ثلاثة مذابح في حياة المؤمن

لكي نتمتع بسنة رائعة ومباركة، أشعر أننا بحاجة لتقوية مذابحنا الروحية التي فيها نخدم ونعبد الرب. يوجد في حياة المؤمن ثلاثة مذابح يجب أن يحافظ عليها بحسب الترتيب إذا أراد أن يكون مؤمنًا ناجحًا ويتمم مشيئة وهدف الله من وراء وجوده على هذه الأرض.
03 يناير 2011 - 01:12 بتوقيت القدس

لكي نتمتع بسنة رائعة ومباركة، أشعر أننا بحاجة لتقوية مذابحنا الروحية التي فيها نخدم ونعبد الرب. يوجد في حياة المؤمن ثلاثة مذابح يجب أن يحافظ عليها بحسب الترتيب إذا أراد أن يكون مؤمنًا ناجحًا ويتمم مشيئة وهدف الله من وراء وجوده على هذه الأرض.

أولاً: المذبح الشخصي.
ثانيًا: المذبح الأسري.
ثالثًا: المذبح الكنسي.

أوَّلا: المذبح الشخصي.

وهذا هو أساس كل شيء بالنسبة لله ويأتي أوَّلاً، وهو الذي تكلم عنه المسيح حين قال:

"5 «وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 6 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً." متى 6.

إن هذا المذبح يركز أساس حياة المؤمن الروحية في علاقته مع الله ومع العالم. دون هذا المذبح لا يقدر المؤمن أن يحقق مشيئة الله، وكما قال يسوع إن هذا يأتي قبل صلاة الجماعة وقبل أي شيء آخر.

ثانيًا: المذبح الأسري.

يجب أن يدرك المؤمن أن الأسرة هي أول وكالة وكلنا عليها الله، وهي تأتي بعد المذبح الشخصي. لقد رفض المسيح من المجنون الذي حرره أن يتبعه:
" 38 أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الشَّيَاطِينُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ وَلَكِنَّ يَسُوعَ صَرَفَهُ قَائِلاً: 39 ارْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ اللهُ بِكَ." لوقا 8
وأعتقد أنه من أهم الأسباب التي دفعت المسيح إلى صرف ذلك الرجل هي أنه لم يُقم في بيته من قبل (عدد 27). فأراد المسيح منه أن يعيد تأسيس المذبح الأسري أوًّلاً. هذا أيضًا ركز عليه العهد الجديد في الكثير من النصوص، منها عن الخدام:
" 4 يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. 5 وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ " 1 تيمواثاوس 3.
وهذه الدعوة ليست فقط للرعاة والخدام بل هي لجميع المؤمنين حيث يقول:
" 8 وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ." تيموثاوس 5.
لذلك يجب على المؤمن أن يقضي وقت كافٍ مع أهل بيته، ويُقيم تأملات روحية وصلوات مع أسرته، وبالطبع مع أولاده أيضًا منذ طفولتهم إلى انفصالهم من البيت (غير المتزوج يهتم في أبويهِ وأخوته إذا أمكن). إن الخادم الذي يفشل في بيته، يفشل في خدمته للرب.

ثالثًا: المذبح الكنسي.

وهو يشمل عبادة الرب مع الجماعة وخدمة الرب بشتى أنواعها، ويسميها الكثيرون بالمذبح الكنسي لأنها يجب أن تكون أوَّلاً في إطار كنسي، أي ليس بشكل انفرادي. لأن هذه هي مشيئة الله للمؤمن، بأن يعمل ضمن كنيسة محليَّة وليس لوحده. عندما ينجح المؤمن في إقامة المذبح الشخصي ويقضي وقت كبير في التعبد لله، وأيضًا يهتم جيِّدًا في المذبح الأسري. عندها يستطيع أن يخدم وتكون خدمته ناجحة جدًا للرب وفعَّالة، وذلك بسبب نعمة ومسحة الله عليه بسبب أمانته في مذبحه الشخصي والأسري. لا أشعر أنني بحاجة للتكلم عن هذا المذبح لأن معظم المؤمنين يعطونه نصيب الأسد لأنه هو الظاهر أمام الناس. لكن أهم مفتاح للحياة الروحية الناجحة هو التركيز على "أبوك الذي يرى في الخفاء" وليس على المنظر أمام الناس، كما أظهره المسيح في قلب ومركز الموعظة على الجبل (متى 6).

ليت الرب يباركنا جميعًا بانطلاق روحي مبارك في هذه السنة، عن طريق الحفاظ أوَّلا على المذبح الشخصي، من ثم الأسري وحينئذٍ الانطلاق لخدمة وعبادة الرب بالمذبح الكنسي. وهذا سيهذبنا ويجعل اهتمامنا الأول في أبونا الذي يرانا في الخفاء وليس الناس، ويعطينا النعمة لكي نمشي بحسب إرشاد الروح القدس وليس بحسب الاستحسان البشري.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. خادم يسوع 03 يناير 2011 - 05:49 بتوقيت القدس
تعريف الكنيسه المحلية؟ تعريف الكنيسه المحلية؟
أرجوا توضيح ما تعني في الكنيسه المحليه؟ وشكرا
2. باسم أدرنلي 03 يناير 2011 - 14:32 بتوقيت القدس
الكنيسة المحلية الكنيسة المحلية
إن الكتاب المقدس يتكلم عن صورتين للكنيسة: الأولى: هي جسد المسيح، المؤمنين والمخلصين من كل قبيلة ولسان، وينقسم إلى قسمين: مؤمنين أحياء، ومؤمنين قد رقدوا بالمسيح. وتجده مضرجًا في الكثير من النصوص مثلا: " لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ." أفسس 3: 21. والثاني هو الكنائس المحلية: حيث يتكون جسد المسيح (المؤمنون الأحياء) من خلايا حية تسمى بالكنائس المحلية. لها هيكلها وبناءها ونظامها الذي نقرأ عنه في رسالة تموثاوس الأولى والثانية، وتيطس وجميع الكنائس المذكورة في العهد الجديد. وتجد هذه الصورة في العديد من النصوص: " وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ." متى 18: 17. هنا الوحي مثلاً، لا يقصد أن تقول لجسد المسيح في كل مكان عن الخلاف، لكن للكنيسة المحلية التي تنتمي إليها. فالمسيح يحث كل مؤمن أن يكون جزء من كنيسة محلية، لأن الإيمان بالمسيح يبنى على ثلاثة أعمدة تجدها في الكثير من النصوص مثل 2 تموثاوس 2: 22.: " أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، (الابتعاد عن الخطية) وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ (تبعية الإيمان، تفريغ القديم والامتلاء بالرب) مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ.(شركة المؤمنين ضمن الكنيسة المحلية)" أي عمود ناقص من هذه الأعمدة الثلاثة يشكل خلل روحي عند الشخص. أيضًا قال الرب: " غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ." عبرانيين 10: 25. ليباركك الرب لتتبارك بك فلسطين، وشكرًا على السؤال
3. خادم يسوع 03 يناير 2011 - 21:23 بتوقيت القدس
الاجابه غير صريحه وغامضة الاجابه غير صريحه وغامضة
الاخ باسم ليستخدمك الرب. ما عنيت في سؤالي هو هل يستطيع المؤمن الحي ان يكون عضو في كنيسه ارثوذكسيه او لاتينيه اوغيرها من الكنائس التقليديه؟ في الواقع انت تعرف ما سالت لكن اردت عدم الخوض في هذا التعريف الذي تعظونه لكن يظهر لا تريد الاجابه بصراحه. يسوع اجاب نيقوديموس بصراحه وبدون محاباه وكان واضح في الاجابه على اسئلة نيقوديموس .الكنيسه المحليه هي التي تعظ يسوع مخلصا واعضاؤها يحيوا حياةالمسيح ويجتمعوافي كنيسه تعلم الكتاب المقدس كما هو مكتوب في الكتاب المقدس والشفيع هو يسوع فقط الى اّخر هن هذه العقيدة الكتابية. تأملت منك ان توضح هذه النقطة المهمه لكن اخترت تفسيرا جيد لكن ليس حسب ما نسمعه في الكنيسة المحلية ومن الوعاظ الغير المساومين الرب معك ويستخدمك كتبت هذا لعلي اوضح نقطه للمؤمنين الذين يؤمنون كما انا عن هذا المبدأ الكنسي المهم وكتبت لاني احبك. شكرا على اجابتك للسؤال
4. باسم أدرنلي 04 يناير 2011 - 08:26 بتوقيت القدس
أخي العزيز خادم يسوع أخي العزيز خادم يسوع
صدقني سؤالك كان غامضًا، ولم أعرف قصدك من السؤال، وظنيت العكس تمامًا مما قصدت. طننت أنك ممن يعتقدون أن المؤمن ممكن أن يحيى حياة الإيمان دون أن يكون جزء من كنيسة محلية. أنا أتفق معك تمامًا مع تعريفك للكنيسة المحلية: " الكنيسه المحليه هي التي تعظ يسوع مخلصا واعضاؤها يحيوا حياةالمسيح ويجتمعوافي كنيسه تعلم الكتاب المقدس كما هو مكتوب في الكتاب المقدس والشفيع هو يسوع فقط.." أعتقدد أننا يجب أن نميز بين صنفين من المؤمنين: الأول: من يؤمن تمامًا بتعريفك، لكن بمحض إرادته ومساومةً منه يختار أن يكون أيضًا عضوًا في كنيسة تقليدية لا يؤمن بصحة عقائدها. يعمد أولاده مثلاً، لكنه لا يؤمن بمعمودية الصغار. هذا انفصام بالشخصية ومساومة ورياء غير مقبول لدى الرب، بحسب إيماني. الثاني: مؤمن بالمسيح، مُخلَّص، يؤمن بعقائد الكنيسة التقليدية، يعيش حياة المسيح بكل معانيها، وهو عضو في تلك الكنيسة كنتيجة لإيمانه وقناعاته، وليس للمساومة. كما هو الحال عند الكثير من الأقباط والكنائس القبطية في مصر مثلاً. أنت لا تستطيع أن تقول للثاني، انك غير مخلص، ويجب أن تترك كنيستك. تستطيع ربما أن تعظه بالإيمان الصحيح، لكننا في النهاية يجب أن نعطي الروح القدس الحق ليكون هو الله، لأنه كذلك، وهو الذي يخلص، يبكت، يقوم، يبني، يعلم ...إلخ. مرة أخرى اشكرك على محبتك، وليباركك الرب.