار على استخدام مكان العبادة في البيع والشراء فقلب موائد الصيارفة وباعة الحمام وقال ان بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص وهو ايضا الذي ثار على الظلم الموجه للمرأة فقد اتى اليهود بامرأة زنت ولم يقدموا شريكها في الزنا مطالبين بتوقيع العقوبة عليها بالرجم، وكانت ثورته بقوله من كان منكم بلا خطية فليرمها لولا بحجر، الثائر اخي العزيز هو من يواجه الخطأ عندما يقدم من نفسه قدوة حية وليس من يستثني نفسه من التغييرات التي يطالب بها ارجو ان اكون قد وضحت المعنى تقبل احترامي
6. نسيم حزان 01 ابريل 2011 - 10:16 بتوقيت القدس
الله محبة الله محبة
اختي في المسيح ان الله محبة هذا الاسم قد أُظهر فوق الصليب وبيّن كما اوردت في التعليق السابق, اني استغرب عندما نستعمل نحن اسماء للرب او صفات لم ترد في الكتاب المقدس , مثل "ثائر" انت يا اختي لك كل الحرية في ان تختاري اسماء للرب لكن لننتبه من ان نقول كلام بطال او نستخدم هذه الحرية فرصة للجسد. انا لا اريد يا اختي ان اعلق على موقف المسيحيين في مصر هذا شأنكم , لكن اني احزن جداً لاستخدام الكنائس كمنبر للسياسة او غيرها . فقط لمراجعة الفكر والموقف ,,, اراد اغلبية المسيحيين في مصر "لا" للدستور الجديد . ماذا جصل ؟ هل ممكن ان نوجه الرب يسوع ليعمل ما نحن نرغب فيه ليخدم اهوائنا ؟!!!!! للملاحظة : لم تستخدمي في هذا المقال اسم الرب يسوع المسيح !!! فإن سيرتنا نحن في السماويات حيث ننتظر المخلص ,,, ليس لنا هنا مدينة باقية الرب يسوع المسيح يبارك ويحفظ شعبه في كل مكان
7. مرثا 01 ابريل 2011 - 17:36 بتوقيت القدس
اخي الفاضل نسيم حزان اخي الفاضل نسيم حزان
في تعليقك رقم 4 كان واضحا انك عرفت ان محور الكلام هو الرب يسوع، وهذا يكفيني لتكون رسالتي قد وصلت، انا ياأخي العزيز: لا اضع اسماء للرب فمن انا؟ ولكن بماذا تسمي موقفه المعترض على استدام بيت الرب وهو بيت الصلاة في البيع والشراء؟ وبالمثل في باقي المواقف التي تحدثت عنها. اتى الرب يسوع للخلاص وايضا ليغير من سلوكياتنا ويعلمنا كيف نكون اعضاء فعالين في مجتمعاتنا، ليس بالضرورة ان تكون الثورة بالصوت العالي أوالتظاهر ولكن الثورة ايضا بالتعبير عن الرأي ورفض الظلم والسلبيات التي نواجهها.اما بخصوص التصويت على التعديلات الدستورية فعلينا ان نتذكر انها المرة الأولى التي يخرج فيها المصريين وخاصة المسيحيين للتصويت في اي امر يخصهم وهذا وحده تقدم وايجابية، اما نتيجة التصويت فكلنا يعلم ان هناك طرق غير نقية تدخلت فيها، واحب ان اؤكد اننا نصلي لطلب مشيئة الرب وخطته وستتحقق مهما حاول عدو كل بر. اعتذر عن الاطالة واشكرك على المتابعة والتعليق تقديري