حقا ان ابليس كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه، ولطالما حاول ابليس ويحاول ابعادنا عن الله وان يكسر علاقتنا به، وعندما يجد أبوابنا مغلقة في وجهه يحاول أن يجد باباً خلفياً يدخل منه لانه سارق ولص. وسيستمر يحاول أن يشككنا في ايماننا بالمسيح وبمريم العذراء وفي الكتاب المقدس، وحتى بوجود الله نفسه.
واني من خلال هذه الكلمات أريد أن أذكر القديسة المطوَّبة مريم العذراء التي نحبها جميعا ونقدسها ونكرمها. فالكثير من البيوت المسيحية اليوم لا تخلو من صورها وتماثيلها التي تُصنع في أماكن عديدة في العالم على أيدي تُجار وصنّاع ليس لهم أي علاقة بالله ولا بالايمان المسيحي، لكنهم يبحثون عن الربح القبيح في التجارة بمقدساتنا.
لقد ذهلت جدا عندما كُسر أحد التماثيل الضخمة للسيدة العذراء مريم وهي تحمل الطفل يسوع بوجود عدة رموز للشعوذه الغريبة والسحر مما هزني جدا، واليكم بعض الصور من هذه الرموز التي وجدتها لتصدقوا أن بيوتنا المسيحية مستهدفة بواسطة ابليس عن طريق التماثيل المسيحية التي ينهينا الكتاب المقدس عن الاحتفاظ بها، قائلا في الوصية الثانية من الوصايا العشر"لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما ، مما في السماء من فوق وما في الارض من تحت، لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لاني انا الرب الهك اله غيور". (سفر الخروج 20: 4 – 5).
اصنامهم فضة وذهب عمل ايدي الناس. لها افواه ولا تتكلم.لها اعين ولا تبصر. لها اذان ولا تسمع.لها مناخر ولا تشم. لها ايد ولا تلمس.لها ارجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها. مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها. (مزمور 115: 4 – 8).
وآيات اخرى كثيرة تحثنا على تجنب التماثيل والحذر من ان تُستخدم ضدنا وضد بيوتنا، وتأتي بلعنات كلنا نعرفها وبأمراض لا يستطيع أن يحمينا منها سوى دم المسيح الذي سال على صليب الجلجثة فداءً من خطايانا.
ليتنا نفهم ايماننا وانجيلنا ونعلم أن الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا، ولينر الله عيون أذهاننا لنعيش كما يليق به ونطيع وصاياه عالمين أنه بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه.
فاني اناشد المسيحيين في كل الأرض أن يحذروا مما يُدخلونه الى بيوتهم من أشكال مختلفة لتماثيل لا نعلم من صنعها، أو ما تحمله من لعنات في داخلها. كثيرون يُحضرون من مصر تماثيل الفراعنة وصورهم، وآخرين يأتون من افريقيا بتماثيل رمزية غير عالمين انها قد تحمل في داخلها شعوذه أو سحر، أو ان صانعوها كانوا من عبدة الأوثان، فنأتي بها الى بيوتنا بنوايا طيبة غير عالمين أن ابليس سيعمل المستحيل ليُدخلها الى بيوتنا لكي يؤثر على نفسياتنا وعلى أرواحنا وعلى ما باركنا الله فيه. ليتنا ننتبه ونتيقظ ونستغني عن كل ما هو وثني في حياتنا و بيوتنا مهما كان شكله أو قيمته.
العذراء أجمل من أن تُصوّر بصورة أو برسم وأعظم من أن نشبهها بتمثال أو بصورة، فليتنا ننتبه الى قداستها وتواضعها وطاعتها لله، وأن نكرمها بالتمثل بها وبصفاتها العظيمة.
واله السلام يكون معكم آمين.
القس نزار توما
راعي كنيسة الناصري الانجيلية - الناصرة