الراعي الحقيقي هو المعلم الصالح الأمين و الراعي الغريب هو المخادع المحتال

في المقالات السابقة تعرفنا على الراعي الحقيقي و الراعي الزائف و في هذا المقال سنتعرف على الراعي الغريب. فالراعي الغريب هو غير السارق الذي يدخل الحظيرة بالمكر خفيةً و هو غير اللص الذي يدخل الحظيرة إجباراً و علانيةً
27 أغسطس 2010 - 10:47 بتوقيت القدس

(يوحنا 10: 1-7)

مقال رقم 3

في المقالات السابقة تعرفنا على الراعي الحقيقي و الراعي الزائف و في هذا المقال سنتعرف على الراعي الغريب.  فالراعي الغريب هو غير السارق الذي يدخل الحظيرة بالمكر خفيةً (عدد 1) و هو غير اللص الذي يدخل الحظيرة إجباراً و علانيةً (عدد 1)، حيث أن السارق أو اللص يوجها دخولهما إلى الأغنام و هي داخل الحظيرة، أما الغريب فيتوجه إلى الأغنام أو الخراف و هي تتبع راعيها الحقيقي خارج الحظيرة- يتبعها ليفرقها و يبعدها و يغوي و يغري بالوعود الجذابة .

في يوحنا 10: 7 نقرأ هذا المثل الذي قاله يسوع للفريسيين و أما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به.  إن السر في عدم فهم الفريسيين و رجال الدين آنذاك لأقوال يسوع كائن في الغشاوة التي أعمت بصائرهم و الكبرياء الذي ملك على قلوبهم، مع العلم أن يعقوب أبيهم تحدث عن الله كراعي (تك 49: 24) و داود ملكهم ترنم برعاية الرب له (مزمور 23) و إشعياء نبيهم تغنى برعاية الرب لشعبه (إشعياء 40: 11) أما هم فلم يفهموا.  لذلك فعلى شعب الرب أن يميز الراعي الحقيقي عن الرعاة الأخرين، و ذلك بأن لا تتبعهم بل تهرب منهم و لا تسمع لصوتهم المفرق و الواعد بالوعود المزيفة.  و على الرعية المتعلمة و النامية روحياً الممتلئة بروح الرب أن تميز الراعي الحقيقي من الراعي المخادع المحتال ألا و هو اللص، "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق و لصوص و لكن الخراف لم تسمع لهم" ( يوحنا 10: 8 )، "و أما أنتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شئ" (1يوحنا 2: 20).  و يوماً ما سيعطي كل راعي حساباً عن كل ما يقوم به و عن نوايا القلوب إن كانت صادقة و أمينة و ناتجة عن دعوة إلهية حقيقية للرعاية، أم هي لأسباب شخصية أنانية فهناك نوايا لا يعرفها إلا الرب.  فالرعاة الحقيقيون لا يدخلون الحظيرة مكراً أو إجباراً أو إحتيالاً أو خداعاً، بل يدخلون من الباب ممسوحين أولاً من قبل الرب ثم الكنيسة و يقبلهم الشعب معلماً و راعياً روحياً.  

لنصحُ و نميز محبة الراعي الحقيقي الذي يحب دون أي مصلحة ذاتية شخصية،فهو الذي يقف مع الرعية وقت الضيق و الرحب، معلماً جميع تعاليم الكتاب المقدس و منها غفران الخطايا و دينونة الرب الآتية على فجور و إثم الناس الذي يقترفونه.

إني أود أن أنبه بعد هذه المقالات الثلاث أن الرب يريد منا أن نستيقظ و نعتبر كثيراً الرعاة الحقيقيين المخلصين حسب ما شرحت لكم و نخدم معهم جنباً إلى جنب، حيث نجد أننا أحياناً نهاجم رعاتنا الحقيقيين و نحزن قلوبهم بتركهم و السير في طريقنا، على حسب إرادتنا و ليس حسب إرادة الرب، الأمر الذي فعله الكثير منا.  بنفس الوقت إن وجدنا بيننا رعاة زائفين و غرباء و لصوص و سراق فعلينا أن نستخدم جميع الوسائل المتاحة لنا لإيقافهم و عدم إتمام المسيرة معهم و عدم متابعتهم أو الإصغاء لهم.

صلاتي أن يرينا الرب طريقاً أفضل فنرى أهمية الكنيسة برعاتها و رعيتها، و ليستخدمنا الرب جميعاً لمجد إسمه و لنعتمد على الراعي الصالح الرب يسوع المسيح في خدمة كنيسته.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا